الصين تشدد رقابتها على الإنترنت وتخفف المزيد من قيود كورونا

time reading iconدقائق القراءة - 8
مسافرون خارج إحدى محطات سكك الحديد في العاصمة الصينية بكين وسط تفشي كورونا. 7 يناير 2023 - REUTERS
مسافرون خارج إحدى محطات سكك الحديد في العاصمة الصينية بكين وسط تفشي كورونا. 7 يناير 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

علّقت الصين حسابات أكثر من ألف مستخدم على وسائل التواصل الاجتماعي، على خلفية انتقادهم سياسات الحكومة بشأن تفشي فيروس كورونا، بينما تتحرك البلاد لرفع المزيد من القيود وفتح حدود البلاد، الأحد، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية. 

وقالت منصة "سينا ويبو Sina Weibo" الصينية الاجتماعية الشهيرة إنها رصدت 12 ألفاً و854 "انتهاكاً" بما في ذلك الهجمات على الخبراء والعلماء والعاملين في المجال الطبي، وأصدرت حظراً مؤقتاً أو دائماً على 1120 حساباً.

وتخلت الصين إلى حد كبير عن إجراءات الحجر الصحي والاختبارات الجماعية، الشهر الماضي، مما أدى إلى زيادة في الحالات الجديدة التي استنزفت الموارد الطبية إلى أقصى حدودها، وفق "أسوشيتد برس".

"محتوى غير قانوني"

وذكرت منصة "Sina Weibo"، في بيان، الخميس، أنها "ستواصل زيادة التحقيق وحذف جميع أنواع المحتوى غير القانوني، وخلق بيئة مجتمعية متناغمة وودية لغالبية المستخدمين".

وركزت الانتقادات إلى حد كبير على القيود على التنقل، التي قيدت الكثير من السكان في منازلهم لأسابيع، وأحياناً من دون طعام كاف أو رعاية طبية.

وأدت التكاليف الاجتماعية والاقتصادية في نهاية المطاف إلى احتجاجات نادرة في شوارع بكين ومدن أخرى، مما أثر ربما على قرار الحزب بتخفيف الإجراءات الأكثر صرامة بسرعة، وفقاً لـ"أسوشيتد برس".

وتُواجه الصين زيادة في حالات الإصابة ومعدلات نقل المصابين للمستشفيات في المدن الكبرى، في وقت تستعد لمزيد من التفشي في المناطق الأقل نمواً مع بدء الاندفاع في السفر، وذلك تزامناً مع العام القمري الجديد، المقرر أن يبدأ في الأيام المقبلة.

وفي حين لا تزال الرحلات الجوية الدولية قليلة، تقول السلطات إنها تتوقع أن تتضاعف في الفترة المقبلة إضافة إلى الرحلات المحلية بالسكك الحديدية، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مما يجعل الأرقام الإجمالية قريبة من تلك التي كانت في فترة عطلة 2019 قبل تفشي الجائحة.

تقليل التنقل والتجمعات

والجمعة، دعت وزارة النقل الصينية المسافرين إلى تقليل الرحلات والتجمعات، خاصة إذا كانت تشمل كبار السن والنساء الحوامل والأطفال الصغار، وأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة، كما حثّت الأشخاص الذين يستخدمون وسائل النقل العام على ارتداء الأقنعة الواقية وإيلاء اهتمام خاص لصحتهم ونظافتهم الشخصية، وذلك بحسب ما قال نائب وزير النقل شو تشنج قوانج خلال مؤتمر صحافي.

ومع ذلك، تمضي الصين قدماً في خطة لإنهاء الحجر الصحي الإلزامي للأشخاص القادمين من الخارج بدءاً من الأحد.

وتُخطط السلطات في بكين أيضاً لإسقاط شرط أن يكون لدى الطلاب في مدارس المدينة نتيجة سلبية لاختبار كورونا، حتى يُسمح لهم بدخول الحرم الجامعي عند استئناف الدراسة في 13 فبراير بعد العطلة.

وبينما سيُسمح للمدارس بالتعليم عن بعد عبر الإنترنت في حالة حدوث تفشي جديد للفيروس، تنص خطة الحكومة على العودة إلى التدريس الحضوري في أقرب وقت ممكن، وفق بيان أصدره مكتب التعليم بالمدينة الجمعة.

تشكيك في الأرقام الرسمية

من جانبها، أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها إزاء نقص البيانات من الصين، في وقت فرضت الولايات المتحدة نتيجة اختبار سلبية للمسافرين من الصين في غضون 48 ساعة من المغادرة.

وتنشر السلطات الصحية الصينية حصيلة يومية للحالات الجديدة والشديدة والوفيات، لكن هذه الأرقام تشمل فقط الحالات المؤكدة رسمياً وتستخدم تعريفاً ضيقاً جداً للوفيات المرتبطة بفيروس كورونا، لافتةً إلى أنه منذ أن أنهت الاختبار الإلزامي وسمحت للأشخاص الذين يعانون من أعراض خفيفة بإجراء اختبارات بأنفسهم والاستشفاء في المنازل، لم يعد بإمكانها تقديم صورة كاملة عن حالة التفشي الأخير.

والسبت، قال المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إن بر الصين الرئيسي سجل ثلاث وفيات جديدة بكوفيد-19 الجمعة مقارنة مع خمس وفيات في اليوم السابق.

وبذلك ترتفع حصيلة الوفيات الرسمية إلى 5267.

مراقبة المسافرين

بدورها، ذكرت "بلومبرغ" أن الصين ستُراقب المسافرين الذين يدخلون البلاد عند بعض المعابر الحدودية، بحثاً عن مؤشرات للإصابة بمتحور جديد، كما ستسمح للحكومات المحلية بإعادة فرض قيود على حركة السكان لمنع تفشي المرض بعد أن تُعيد البلاد فتح حدودها، الأحد.

وطلبت السلطات من مجموعة مختارة من المدن والموانئ إرسال عينات اختبار من المسافرين المصابين لتتبع تسلسل الجينوم في المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وفقاً لخطة مكافحة "كورونا" المحدثة التي صدرت السبت.

ولم تُسجل الصين، التي تشهد موجة إصابات كبرى بعد تخليها عن سياسة "صفر كوفيد" في الأسابيع الماضية، أي حالات إصابة محلية بـ "إكس بي بي.1.5" وهي سلالة متحورة عن أوميكرون الفرعي "إكس بي بي"، والتي أصبحت سائدة حالياً في الولايات المتحدة.

لكن وكالات الصحة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، أثارت مخاوف من أن الصين لا تُقدم معلومات كافية عن تسلسل الجينوم للوصول إلى أي استنتاجات نهائية.

وخفضت الحكومة الحجر الصحي للمسافرين، الذين يمكنهم بموجب الإرشادات الجديدة الدخول بنتيجة اختبار سلبية يتم إجراؤها في غضون 48 ساعة من المغادرة.

ولم تُحدد الصين بعد جدولاً زمنياً لإنهاء شرط اختبار ما قبل السفر، وقالت إنها ستحث مسؤولي الجمارك على اختبار البضائع التي يتم تصديرها لتخفيف المخاوف من انتقال العدوى عبر الشحنات الدولية، بحسب ما قال مسؤول الرعاية الصحية ليانج وانيان، في إفادة الجمعة لسفراء ودبلوماسيين من 130 دولة.

وكانت وزارة النقل الصينية، أعلنت السبت، أنها ستسمح لأطقم سفن الرحلات الدولية بتغيير نوبات العمل في الموانئ، دون الحاجة إلى موافقة مسبقة اعتباراً من 8 يناير الحالي. كما أنها ستلغي مطلب اختبار كورونا ومتطلبات الحجر الصحي عند الوصول.

جهود الوقاية المحلية

وقالت لجنة الصحة الوطنية، السبت، إنها ستحث الحكومات المحلية على الامتناع عن اتخاذ إجراءات إغلاق شديدة بشأن كورونا، لكنها أشارت إلى أنه يمكن إعادة فرض قيود على التنقل لمنع تفشي المرض على نطاق واسع.

ويمكن للحكومات المحلية في الصين أن تأمر المدارس بالتعلم عن بعد من خلال الإنترنت، وفرض قواعد العمل من المنزل، وإلغاء الأحداث العامة غير الضرورية، وإغلاق أماكن الترفيه في حالات الطوارئ.

وتعهدت اللجنة بزيادة الجهود لمراقبة الظروف في دور الرعاية لحماية السكان المسنين الأكثر ضعفاً.

ويتم تشجيع الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً، أو أكثر للحصول على جرعات اللقاح المعززة الثانية.

وفي مؤتمر صحافي، السبت، شدّد مسؤولو الصحة على الحاجة إلى تكثيف الوقاية والعلاج من فيروس كورونا في المناطق الريفية مع اقتراب عيد الربيع. وتعهّد مي فنج المتحدث باسم لجنة الصحة الوطنية، بتعزيز الدعم للمستشفيات في المناطق الريفية وتسريع التطعيم بين كبار السن في القرى.

بدوره، قال ني تشونلي، المسؤول في لجنة الصحة الوطنية، إن ما يقارب 99% من مستشفيات البلديات والمراكز الصحية في المجتمعات المحلية أقامت عيادات للحمى الآن.

وأضاف تشونلي أن السلطات شكّلت مجموعة لتنسيق الإمدادات الطبية على مستوى الصين، لافتاً إلى أنها ستُعطى الأولوية لضمان توفر الأدوية الكافية في المستشفيات الريفية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات