بعد انتقادات الصين.. "لا إجماع" في الإدارة الأميركية على مصدر كورونا

time reading iconدقائق القراءة - 6
"معهد ووهان" للفيروسات في مقاطعة هوبي وسط الصين - 13 مايو 2020 - AFP
"معهد ووهان" للفيروسات في مقاطعة هوبي وسط الصين - 13 مايو 2020 - AFP
دبي-الشرق

قال البيت الأبيض إنه "لا إجماع" في الإدارة الأميركية بشأن مصدر فيروس كورونا، بعدما رفضت الحكومة الصينية، الاثنين، تقييماً لوزارة الطاقة الأميركية يرجح أن جائحة كورونا نشأت عن "تسرب مخبري"، متهمة واشنطن بالانخراط في عملية "تشويه سياسي" ضد بكين.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي في إحاطة صحافية، إن "هناك عدم يقين واسع داخل الإدارة بشأن مصدر الفيروس"، ولكنه أشار إلى أن الرئيس جو بايدن مصمم على المكان الذي بدأ منه الفيروس، في إشارة إلى مدينة ووهان الصينية، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال"

وأضاف كيربي: "لا يوجد إجماع في الإدارة الأميركية حالياً بشأن كيف بدأ كوفيد-19 بشكل محدد. نحن لم نصل إلى تلك النتيجة بعد. إذا توصلنا إلى شيء بإننا سنطلع الشعب الأميركي والكونجرس عليه".

"قضية علمية لا سياسية"

وانتقدت الصين تقرير وزارة الطاقة الأميركية، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج في مؤتمر صحافي، إن "أصل فيروس كورونا هو قضية علمية ولا ينبغي تسييسها"، داعية كافة الأطراف المعنية إلى "التوقف عن إثارة حجة تسرب الفيروس من المختبر، والتوقف عن تشويه سمعة الصين، والتوقف عن تسييس قضية تتبع أصل الفيروس". 

وأشارت إلى أن "خبراء منظمة الصحة العالمية والصين لم يرجحوا في استنتاج علمي أن يكون الوباء جاء بسبب تسرب مخبري".

وجاءت التصريحات الصينية والأميركية بعدما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الأحد، أن وزارة الطاقة الأميركية خلصت في تقرير سري إلى أن الوباء نشأ عن تسرب مخبري في الصين.

من جهته، دعا السفير الأميركي لدى الصين نيكولاس بيرنز بلاده إلى "دفع الصين لتكون أكثر صدقاً بشأن أصل الجائحة"، مشدداً على ضرورة "قيام بكين بدور أكثر نشاطاً في منظمة الصحة العالمية، إذا كانت تريد تعزيز هذه المنظمة التابعة للأمم المتحدة".

تأييد جمهوري

ورغم تصريحات البيت الأبيض، إلا أن المشرعين الجمهوريين اعتبروا أن تقرير وزارة الطاقة الأميركية، يؤكد شكوكهم، وحثوا على الإفراج عن المزيد من المعلومات السرية المتعلقة بتفشي الفيروس.

ودعا رئيس لجنة المنافسة مع الصين في مجلس النواب، الجمهوري مايك جالاجر، إدارة بايدن إلى الإفراج عن مزيد من المعلومات، وقال إن يسعى لتمرير تشريع لفرض عقوبات وقيود أخرى على علماء مرتبطين بالصين، حتى إجراء تحقيقي كامل بشأن "المختبر الصيني".

وتابع: "فيما تزداد الأدلة التي تدعم بوضوح فرضية التسرب المخبري، فإن الشعب الأميركي يستحق الشفافية الكاملة. لأجل منع جائحة جديدة يجب علينا معرفة كيف بدأ فيروس كورونا".

وشكك رئيس فريق التحقيق الذي تقوده منظمة الصحة العالمية في منشأ الفيروس بيتر بن مبارك، في مدى يقين الصياغة التي أتى بها التقرير الأميركي.

"معلومات استخباراتية جديدة"

ولا يزال أصل الوباء موضوع نقاش حاد بين علماء الأوبئة وخبراء الاستخبارات والمشرعين، منذ أن بدأ الفيروس ينتشر على نطاق واسع في مدينة ووهان بوسط الصين في أوائل عام 2020.

ويمتد الانقسام بشأن هذه المسألة إلى الهيئات الحكومية الأميركية، المكلفة من قبل بايدن بمعرفة أكبر قدر ممكن من المعلومات عن مصدر الفيروس.  

وعزت "وول ستريت جورنال" الاستنتاج الذي توصلت إليه وزارة الطاقة إلى "معلومات استخباراتية جديدة"، معتبرة أن أهمية هذا الاستنتاج تكمن في أن الوزارة لديها "خبرات علمية معتبرة"، وأنها "تشرف على شبكة من المختبرات الأميركية التي يجري بعضها بحوثاً بيولوجية متقدمة". 

ولا تزال 4 وكالات حكومية أميركية أخرى، إلى جانب لجنة استخباراتية وطنية، تعتقد أن الجائحة كانت على الأرجح نتيجة انتقال طبيعي من حيوان مصاب، في حين أن اثنتين أخريين لم تحسما أمرهما بعد. 

"قضية سياسية"

وتحولت قضية نشأة "كوفيد-19" إلى قضية سياسية في الولايات المتحدة بعد بدء تفشي المرض، حين طرح الجمهوريون احتمال أن يكون الفيروس قد تسرب من مختبر في الصين، وهو ما وصفه بعض المنتقدين بأنه "نظرية مؤامرة"، بحسب "وول ستريت جورنال".

وينبع عدم اليقين بشأن أصل الفيروس جزئياً من القيود التي وضعتها الصين على فريق التحقيق الذي تقوده منظمة الصحة العالمية. وأمضى الفريق 4 أسابيع في الصين، بما في ذلك أسبوعين في الحجر الصحي.

وقدم العلماء الصينيين والمسؤولين الحكوميين تقارير بشأن منشأ الجائحة للفريق الأميركي، ولكنه مُنع من الوصول إلى البيانات الأولية وراء الاستنتاجات الواردة في تلك التقارير، فيما ركزت عمليات البحث المبكرة عن أصول الجائحة على سوق في ووهان، حيث كان يتم بيع حيوانات برية، في ظل احتمالات بأن يكون أول تفشي كبير بدأ من السوق.  

وقال خبراء الصحة العامة الصينيون والأجانب، إنه من المستحيل أن نقول على وجه اليقين ما إذا كان هذا هو المكان الذي انتقل فيه الفيروس لأول مرة إلى البشر، ويرجع ذلك إلى أن المسؤولين المحليين أعدموا معظم الحيوانات في السوق في الأيام الأولى من تفشي المرض. 

ودعا خبير سلامة الأغذية بيتر بن مبارك، رئيس الفريق الذي قادته منظمة الصحة العالمية، إلى مزيد من المعلومات بشأن منشأة بحثية يديرها مركز ووهان لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والتي تم نقلها في ديسمبر 2019، عندما بدأ الفيروس الانتشار لأول مرة. 

وأخبر العاملون في هذا المختبر فريق منظمة الصحة العالمية، أنه لم تكن هناك "حوادث مؤسفة" بإمكانها أن تطلق العنان للفيروس. 

وشككت السلطات الصينية مراراً في احتمال تسرب الفيروس من أحد مختبراتها، وأشارت إلى أنه ظهر خارج البلاد.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات