عندما يؤذيك شخص تهتم لأمره، يمكنك الاختيار بين أمرين؛ إما أن تظل غاضباً ومستاءً، أو تسامحه وتمضي قدماً.
ولكن إن ظللت تتجرع مرارة الألم باستمرار، فقد تدفع ثمناً غالياً. أما مع المسامحة والعفو، فستسلك كذلك طريق السكينة والأمل. ولو تدبرت في الصفح، لعرفت أنه يأخذ بيديك إلى الراحة البدنية والعاطفية والروحية.
ماذا يعني التسامح؟
يختلف معني التسامح من شخص إلى آخر. وهو يعني بصفة عامة اتخاذ قرار متعمد بالتغاضي عن الشعور بالاستياء والغضب.
قد يلازمك الفعل الذي سبب لك الشعور بالجرح أو الإهانة طوال الوقت، لكن يمكن أن تؤدي محاولة التسامح إلى تقليل سيطرة هذا الفعل عليك. ويمكن أن تساعدك على التحرر من القيود النفسية التي يفرضها الشخص الذي أساء إليك.
وفي بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي التسامح حتى إلى الشعور بالتفهم والتعاطف والرحمة تجاه الشخص الذي سبب لك الشعور بالجرح.
ولا يعني التسامح نسيان الضرر الذي تعرضت له أو التجاوز عنه، ولا يعني بالضرورة أيضاً السعي لإصلاح ما فسد في علاقتك مع من تسبب في جرح مشاعرك. بل إن التسامح يجلب لك الشعور بالراحة التي تتيح لك التركيز على نفسك وتساعدك على الاستمرار في الحياة.
ما فوائد مسامحة شخص ما؟
8 فوائد للصفح
التخلي عن الحقد والشعور بالمرارة يمكنه أن يفسح المجال لتحسين الصحة والتحلي براحة البال. وقد يؤدي العفو والتسامح إلى:
- بناء علاقات صحية.
- تحسين الصحة العقلية.
- الحد من القلق والتوتر والعدائية.
- تقليل أعراض الاكتئاب.
- خفض ضغط الدم.
- تقوية جهاز المناعة.
- تحسين صحة القلب.
- تحسين تقدير الذات.
كيف يمكنني الوصول إلى حالة الصفح والتسامح؟
يمثل التسامح التزاماً بإجراء تغيير. وهذا يتطلب ممارسة. ولتتمكن من الشعور بالصفح والتسامح، يمكنك أن تمارِس التعاطف عن طريق محاولة رؤية الموقف من وجهة نظر الشخص الآخر.
كذلك، اسأل نفسك عن الظروف التي ربما قد دفعت الشخص الآخر للتصرف بتلك الطريقة. فلربما كنت ستتصرف بالطريقة نفسها إذا واجهت الموقف ذاته.
فكِّر في الأوقات التي سامحك فيها الآخرون. واكتب في دفتر يوميات أو الجأ إلى الدعاء أو استعِن بالتأمل الموجَّه. أو تحدَّث إلى شخص تتوسم فيه الحكمة والطيبة، مثل رجل دين أو مقدم خدمات الصحة العقلية أو شخص محايد مقرب لديك أو صديق.
اعلم أن المسامحة عملية تستغرق وقتاً. وحتى المساوئ الصغيرة قد تحتاج إلى إعادة نظر ومسامحه مراراً وتكراراً.
ماذا لو كنت أنا الشخص الذي يحتاج للصفح؟
الخطوة الأولى هي تقييم الأخطاء التي ارتكبتها والاعتراف بها صراحةً ومعرفة مدى تأثيرها على الأشخاص الآخرين. لكن تجنَّب محاكمة نفسك بقسوة.
وإذا كنت تشعر بالفعل بالأسف بسبب تصرف أو قول بدر منك وتريد طلب العفو، ففكر في التواصل مع من أسأت إليهم. وعبر عن شعورك الصادق بالأسف أو الندم. واطلب العفو من دون اختلاق أعذار.
تذكّر أنه لن يمكنك إجبار أحد على مسامحتك. إذ يحتاج الآخرون إلى اتخاذ قرار الصفح والمسامحة في الوقت الذي يناسبهم. وتذكّر أن المسامحة عملية تستغرق وقتاً. ومهما حدث، عليك الالتزام بمعاملة الآخرين برحمة وتعاطف واحترام.
اقرأ أيضاً: