دراسة: 77% من الأميركيين يتبعون سلوكاً إدمانياً للتأقلم مع مشكلاتهم

time reading iconدقائق القراءة - 5
نفق داخل حديقة سانترال بارك في نيويورك. 2 مايو 2020 - REUTERS
نفق داخل حديقة سانترال بارك في نيويورك. 2 مايو 2020 - REUTERS
القاهرة- محمد منصور

أفاد استطلاع لمؤسسة "أكيوبول" للأبحاث، أن 77% من المواطنين الأميركيين الذين شملتهم دراستها، استخدموا على الأقل سلوكاً إدمانياً واحداً في التعامل مع مشاكل صحتهم العقلية.

واتفق 94% من المشاركين في الاستطلاع على أن الإدمان على المخدرات والسلوكيات غير الصحية، مثل الأكل الزائد والمقامرة المفرطة، يمكن أن يكون علامة على وجود مشاكل صحية عقلية أساسية تحتاج إلى العلاج.

وعلى الرغم من أن بعض الأفراد يعتبرون هذه السلوكيات إدماناً أو تأقلماً غير صحي، فإن العديد منهم لا يزالون يمارسونها.

تشمل السلوكيات الإدمانية أنماطاً تتضمن الانخراط المتكرر في نشاط معين رغم العواقب السلبية، سواء كانت جسدية أو نفسية، مثل الاستخدام المفرط للمخدرات والكحول والمواد الأخرى، وكذلك السلوكيات مثل المقامرة والجنس واستخدام الإنترنت.

يتميز الإدمان بفقدان السيطرة على السلوك، واستمرار الاستخدام على الرغم من العواقب السلبية، وأعراض الانسحاب عند التوقف عن السلوك. وتؤثر هذه السلوكيات بشكل كبير على الصحة الجسدية والعقلية، والعلاقات، ونوعية الحياة بشكل عام.

وتشير الدراسات إلى أن الصحة العقلية غالباً ما تسير جنباً إلى جنب مع السلوك الإدماني. ومن الصعب على بعض الأشخاص الاعتراف بمشاكل الصحة العقلية والبحث عن العلاج، مما يدفعهم إلى الاعتماد على السلوك الإدماني كآلية للتأقلم.

وعلى الرغم من أن العديد من هؤلاء المرضى يعانون من الاكتئاب أو القلق، فإن العثور على علاج يمكن أن يساعدهم على التغلب على مشاكلهم والشعور بتحسن.

ووفق للاستطلاع الذي أجراه الباحثون، يبدو أن الصحة العقلية غالباً ما تتأثر بالسلوك الإدماني. ومع ذلك، يواجه الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية عقلية وصمة عار شديدة عند الاعتراف بحالتهم، وقد يكون هذا الوضع أكثر صعوبة من اللجوء إلى الإدمان أو السلوك السيئ.

وقد اتضح أن الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالاكتئاب أو القلق، يرون شرب الكحول كسلوك إدماني أو آلية تأقلم غير صحية، أو كلاهما (77٪). ومع ذلك، اعترف 41٪ منهم بأنهم شربوا بمفردهم للتأقلم.

تجارب متعددة للعثور على الدواء المناسب

والعديد من هؤلاء المرضى يعانون من الاكتئاب أو القلق، لكنهم لم يتمكنوا من العثور على العلاج الذي يجعلهم يشعرون بالتحسن. ولذلك، لجأوا إلى الكحول أو المخدرات أو السلوكيات المدمرة لتهدئة أنفسهم، إذ أن تلك السلوكيات توفر راحة على المدى القصير، لكن الباحثين يقولون إن ذلك السلوك يؤدي إلى تدهور الصحة العقلية وتدمير حياتهم.

ويشير الاستطلاع إلى أن ثلثي الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق، مروا بتجارب متعددة للعثور على الدواء المناسب لهم.

ويذكر الاستطلاع أيضاً أن حوالي 45% من هؤلاء الأشخاص استخدموا آليات تأقلم غير صحية بسبب فشل الدواء. واستخدم معظمهم العديد من آليات التأقلم غير الصحية، مثل الاعتماد على النوم لفترات طويلة أو الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية.

وتشير النتائج إلى أن 58% من المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بالاكتئاب أو القلق يرون أن علاج الصحة العقلية ساعد في تخفيف مخاوفهم من الإدمان.
 
وأفاد الاستطلاع بأن 70% من الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالاكتئاب أو القلق، يستخدمون آليات النوم لفترات طويلة أو قصيرة جداً كآلية للتأقلم، بينما قرر 64% منهم الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية، وشاهد 49% منهم التلفزيون بشراهة، وقرر 48% منهم تجاهل مسؤوليات العمل والمنزل.

ووجد الاستطلاع أنه من بين أولئك الذين قيل لهم إن لديهم مشكلة، فإن 58% ممن تم تشخيص إصابتهم بالاكتئاب أو القلق، يقولون إن علاج الصحة العقلية ساعد في تخفيف مخاوفهم من الإدمان.

عوامل الضغط

حلّت تكاليف المعيشة في المقدمة بنسبة 42% كأحد العوامل الرئيسية التي أثرت سلباً على الصحة العقلية للأميركيين خلال العام الماضي. وتليها تدهور العلاقات مع أفراد الأسرة أو الأصدقاء بنسبة 36%، وعدم القدرة على توفير الإعالة المالية للأسرة في المرتبة الثالثة بنسبة 29%.

في المقابل، حلّت الصورة السلبية للجسم في المرتبة الرابعة بنسبة 25%، ووفاة أحد الأشخاص المقربين في المرتبة الخامسة بنسبة 20%.

بينما جاء انعدام الرضا في مكان العمل والتفكير في آراء الآخرين عن الشخص في المرتبة السادسة بنسبة 16%، متساوياً مع الاعتماد على الكحول والمخدرات في المرتبة السابعة بنسبة 13%.

أما الانتشار العالمي لفيروس كورونا والمشاكل الصحية الأخرى فقد حلّت في المرتبة الثامنة بنسبة 11%، متساويةً مع تشخيص مرض نفسي للشخص أو أحد أفراد العائلة.

وأكد أكثر من 94% من المشاركين في الاستطلاع عدم رضاهم عن صحتهم العقلية، مع الإشارة إلى تأثير ذلك السلبي على جوانب هامة من حياتهم، مثل العمل والعلاقات الشخصية.

 اقرأ أيضاً:

تصنيفات