تُشير الأبحاث إلى أن القرارات الصحية التي تتخذها دائرة الأصدقاء والمعارف الاجتماعية يمكن أن يكون لها أثر كبير في السلوكيات الصحية.
إن كانت مجموعتك ذات توجه صحي، أي إن كان زملاء عملك يدعونك للتمشية بصحبتهم خلال فترات الراحة من العمل، أو إن كان أصدقاؤك يختارون شَي الأطعمة الصحية، فهذا يصب في مصلحتك.
وللمُحفزات السلبية أثرها كذلك. فعلى سبيل المثال، هل يصر أصدقاؤك على تناول العشاء في بوفيه مفتوح يسمح لك بتناوُل جميع أصناف الطعام، حيث يمثل الأكل الصحي تحدياً، هذا ضد مصلحتك.
يمكنك استغلال تلك التأثيرات الاجتماعية لإفادة صحتك، وكذلك منع المحفزات السلبية من تخريب جهودك من خلال تجربة الأفكار التالية.
افحص عادات الأكل في دائرتك الاجتماعية:
- هل يحضر زملاء عملك الكعك المحلى إلى احتفالات المكتب؟
- هل تأكل عائلتك خارج المنزل في أغلب الأيام، وتتناوَل بصفة رئيسية الوجبات السريعة وغير الصحية؟
- هل يعني العشاء مع الأصدقاء غالباً الإفراط في الطعام الذي يُقدم في المطاعم مع القليل من الأطباق الصحية؟
- هل يتضمن وقت ألعاب الورق أو مشاهدة الأحداث الرياضية على التلفاز أطعمةً سريعةً غنيةً بالسعرات الحرارية، مثل رقائق البطاطس وصلصة التغميس وأجنحة الدجاج وكعك البراوني؟
إذا كانت الإجابة بنعم: فيمكنك أن تتحدث إلى أصدقائك، وأن تسألهم إن كانوا يرغبون في اتباع نمط حياة صحي، فقد يمكنكم دعم بعضكم البعض في القيام بتغيرات إيجابية بنمط الحياة.
أما إن لم يكونوا مستعدين أو راغبين في التغيير، فحافظ على تركيزك على عادات الأكل الصحي الخاصة بك.
أحضر الفاكهة والخضروات إلى الحفلة التالية؛ ليتوفر لك خيار صحي. اقترح وجبات مطبوخة في المنزل أو وجبات سريعة مُغذية على عائلتك.
فكر بممارسة الأنشطة البدنية: هل يتركز الخروج مع عائلتك على أنشطة كثيرة الجلوس، مثل الذهاب لمشاهدة أحد الأفلام أو مباراة كرة؟ هل يفضِّل أصدقاؤك مشاهدة التلفاز أو ألعاب الورق؟
إذا كانت الإجابة بنعم: فاقترح إضافة أنشطة بدنية مرِحة إلى الأمر. التمشية مع أحد الأصدقاء أو أفراد العائلة طريقة ممتازة للقيام بمحادثات قيِّمة وجهاً لوجه. أو يمكنكم ممارسة نشاط جماعي، مثل الجولف أو التنزه أو التنس أو ركوب الدراجات الهوائية. تذكر أن كل الأنشطة البدنية مفيدة لإدارة الوزن.
قيِّم دعمهم: هل يوبخك أصدقاؤك جراء محاولتك تجربة شيء مختلف؟ هل يشجعونك على الإفراط في الأكل في المناسبات الاجتماعية؟
إذا كانت الإجابة بنعم: اطلب من أصدقائك وعائلتك دعم خياراتك الصحية بدلاً من انتقادك إن قصَّرت. ليس عليهم أن يتغيروا، ولكن إن كان في إمكانهم دعمك في رحلتك، فستكون ممتناً لدعمهم. إنْ حثَّكَ أصدقاؤك على القيام بتغييرات إيجابية، فاشكرهم، وأخبرهم بمدى أهمية دعمهم لك.
فكِّر خارج دائرتك
إن كانت دائرة أصدقائك ومعارفك الاجتماعية لا تزال غير داعمة لنمط حياة إيجابي، فيمكنك اتخاذ نهج آخر.
- ركز على أولوياتك. تذكّر أنه لا يمكنك تغيير أفعال الجميع، لكن يمكنك تغيير أفعالك. اختر هدفاً واحداً أو اثنين للتركيز عليهما.
- اعثر على مجموعة دعم. إن كانت دائرة أصدقائك ومعارفك الاجتماعية لا تقدم نوع الدعم الذي تحتاج إليه، فانضم إلى المجموعات المخصصة لهذه الوظيفة تحديداً. ويمكن لتدخلات إنقاص الوزن التي توفر دعم الأقران أن تساعد على تحقيق النجاح. ومن الأفضل أن تفكر في الانضمام إلى المجموعات المجتمعية التي تركز على التحكم في الوزن.
- كُن رائداً للطريق. لا تستهن بتأثيرك في مساعدة الآخرين للتغيُّر. أحضر معك حلوى صحية إلى العمل، وجرب وصفات صحية في المنزل، وحدد مواعيد للتمشيات اليومية مع زملاء العمل. وهكذا سيستفيد الجميع عندما يكون وجودك إيجابياً وتكون قدوة يحتذى بها.
تذكّر أن وجود نظام دعم حولك يضمن لك النجاح طويل المدى. لذلك إما أن تنشئ نظاماً للدعم أو تستفيد من نظام الدعم المقدم إليك في رحلتك نحو صحة أفضل.
* هذا المحتوى من "مايو كلينك"
اقرأ أيضاً: