نبات إفريقي يُلهم العلماء لابتكار مركبات تعالج الإدمان والاكتئاب

time reading iconدقائق القراءة - 3
صورة تم التقاطها لشجرة نبات الإيبوجا في ليبرفيل- الجابون في 17 فبراير 2018 - AFP
صورة تم التقاطها لشجرة نبات الإيبوجا في ليبرفيل- الجابون في 17 فبراير 2018 - AFP
القاهرة-محمد منصور

طوّر علماء أميركيون مركبين طبيين لمحاكاة تأثير مادة "الإيبوجين" المستخرجة من نبات "الإيبوجا" التي ينتج عن تعاطيها "هلوسات عميقة"، وذلك بهدف ابتكار أدوية جديدة تساعد في علاج الإدمان والاكتئاب.

ونبات "الإيبوجا" شائع الاستخدام في إفريقيا، وتستخدمه طائفة "بويتي" في الجابون كجزء من ممارساتها الدينية والشفائية، حيث تقول إنه "قادر على إحداث هلوسات عميقة وتجارب روحية فريدة بفضل مادة (الإيبوجين) المُشتقة من جذوره".

وفي السنوات الأخيرة، جذبت تلك المادة انتباه العلماء كعلاج محتمل لإدمان المخدرات، إذ يقول بعض الباحثين والمدافعين عنها إنها تعمل على تخليص المرضى من أعراض الانسحاب النفسي والبيولوجي للمواد الأفيونية.

"الرحلة بدأت للتو"

وقال مؤلف الدراسة براين شويشت، وهو أستاذ في جامعة كاليفورنيا، في "سان فرانسيسكو"، إن "المركبين الجديدين غير مرتبطين كيميائياً بمادة الإيبوجين، رغم أنهما يرتبطان عن طريق موقع الناقل العصبي SERT ويمنحان بعض التأثيرات نفسها، لكن بصورة أفضل".

وتلعب النواقل العصبية دوراً مهماً في العمليات الفسيولوجية المختلفة، بما في ذلك امتصاص وإطلاق المواد في الدماغ.

وأضاف شويشت في تصريحات لـ"الشرق": "أظهر المركبان الجديدان نشاطاً ضد انسحاب المواد الأفيونية، وبالقياس مع مثبطات استرداد السيروتونين (هرمون السعادة) الانتقائية الأخرى".

وتابع مؤلف الدراسة: "قد تكون الجزيئات نشطة ضد اضطراب الاكتئاب الشديد والأمراض ذات الصلة".

وأردف: "يُحتمل أن تكون تلك المركبات فعالة بصورة أكبر وقابلة للاستخدام في أمراض الجهاز العصبي المركزي بشكل أكثر من معظم الأدوية الشبيهة بمضادات الاكتئاب، لكن رحلة تحويل المركبات الجديدة إلى أدوية بدأت للتو".

وتابع: "من المحتمل أن تكون المركبات قادرة على علاج أشياء مثل الانسحاب من المخدرات بشكل أكثر فعالية، لكن حالياً هذا مجرد احتمال إذ لم يُختبر الدواء على البشر بعد".

ويُعد استخدام "الإيبوجين" كعلاج للإدمان أمراً مثيراً للجدل ولا يزال غير قانوني في العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة، إذ تم تصنيف المادة كدواء من أدوية الجدول الأول، ما يعني أنها تعتبر ذات احتمالية عالية لسوء الاستخدام وليس لها استخدام طبي مقبول.

وفي القرنين التاسع عشر والعشرين، جرب الأطباء في أوروبا والولايات المتحدة استخدامه في علاج مجموعة متنوعة من الأمراض، لكن الدواء لم يلق قبولاً على نطاق واسع وأصبح في النهاية غير قانوني في بلدان عدة.

اقرأ أيضاً: