قالت دراسة علمية نُشرت نتائجها في الدورية الأميركية لعلوم التغذية إن بعض التدخلات الغذائية يُمكنها الحد من فرص الإصابة بضعف الشيخوخة.
ويصيب ذلك النوع من الضعف حوالي 15% من كبار السن، ويؤدي إلى انخفاض في الأداء البدني، وانخفاض القوة، وتناقص القدرة على التحمل، وزيادة التعرض للضغوط مثل المرض أو إصابات العظام.
ولا يرتبط الضعف بالعمر الزمني فحسب، بل ينتج عن تفاعل معقد لعوامل مختلفة، بما في ذلك الوراثة، ونمط الحياة، والأمراض المزمنة، والظروف الاجتماعية.
ويتجاوز مفهوم الضعف عملية الشيخوخة العادية ويشمل مستوى أعلى من المخاطر وقابلية التعرض للتأثيرات الصحية الضارة.
البروتين والأطعمة النباتية
ويُمكن معالجة ضعف الشيخوخة بعدد من الأساليب والتدخلات مثل النشاط البدني المنتظم، والتغذية السليمة، وإدارة الأمراض المزمنة، وتقليل الآثار الجانبية للأدوية، ومعالجة العزلة الاجتماعية، وتوفير الدعم والرعاية المناسبين.
وتركز التوصيات الغذائية الحالية للوقاية من ضعف الشيخوخة في المقام الأول على تناول البروتين. ومع ذلك، هناك العديد من الأطعمة الأخرى التي قد يكون لها فوائد صحية.
ويقول الباحثون في تلك الدراسة إن تناول الأطعمة النباتية التي تحتوي على مركبات غذائية تُسمى "الفلافونول" يُمكن أن تقلل من فرص الإصابة بضعف الشيخوخة.
ويشير الباحثون إلى أن الأطعمة التي تحتوي على مركب مُحدد يسمى "الكيرسيتين" هي الأهم في الوقاية من ضعف الشيخوخة.
والكيرسيتين هو نوع من أنواع الفلافونول، وهو نوع من أصباغ النبات والمواد الكيميائية النباتية الموجودة في عدد من الفواكه والخضروات والحبوب.
ويشتهر ذلك المركب بخصائصه المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات ويعتبر مركباً نباتياً طبيعياً له فوائد صحية محتملة.
وتشير النتائج التي توصل إليها الباحثون إلى أنه مقابل كل جرعة أعلى بمقدار 10 ملجم من الفلافونول في اليوم، تقل احتمالات الإصابة بالضعف بنسبة 20%.
وأظهرت الدراسة أن تناول الكيرسيتين بكميات كبيرة له ارتباط قوي بمنع ضعف الشيخوخة.
تفاحة واحدة في اليوم
ويمكن للأفراد أن يستهلكوا بسهولة 10 ملجم من الفلافونول في اليوم لأن تفاحة واحدة متوسطة الحجم تحتوي على حوالي 10 ملجم من الفلافونول؛ على حد قول الباحثين، كما يوجد الكيرسيتين بشكل شائع في التفاح، والتوت، والعنب، والحمضيات (مثل البرتقال والليمون)، والكرز، والخوخ.
كما يتواجد بنسب أقل في كل من البصل واللفت والبروكلي والسبانخ والطماطم والفلفل الأحمر والأخضر والهليون؛ كما يوجد أيضًا في الشبت، والكزبرة، والبقدونس.
وتشير هذه البيانات إلى أنه قد تكون هناك فئات فرعية معينة من مركبات الفلافونويد تتمتع بأكبر قدر من الإمكانات كاستراتيجية غذائية للوقاية من ضعف الشيخوخة.
وتلقى الدراسات السابقة الضوء على مجموعة من الاستراتيجيات الأخرى التي يُمكنها الوقاية من الإصابة بضعف الشيخوخة.
وتشمل تلك الاستراتيجيات التحفيز المعرفي عبر الانخراط في الأنشطة التي تتحدى الدماغ، مثل الألغاز أو القراءة أو تعلم مهارات جديدة أو العزف على الآلات الموسيقية؛ فالحفاظ على نشاط العقل قد يساهم في الصحة الإدراكية العامة.
وشددت الدراسات على ضرورة السيطرة على الأمراض المزمنة مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب من خلال الفحوصات الطبية المنتظمة والالتزام بالأدوية وتعديلات نمط الحياة وممارسة الرياضة بشكل منتظم للحفاظ على قوة العضلات ومرونتها.
كما تؤكد الدراسات ضرورة تجنب التدخين والكحول؛ إذ يمكن أن يكون للتدخين والإفراط في تناول الكحوليات آثار ضارة على الصحة وتزيد من خطر الضعف، مع الحصول على فترة نوم كافية لدعم الصحة والعافية بشكل عام.
اقرأ أيضاً: