أفادت دراسة حديثة، بأن جراحات إنقاص الوزن ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تصل إلى 42%، بما يشمل قصور ونوبات القلب، والسكتة الدماغية، والرجفان الأذيني مع المرضى الذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي النومي من المراحل المعتدلة إلى الشديدة.
وانقطاع النفس الانسدادي النومي، هو اضطراب في النوم يؤثر على ما يقرب من مليار شخص بالغ حول العالم، ويعاني حوالي 70% منهم من السمنة.
وأشارت الدراسة، التي ستعرض في الاجتماع العلمي السنوي للجمعية الأميركية لجراحة السمنة والتمثيل الغذائي المنعقد في ولاية نيفادا، إلى أن جراحة التمثيل الغذائي قلّلت من خطر الوفاة المبكرة نتيجة السمنة بنسبة 40% تقريباً.
وقال مؤلف الدراسة علي أمينيان: "لا يوجد علاج أكثر فعالية من جراحة السمنة حتى الآن، حيث يقلل خطر الموت أو الإصابة بنوبات وقصور القلب"، مشيراً إلى أن الجراحة "أداة قوية يمكن أن تساعد الذين يعانون من توقف التنفس أثناء النوم على عيش حياة أطول وأكثر صحة".
ويمكن أن تتسبب السمنة في تراكم الدهون حول مجرى الهواء العلوي، مما قد يضغط على الشعب الهوائية ويتداخل مع التنفس أثناء النوم. لذلك يعتبر هذا النوع من الجراحة، إجراء مصمم لمساعدة الأفراد من يعانون من السمنة المفرطة على تحقيق خسارة للوزن.
وتعتبر السمنة حالة طبية معقدة تتسبب في زيادة وزن الجسم، وعادة ما تنتج عن مجموعة من العوامل الوراثية، والبيئية، والسلوكية. كما ترتبط بمجموعة أمراض مصاحبة، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، ومرض السكري من النوع 2، وتوقف التنفس أثناء النوم وأمراض القلب والأوعية الدموية.
معدل وفيات أقل
وخضع في الدراسة التي شملت 13 ألفاً و657 مريضاً مصابين بالسمنة وانقطاع النفس الانسدادي النومي، نحو 970 مريضاً لعملية تحويل مسار أو تكميم المعدة، بينما تلقى 12 ألفاً و687 الرعاية القياسية التي تتضمن أسلوباً علاجياً يعرف باسم ضغط المسالك الهوائية الإيجابي المستمر أو الرعاية غير الجراحية، بين عامي 2004 و2018، كما تمت متابعة المرضى حتى سبتمبر 2022.
وبعد 10 سنوات، أصيب 27% من المرضى الذي أجروا جراحة السمنة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بـ 35.6% في المجموعة غير الجراحية.
وكان معدل الوفيات لدى من قاموا بجراحة السمنة أقل بنسبة 37% من غيرهم، إذ أشارت الدراسة إلى أن نسبة المرضى الذين توفوا جرّاء الأمراض المصاحبة للسمنة عقب إجراء الجراحة بلغت 9.1%، فيما كانت النسبة لدى من قاموا باتباع الرعاية الغذائية حوالي 12.5%.
ولفتت الدراسة إلى أن 25% ممن قاموا بالجراحة حافظوا على فقدان الوزن، مقارنةً بنسبة المرضى الذين فقدوا وزنهم بالرعاية الغذائية والتي قدرت بـ5%.
وتؤخذ الجراحة في الاعتبار عندما لا تقدم طرق إنقاص الوزن الأخرى، مثل النظام الغذائي والتمارين الرياضية والأدوية، نتائج مُرضية ومستدامة للأفراد المصابين بالسمنة المفرطة.
ويمكن لفقدان الوزن أن يلعب دوراً مهماً، لأنه يخفف الالتهاب ومقاومة الأنسولين والإجهاد التأكسدي، وكلها عوامل تساهم في أمراض القلب والأوعية الدموية.
ويُعتقد أيضاً أن التغيرات الهرمونية بعد الجراحة، جنباً إلى جنب مع التغيرات في "ميكروبيوم الأمعاء"، تلعب دوراً في الفوائد القلبية الوعائية لجراحة علاج البدانة.
اقرأ أيضاً: