منحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية "FDA"، الخميس، الموافقة الكاملة، للمرة الأولى، على دواء يبطئ تقدم مرض ألزهايمر "بشكل متواضع"، فيما قال خبراء إن هذا التطور يوفر "درجة من الأمل" لعلاج المرض الذي يسلب الذاكرة.
وكانت الإدارة منحت في السابق الدواء المسمى "Leqembi" موافقة أولية، بناءً على قدرته في تقليل كتل بروتين "الأميلويد" في الدماغ، وهي الخطوة المؤدية لمرض ألزهايمر، بحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".
واستندت موافقة "FDA"، الخميس، إلى بيانات أظهرت أن الدواء أبطأ التدهور المعرفي والوظيفي بنسبة 27% على مدى 18 شهراً، مقارنة بالدواء الوهمي "Placebo".
وقالت القائمة بأعمال مدير مكتب علم الأعصاب في "إدارة الغذاء والدواء"، تيريزا بوراكيو، إن "إجراء اليوم، أول تحقق من أن الدواء قد أظهر فائدة سريرية مع هذا المرض المدمر.. أثبتت هذه الدراسة التأكيدية أنه علاج آمن وفعال لمرضى ألزهايمر".
وذكرت الصحيفة أن الدواء، الذي يتم إعطاؤه عن طريق الوريد كل أسبوعين، مخصص للمرضى في المراحل المبكرة، الذين يعانون من ضعف إدراكي معتدل أو خرف مبكر ناجم عن مرض ألزهايمر، وتراكم مؤكد لبروتين "الأميلويد" في الدماغ.
وقالت "إدارة الغذاء والدواء" إنها تطلب أن تتضمن عبوة الدواء، تحذيراً من أنه يمكن أن يسبب تورم الدماغ والنزيف كتأثير جانبي محتمل.
آثار جانبية
وعادة ما يكون هناك تأثير جانبي لأي دواء. وذكرت الصحيفة أنه حدث 3 حالات وفاة مرتبطة بهذا الدواء في جزء ممتد من التجربة الرئيسية له.
وعانى حوالي 21% من المشاركين في التجربة الذين تلقوا الدواء، من تورم أو نزيف في المخ، أو كليهما، مقارنة بـ 9% ممن تلقوا الدواء الوهمي.
وفي مكان آخر من الملصق، تحث "إدارة الغذاء والدواء" الأطباء على توخي الحذر عند وصف "Leqembi" للأشخاص الذين يتناولون الأدوية المميعة للدم لمنع الجلطات.
وقالت بعض العيادات إنها لا تخطط لإعطاء الدواء للأشخاص الذين يعانون من سيولة الدم بسبب مخاوف من حدوث نزيف في المخ.
جدل
وبحسب "واشنطن بوست"، فإن "Leqembi"، الذي يتم إنتاجه من قبل شركة الأدوية "Eisai" في طوكيو و"Biogen" في كامبريدج بولاية ماساتشوستس الأميركية، ليس علاجاً ولا يستعيد الذكريات التي دمرها المرض، لكن العديد من أطباء الأعصاب قالوا إن الحصول على عقار يبطئ ألزهايمر، حتى ولو بشكل متواضع، يعد علامة فارقة.
مع ذلك، أثارت الآثار الجانبية للدواء، وسعره البالغ 26 ألفاً و500 دولار سنوياً، جدلاً حول هذا الدواء.
وأبدى جيري أفورن، أستاذ الطب في كلية الطب بجامعة "هارفارد"، قلقه من أن يتوقع المرضى خطأً أن يعمل الدواء على تحسين ذاكرتهم ومهاراتهم في التفكير.
وقال: "هذا غير صحيح"، لافتاً إلى أنه سيعمل فقط على إبطاء تطور المرض. وأشار إلى أن المرضى الذين يحصلون على الدواء سيتعين عليهم الخضوع لفحوصات متعددة للدماغ، والقيام برحلات متكررة إلى مراكز الحقن، مما قد يمثل عبئاً.