دراسة: نظم غذائية مصممة لمساعدة البالغين قد تفيد الأطفال

time reading iconدقائق القراءة - 5
مجموعة من الفواكه والخضروات ملفوفة بالبلاستيك. 20 نوفمبر 2018 - REUTERS
مجموعة من الفواكه والخضروات ملفوفة بالبلاستيك. 20 نوفمبر 2018 - REUTERS
القاهرة-محمد منصور

أظهرت دراسة جديدة نُشرت خلال فعاليات الاجتماع الرئيسي السنوي للجمعية الأميركية للتغذية أن النظام الغذائي المصمم في الأصل للمساعدة في درء التدهور المعرفي لدى البالغين، قد يساعد أيضاً في تحسين الانتباه لدى المراهقين والأطفال. 

وذكرت الدراسة أن تلك الأنظمة يُمكن أن تساعد الأطفال في تحسين النمو المعرفي، والتفوق أثناء الدراسة. 

وفحصت الدراسة الجديدة نظامين غذائيين هما مؤشر الأكل الصحي 2015 الذي يعتمد على المبادئ التوجيهية الغذائية للأميركيين، ونظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي المصمم لدرء التدهور المعرفي والذي يجمع بين نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي والنهج الغذائية الصحية للقلب لوقف ارتفاع ضغط الدم لإنشاء نمط غذائي يركز على صحة الدماغ. 

مؤشر الأكل الصحي 2015، هو مقياس يستخدم لتقييم جودة النظام الغذائي للفرد أو السكان بناء على الالتزام بالإرشادات الغذائية الفيدرالية الرئيسية في الولايات المتحدة. تم تصميم المؤشر لتقييم مدى توافق النظام الغذائي مع الإرشادات الغذائية الموصي بها وتقييم الصحة العامة لخيارات الطعام. 

نظام البحر المتوسط

يقيّم ذلك المؤشر جودة النظام الغذائي بناء على تقييم تناول الفاكهة الكاملة، بما في ذلك الفواكه الطازجة والمجمدة والمعلبة والمجففة، وتقييم استهلاك الحبوب الكاملة، مثل الأرز البني وخبز القمح الكامل والشوفان، وتقييم تناول منتجات الألبان، بما في ذلك الحليب واللبن والجبن.

كذلك تقييم تناول مصادر البروتين المختلفة، مثل اللحوم والدواجن والأسماك والفاصوليا والمكسرات والبذور، وتقييم استهلاك جميع أنواع الخضار، بما في ذلك الأخضر الداكن والأحمر والبرتقالي والبقوليات والخضروات النشوية، وتقييم تناول الدهون المتعددة غير المشبعة والأحادية غير المشبعة وكذلك الدهون المشبعة وكميات ملح الطعام والحبوب المكررة واستهلاك السكريات. 

أما نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي المصمم لدرء التدهور المعرفي، فهو نظام مخصص لتأخير التنكس العصبي (يُسمى أيضاً بحمية مايند) ويُعد نمطاً غذائياً هجيناً يجمع بين عناصر حمية البحر الأبيض المتوسط والنُهج الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم لتعزيز صحة الدماغ وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض التنكسية العصبية، مثل مرض الزهايمر. 

يركز نظام مايند الغذائي على استهلاك أطعمة محددة مرتبطة بالفوائد المعرفية، مثل الخضروات الورقية والخضروات الأخرى بسبب محتواها الغني بالمغذيات، وخاصة مضادات الأكسدة والفيتامينات التي تدعم صحة الدماغ والتوت الأزرق والفراولة، وهما من الأطعمة المهمة لاحتوائها على مستويات عالية من مضادات الأكسدة، والتي قد تساعد في حماية الدماغ من الإجهاد التأكسدي والمكسرات التي تُحسن وظائف الدماغ والدواجن التي تُعد مصدر مهم للبروتين الخالي من الدهون مع تقليل تناول اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان عالية الدسم والحلويات والمعجنات. 

ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة "شيلبي كي" وهو باحث في قسم علم الحركة والصحة المجتمعية في جامعة إلينوي الأميركية إن الفريق قام بتقييم مدى ارتباط التقيد بهذه الأنظمة الغذائية بتثبيط انتباه الأطفال، وهي القدرة على مقاومة المنبهات المشتتة للانتباه "ووجدنا أن نظام مايند الغذائي فقط كان مرتبطاً بشكل إيجابي بأداء الأطفال في مهمة تقييم التثبيط المتعمد".

ويشير هذا إلى أن نظام مايند الغذائي يمكن أن يكون لديه القدرة على تحسين النمو المعرفي للأطفال، وهو أمر مهم للنجاح في المدرسة. 

وثبت أن نظام مايند الغذائي له آثار إيجابية على البالغين، إلّا أنه تم إجراء عدد قليل جداً من الدراسات على الأطفال. 

"نظام مايند الغذائي"

استخدم البحث الجديد البيانات التي تم جمعها في دراسة مقطعية سابقة، تراوحت أعمار المشاركين فيها بين 7 إلى 11 عاماً وأكملوا سجل نظام غذائي لمدة سبعة أيام قام الباحثون من خلاله بحساب نتائج نظام مايند الغذائي ومؤشر الطعام الصحي.  

لتقييم التثبيط المتعمد، أكمل المشاركون مهمة تتطلب الانتباه والتحكم التنفيذي مع تسجيل وقت رد الفعل والدقة.  

تم استبعاد الأطفال الذين يعانون من اضطرابات عصبية مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو التوحد من الدراسة لتقليل عوامل الالتباس. 

وجد الباحثون أن نتائج نظام مايند الغذائي كانت مرتبطة بشكل إيجابي بدقة المشاركين في الدراسة في المهمة أكثر من مؤشر الأكل الصحي، مما يعني أن المشاركين في الدراسة الذين التزموا بشكل أفضل بنظام مايند الغذائي كان أداؤهم أفضل في المهمة.  

ومن الضروري الأخذ في الاعتبار أن الدراسة تظهر ارتباطاً فقط، وبالتالي لا يُمكن عمل أي استنتاجات سببية. 

ويرغب الباحثون في المستقبل في دراسة العلاقة بين حمية مايند والانتباه لدى الأطفال الصغار، بما في ذلك سن ما قبل المدرسة لتحديد ما إذا كانت هناك أي اختلافات بناء على العمر. 

اقرأ أيضا: