البلوغ المبكر.. الأعراض والأسباب والعلاج

time reading iconدقائق القراءة - 6
طبيبة تفحص فتاة مراهقة بإحدى المستشفيات. 28 مارس 2016 - Image Source
طبيبة تفحص فتاة مراهقة بإحدى المستشفيات. 28 مارس 2016 - Image Source
بالتعاون مع "مايو كلينك"-الشرق

البلوغ المبكر هي حالة يبدأ جسم الطفل فيها في التغيّر إلى جسم شخص بالغ في مرحلة مبكرة جدّاً، وعند بدء مرحلة البلوغ قبل سن 8 سنوات عند الفتيات، وقبل سن 9 سنوات عند الأولاد، فإن ذلك يُعَد بلوغاً مبكراً.

تتضمن مرحلة البلوغ المبكر النمو السريع للعظام، والعضلات، وتغيّر في شكل الجسم، وحجمه، وتطوّر في قدرة الجسم على التكاثر.

لا يمكن تحديد سبب البلوغ المبكر. ونادراً، وفي حالات معينة، مثل العدوى، أو الاضطرابات الهرمونية، أو الأورام، أو الاضطرابات الدماغية، أو الإصابات، قد يحدث البلوغ المبكر. عادةً ما يتضمن علاج البلوغ المبكر تناول أدوية لتأخير المزيد من تطوّر المرض.

الأعراض

تتضمن علامات وأعراض البلوغ المبكر تطوُّر الأشياء التالي ذِكرها قبل سن الثامنة لدى الفتيات وقبل سن التاسعة لدى الأولاد.

كبر حجم الثدي ونزول الدورة الشهرية الأولى لدى الفتيات

زيادة حجم الخصيتين والقضيب ونمو شعر الوجه وخشونة الصوت لدى الأولاد

نمو شعر الإبط

أو العانة

حَبُّ الشباب (البثور)

رائحة أجسام البالغين

الأسباب

للتمكن من فهْم العوامل المسبِّبة للبلوغ المبكر لدى بعض الأطفال، من المفيد أن نعلم العوامل المسبِّبة لبدء البلوغ المبكر.

يبدأ المخ في هذه العملية بإنتاج هرمون معيّن يُعرف باسم الهرمون المُطلق لموجهة الغدد التناسلية (Gn-RH).

عندما يصل هذا الهرمون إلى الغدة النخامية، وهي غدة صغيرة بحجم حبة الفاصوليا الصغيرة توجد في قاع الدماغ، يؤدي إلى إنتاج كميات أكبر من الهرمونات في المِبيَضين لدى الإناث (الإستروجين)، وفي الخصيتين لدى الذكور (تستوستيرون).

يشارك هرمون الإستروجين في نمو السمات الجنسية لدى الإناث وتطوُّرها. أما هرمون التستوستيرون، فهو المسؤول عن نمو السمات الجنسية لدى الذكور وتطوُّرها.

يعتمد السبب وراء بدء هذه العملية في وقت مبكر لدى بعض الأطفال على ما إذا كان لديهم بلوغ مبكر مركزي أو بلوغ مبكر طرفي.

البلوغ المبكِّر المركزي

في الغالب، لا يُمكن تحديد سبب هذا النوع من البلوغ المبكِّر.

عند الإصابة بالبلوغ المبكِّر المركزي، يبدأ البلوغ المبكِّر في وقت قريب جدّاً. بينما يسير نمط العملية وتوقيت خطواتها بنسق طبيعي في الجوانب الأخرى. لا تظهر مشكلة طبية كامنة، ولا يُمكن تحديد سبب للبلوغ المبكِّر لدى معظم الأطفال المصابين بهذه الحالة.

وفي حالات نادرة، يُمكن أن يَحدُث البلوغ المبكِّر المركزي نتيجة لما يلي:

ورم في الدماغ أو الحبل النخاعي (الجهاز العصبي المركزي)

خلل في الدماغ يَظهَر أثناء الولادة، مثل تراكُم السوائل (الاستسقاء الدماغي) أو الورم الحميد (الورم خللي النسيج)

توجيه إشعاع إلى الدماغ أو الحبل النخاعي

إصابة في الدماغ أو الحبل النخاعي

متلازمة "ماكيون أولبرايت"، وهو مرض جيني نادر يُؤثِّر على العظام ولون البشرة ويُسبِّب مشكلات هرمونية

تضخُّم الغدة الكظرية الخلقي، هو مجموعة من الاضطرابات الوراثية تَحدُث نتيجة إنتاج الغدد الكظرية للهرمون بنمط غير طبيعي

قصور الدرقية هو حالة مرضية يتعذَّر فيها على الغدة الدرقية إنتاج كميات كافية من الهرمونات

البلوغ المبكر المحيطي

يؤدي هرمون الإستروجين أو التستوستيرون الموجود في جسم الطفل إلى هذا النوع من البلوغ المبكر.

يحدث البلوغ المبكر المحيطي الأقل شيوعاً دون تدخل من الهرمون الموجود في الدماغ (الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية) الذي يحفز عادة بدء البلوغ. بدلاً من ذلك، يكون السبب هو إطلاق هرمون الإستروجين أو التستوستيرون في الجسم بسبب مشكلات في المبايض أو الخصيتين أو الغدد الكظرية أو الغدة النخامية.

المعالجة

الهدف الأساسي من العلاج، هو تمكين الطفل من النمو للوصول إلى الطول الطبيعي للبالغين.

يعتمد علاج البلوغ المبكر على السبب المؤدي إليه. ومع ذلك، في بعض الحالات، لا يُوجد سبب محدد للبلوغ المبكر. في هذه الحالة، قد لا يحتاج الطفل للعلاج استناداً إلى عمره أو عمرها وسرعة تقدم البلوغ. قد يرغب طبيب الطفل في مراقبته لعدة أشهر لمعرفة كيف يتطوّر أو تتطوّر.

علاج البلوغ المبكر المركزي

يمكن علاج معظم الأطفال المصابين بالبلوغ المبكر المركزي، الذي لا يَنتُج عن حالة طبية كامنة، بفعالية عن طريق الأدوية. يشتمل هذا العلاج، المسمى العلاج المشابه لمناهضات الهُرْمون المُطْلِق لمُوَجِّهَةِ الغُدَدِ التَّناسُلِيَّة، عادةً على حقنة شهرية لدواء مثل أسيتات ليوبروليد (لوبرون ديبو)، أو تريبتوريلين (تريلستار وتريبتودور كيت)، الذي يؤخر المزيد من تطوّر الحالة. يمكن إعطاء بعض المستحضرات الأحدث على فترات زمنية أطول.

يستمر الطفل في تلقي هذا الدواء حتى يبلغ سن البلوغ الطبيعي. في المتوسط، بعد 16 شهراً من توقفه عن تلقي الدواء، تبدأ عملية البلوغ مرة أخرى.

خيار آخر لعلاج البلوغ المبكر المركزي هو زرعة هيستريلين (Supprelin LA)، الذي يستمر مفعوله لمدة تصل إلى عام.

هذا العلاج فعال للبلوغ المبكر المركزي دون ألم وإزعاج الحقن المنتظمة، لكنه يتطلّب إجراء عملية جراحية بسيطة. تُوضع الزرعة تحت جلد الطفل من خلال شق بالمنطقة الداخلية للجزء العلوي من الذراع. وبعد عام، تُزال الزرعة وتُستبدل بغرسة جديدة عند الضرورة.

علاج الحالة الصحية الكامنة

إذا كانت هناك حالة طبية أخرى تسبب البلوغ المبكر للطفل، فإنه من الضروري علاج هذه الحالة لوقف تقدم البلوغ.

على سبيل المثال، إذا كان لدى الطفل ورم ينتج هرمونات ويتسبب في البلوغ المبكر، فإن البلوغ عادة سيتوقف تقدمه عند إزالة الورم جراحياً.

*هذا المحتوى من "مايو كلينك"

اقرأ أيضاً:

تصنيفات