الإصابة بفيروس كورونا قد تُسبب ارتفاع ضغط الدم المزمن

time reading iconدقائق القراءة - 4
ممرضة تفحص مستوى ضغط الدم لدى مصابة بعدوى فيروس كورونا في مركز "ساراسوتا" بولاية فلوريدا الأميركية.  23 سبتمبر 2023 - REUTERS
ممرضة تفحص مستوى ضغط الدم لدى مصابة بعدوى فيروس كورونا في مركز "ساراسوتا" بولاية فلوريدا الأميركية. 23 سبتمبر 2023 - REUTERS
القاهرة-محمد منصور

أفادت دراسة تحليلية أميركية حديثة، بأن هناك رابطاً بين الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وتطوّر ارتفاع ضغط الدم المزمن بين الأشخاص الذين لم يكن لديهم تاريخ مرضي سابق يتعلق بضغط الدم.

وذكرت الدراسة التي نُشرت في دورية جمعية القلب الأميركية، أنه بناءً على تحليل للسجلات الطبية الإلكترونية لأكثر من 45 ألف شخص، فإن عدوى فيروس كورونا المستجد مرتبطة بشكل كبير بالإصابة بارتفاع ضغط الدم.

وقال الباحثون سابقاً إن أعراض العدوى غالباً ما تكون أكثر حدة لدى المرضى الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم، مقارنة بارتفاع معدلات الاستشفاء والوفيات بالأشخاص الذين يتمتعون بمعدلات ضغط الدم الطبيعية.

وارتفاع ضغط الدم حالة طبية تكون فيها قوة الدم على جدران الشرايين مرتفعة جداً بشكل مستمر، وهو مصدر قلق صحي، إذ يمكن أن يجهد القلب، ويضر الأوعية الدموية، ويزيد من مخاطر الإصابة بحالات صحية خطيرة، مثل أمراض القلب، والسكتات الدماغية، وتلف الكلى، ومشاكل الرؤية.

الملاحظة بأثر رجعي

واعتمدت الدراسة على الملاحظة بأثر رجعي، وهي الأولى من نوعها، للتحقيق في التطور وعوامل الخطر المرتبطة بارتفاع ضغط الدم المستمر لدى الأشخاص المصابين بعدوى كورونا المستجد مقارنة بالإنفلونزا.

ووجدت الدراسة التحليلية أن 21% من الأشخاص الذين تم نقلهم إلى المستشفى جرّاء الإصابة بعدوى فيروس كورونا، و11% ممن لم يدخلوا المستشفى، أصيبوا بارتفاع ضغط الدم، مقارنة بـ16% من الأشخاص الذين دخلوا المستشفى، و4% ممن لم يدخلوا المستشفى، بسبب الإنفلونزا. 

كما أن الأشخاص المصابين بكورونا، خصوصاً من تزيد أعمارهم عن 40 عاماً أو البالغين من أصول إفريقية، أو ممن يعانون من حالات مشابهة سابقاً، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن أو مرض الشريان التاجي أو مرض الكلى المزمن، كان لديهم خطراً مرتفعاً للإصابة بارتفاع ضغط الدم.

وكان ارتفاع ضغط الدم المستمر أكثر شيوعاً بين الأشخاص المصابين بكورونا، وعولجوا بأدوية ضاغطة للأوعية وأدوية الكورتيزون أثناء الوباء.

ولاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين شملتهم الدراسة، كانوا في المقام الأول من المجتمعات ذات الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض، وهو أمر يسهم في الأساس بزيادة قابلية الإصابة بارتفاع ضغط الدم.

وقد تكون العوامل الأخرى المتعلقة بالوباء، مثل العزل الاجتماعي، والضغط النفسي، وانخفاض النشاط البدني، والنظام الغذائي غير الصحي، وزيادة الوزن أثناء الجائحة، ساهمت أيضاً في تطور ارتفاع ضغط الدم لدى المشمولين بالدراسة.

ويقول الباحثون إن هناك حاجة ماسة لدراسات متابعة أطول لتحديد ما إذا كانت آثار المضاعفات المرتبطة بفيروس كورونا على القلب، وتنظيم ضغط الدم قد تُشفى من تلقاء نفسها، أو إذا كانت هناك آثاراً طويلة الأمد على القلب والأوعية الدموية لدى المرضى.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات