خلصت دراسة أميركية حديثة نشرت في مجلة BMC Medicine إلى أن ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي قد يقللان من خطر الإصابة بألزهايمر إلى حد كبير.
وأوضحت الدراسة التي نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، الثلاثاء، إلى أن العادات الغذائية وممارسة التمارين والأنشطة البدنية لهما دور مفيد في إبطاء التغيرات المعرفية في الدماغ، تماماً كالأنشطة التي يتم اللجوء إليها لتعزيز الذاكرة.
جيفري بيرنز المدير المشارك لمركز أبحاث مرض ألزهايمر بجامعة كانساس الأميركية، قال إن "اتباع نمط حياة صحي يمكن أن يفيد الدماغ بغض النظر عن عمر الإنسان".
وتابع: "تناول الكثير من الحبوب الكاملة والخضروات والفواكه والقليل من الدهون المشبعة والصوديوم والأطعمة المُعالجة يحمي الدماغ ويحافظ على نظام القلب والأوعية الدموية، ما يسمح بتدفق الدم بشكل جيد إلى الدماغ ويقلل من خطر ارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية والخرف".
برنامجان غذائيان
وتشير الدراسة الحديثة، إلى أن نهجين غذائيين محددين وهما حمية البحر الأبيض المتوسط، وحمية MIND "مايند" قد يساعدان في تجنب التدهور المعرفي ألزهايمر.
ويعتمد كلا النظامين الغذائيين على تناول الأطعمة النباتية، وزيت الزيتون، والأسماك والدواجن، والفرق الرئيسي بينهما هو أن نظام "مايند" يركز على الفواكه والخضروات المحددة، مثل التوت والخضروات الورقية.
وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتبعون أياً من النظامين الغذائيين تقل لديهم مخاطر الإصابة بألزهايمر، مقارنة بأولئك الذين لا يتبعون ذلك.
ووجدت الدراسة التي استمرت 9 سنوات وشملت أكثر من 60 ألف رجل وامرأة، أن الأشخاص الذين يتبعون حمية البحر الأبيض المتوسط، أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 23% من غيرهم.
وكانت جامعة "راش" في ولاية شيكاغو الأميركية، نشرت بحثاً عام 2015، قالت فيه إن كبار السن الذين التزموا بشكل وثيق بنظام MIND، قلت نسبة إصابتهم بألزهايمر بنسبة 53%.
أطعمة تقوي الدماغ
ورأت بوجا أجاروال، الأستاذة المساعدة في مركز "راش" لمرض ألزهايمر، أنه مجرد التركيز على اتباع نظام غذائي "لن يؤدي إلى تحسين الأداء الإدراكي بطريقة سحرية".
وقالت: "لقد وجدنا أن تناول مزيج من الأطعمة التي ترتبط أكثر بصحة الدماغ يوفر بعض الحماية الإضافية"، فيما عددت بعضاً من هذه الأطعمة جاءت كما يلي:
الدهون الصحية: تحمي الدهون الأحادية والمتعددة غير المشبعة الموجودة في الأطعمة مثل الأفوكادو، والزيتون، والمكسرات، والبذور، وزيت الزيتون، من أمراض القلب والسكتة الدماغية، إضافة إلى الأحماض الدهنية "أوميجا 3"، وهي نوع من الدهون المتعددة غير المشبعة الموجودة في المأكولات البحرية، وكذلك الجوز، وبذور الشيا، والكتان التي قد تبطئ شيخوخة الدماغ.
التوت: تحتوي جميع أنواع التوتيات على مركبات الفلافونويد المضادة للأكسدة، إذ وجدت دراسة كبيرة أجريت عام 2021، نُشرت في مجلة علم الأعصاب، أن الأشخاص الذين تناولوا أعلى كمية من مركبات الفلافونويد كانوا أقل عرضة بنسبة 19 % للإبلاغ عن انخفاض في الوظيفة الإدراكية.
الخضروات الورقية: وتحتوي الخضراوات الورقية على مادة الكاروتينات وفيتامين K والفلافونويدات، التي لها خصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة.
البقوليات: وتعد البقوليات مواداً غذائية غنية بالألياف، إذ يحتوي كل كوب من العدس المطبوخ على 16 جراماً، فيما يحتوي الحمص حوالي 13 جراماً، والفاصوليا 11 جراماً، في حين يحتاج جسم الإنسان يومياً 28 جراماً.