أكثر من 1.3 مليون وفاة بـ"كورونا" حول العالم

time reading iconدقائق القراءة - 8
نقل جثمان أحد ضحايا فيروس كورونا في إندونيسيا - 9 سبتمبر 2020 - AFP
نقل جثمان أحد ضحايا فيروس كورونا في إندونيسيا - 9 سبتمبر 2020 - AFP
نيويورك -أ ف ب

في ظل الارتفاع الحاد في عدد الإصابات بفيروس كورونا، الذي أودى بحياة أكثر من 1.3 مليون شخص في أنحاء العالم، وفقاً لإحصاء أعدته وكالة "فرانس برس" السبت، تستعد ولاية نيويورك الأميركية لإغلاق مدارسها، فيما تشهد أوروبا تحسناً طفيفاً في مواجهة الوباء. 

وفي القارة الأوروبية، تم تعزيز القيود كما هو الحال في اليونان التي أعلنت السبت، إغلاق المدارس الابتدائية ودور الحضانة، أو في البرتغال، حيث دخل حظر التجول في نهاية الأسبوع حيز التنفيذ السبت. وفي أوكرانيا، تغلق الأعمال غير الأساسية خلال عطلة نهاية الأسبوع على مدى ثلاثة أسابيع.

ارتفاع الإصابات

وبدأ لبنان السبت، فترة إقفال عام جديدة حتى نهاية الشهر الحالي لمواجهة ارتفاع الإصابات بالفيروس، ولرفع جهوزية القطاع الصحي بعدما بلغت المستشفيات طاقتها القصوى. 

ويبدو الوضع أكثر إثارة للقلق في الولايات المتحدة الأميركية، ففي نيويورك، التي كانت من بين أكثر المدن الأميركية تضرراً بالفيروس خلال الموجة الأولى التي اجتاحت البلاد في الربيع، يشهد معدل الإصابات ارتفاعاً يومياً، إذ تجاوز عتبة 3%، للمرة الأولى يوم الجمعة. 

وأعلن حاكم نيويورك أندرو كومو إغلاق الحانات والمطاعم عند الساعة 22:00 اعتباراً من الجمعة، وهو إجراء مقبول عموماً في مدينة رفعت فيها تدابير الإغلاق تدريجياً، وكان هذا النوع من المؤسسات يغلق بمعظمه قبل منتصف الليل.

ودعا رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو، الذي أعاد فتح المدارس العامة في نهاية سبتمبر بنظام هجين، أولياء أمور التلاميذ إلى "الاستعداد" لإعادة إغلاقها الاثنين.

وقال جون راين لوكالة "فرانس برس"، أثناء انتظاره أمام مركز اختبار في مانهاتن: "أعتقد أن الموجة الثانية آتية، وآمل فقط ألا تكون رهيبة مثل الأولى".

ولا تزال صور الشاحنات المليئة بالجثث والخيام التي نُصبت أمام المستشفيات في مارس وأبريل، مع تسجيل أكثر من 23 ألف وفاة في المدينة، عالقة في أذهان الجميع.

قلق قبل "عيد الشكر"

وقال مايكل مينا، عالم الأوبئة في "جامعة هارفارد"، خلال مؤتمر صحافي عقد عبر الهاتف، إنه "سيتعين علينا إغلاق كل شيء. وإذا لم نقم بذلك، فإن عيد الشكر سيتسبب في ارتفاع حاد في عدد الإصابات".

وفي أول تصريح علني له منذ السبت الماضي، مع إعلان خسارته الانتخابات الرئاسية التي يستمر بالطعن في نتائجها، استبعد الرئيس دونالد ترمب بشدة فرضية الإغلاق، وقال ترمب: "لن نذهب إلى الإغلاق، لن أفعل ذلك. هذه الإدارة لن تذهب إلى الإغلاق".

وبدلاً من ذلك، أكد الرئيس الأميركي أن توزيع الجرعات الأولى من اللقاح الموجهة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس "مسألة أسابيع".

وقد أثار إعلان مختبري "فايزر" و"بايونتيك"، الاثنين الماضي، عن اختبارات واعدة للقاح "فعّال بنسبة 90%" ضد فيروس كورونا، موجة من الأمل.

وبعد انتهاء تصريحات ترمب، أعرب الدكتور منصف سلاوي، كبير المسؤولين الطبيين في عملية "راب سبيد"، التي تنسق استراتيجية لقاح الحكومة الفيدرالية بشأن الفيروس، عن أمله في أن يجري تلقيح 20 مليون أميركي بحلول ديسمبر.

استقرار في أوروبا

ومع 284 ألف إصابة جديدة يومياً، لا تزال أوروبا تسجل أكبر عدد من الإصابات الجديدة، حتى لو بدا أن معدلها استقر (+1%) بعد فرض  إجراءات صارمة وحظر تجول. ومع ذلك، ترفض السلطات في كل القارة تقريباً فكرة تخفيف هذه القيود.

وعلى الرغم من وجود مؤشرات على تباطؤ انتشار الفيروس في ألمانيا، توقعت المستشارة أنغيلا ميركل، أن يستمر الوباء "طوال فصل الشتاء" كحد أدنى.

كذلك، تشهد فرنسا إحدى بؤر الموجة الثانية، انخفاضاً في عدد الإصابات. لكن الحكومة قالت إنه من غير المناسب الآن التفكير في رفع القيود في الأول من ديسمبر، في حين أن 95% من غرف العناية المركزة في المستشفيات مملوءة، ولم يتم الوصول إلى "ذروة" هذا التفشي بعد.

وحذّر رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس، خلال مقابلة مع صحيفة "لوموند" السبت، من أنه "سيتعين علينا التعايش مع الفيروس على المدى الطويل"، موضحاً أنه يعمل على "قواعد" للبلاد حتى وصول لقاح ضد الفيروس.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة: "معركتنا ضد الوباء جماعية والأيام المقبلة ستكون حاسمة".

وفي إيطاليا، يزداد الوضع سوءاً، ففي نابولي، المصنفة في "المنطقة الحمراء" مثل توسكانا، امتلأت المستشفيات، وكان بعض المرضى يعالجون في سياراتهم، فيما كان آخرون ينازعون في سيارات الإسعاف.

ويخضع نحو نصف الإيطاليين حالياً لتدابير إغلاق جزئي.

وفيما تحمل الأنباء السارة حول لقاح ضد كورونا موجة من التفاؤل، فإن عدم ثقة الجمهور بعمليات التلقيح قد تجعل أكثر المنتجات فاعلية غير مجدية، وفقاً لما قالته كاثرين أوبراين المسؤولة عن قسم التلقيح في منظمة الصحة العالمية في مقابلة مع وكالة "فرانس برس".

لقاح فعّال ولكن..

وبعد إعلان شركتي "فايرز" و"بايونتيك" هذا الأسبوع تطوير لقاح "فعّال بنسبة 90%"، يبرز سؤال حول ما إذا كانت البلدان الفقيرة ستتمكن من الحصول على هذا اللقاح.

وأعرب رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن أمله في أن يفيد أي "تقدم علمي" كل البلدان، قائلاً: "لا شك في أن اللقاح سيكون أداة أساسية للسيطرة على الوباء".

إلا أن تقارير أفادت بأن أكثر من 80% من جرعات اللقاح، بيعت بالفعل لأغنى دول العالم من بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان وكندا وإسرائيل.

وأثار ذلك مخاوف من أن لقاح "فايزر" لن يتوفر لجميع سكان العالم بشكل عادل، كما أفاد تقرير لصحيفة "إندبندنت"، الجمعة.