
ركزت شركات الأدوية العالمية جهودها في الأشهر الأخيرة، على تطوير لقاحات فعالة لفيروس كورونا، الذي تسبب في أزمة صحية كبيرة على مستوى العالم.
وقطعت شركات "فايزر" الألمانية وشريكتها "بيونتيك" الألمانية، بالإضافة إلى شركة "موديرنا" الأميركية، خطوات كبيرة قبل المرحلة الأخيرة لتسويق لقاحاتها، بعدما أعلنت هذه الشركات أن نسبة فاعلية تلك اللقاحات تتعدى الـ 90%، وهي تسعى حالياً للحصول على تصاريح لتسويقها في الأسابيع المقبلة.
ووسط ترقب الحكومات لبداية تسويق اللقاحات، ثمة أسئلة عدة تُطرح حول طرق توزيعها، والموافقات اللوجستية المرتبطة بأمنها، حاولت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية الإجابة عنها.
ماذا سيحدث في المرحلة المقبلة؟
ستعمل الشركات المطورة للقاحي "فايزر" و"موديرنا"، للحصول على إذن رسمي من منظمة "إدارة الغذاء والدواء الأميركية"، لتوفير اللقاح على نطاق واسع. كما ستعمل المنظمة على دراسة اللقاح ومدى فاعليته وسلامته.
ومن المفترض أن تصوت لجنة استشارية تابعة لـ"إدارة الغذاء والدواء الأميركية"، لقبول أو رفض اللقاحين المقدمين. وفي ديسمبر المقبل، سيتم إعلان نتائج التصويت، ليتم التصريح بعدها لتسويق أحد اللقاحين أو كليهما.
وخلال أيام، ستناقش اللجنة الاستشارية لمؤسسة "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" الأميركية، إعطاء الأولوية للفئات المعرضة للخطر، في الحصول المبكر على لقاحاتها. ومع نهاية العام الجاري، تتوقع الحكومة أن تقدم الشركتين نحو 40 مليون جرعة تكفي لـ20 مليون شخص.
لماذا تستخدم إدارة الغذاء والدواء سلطة الطوارئ للموافقة؟
تتمتع "إدارة الغذاء والدواء الأميركية"بسلطة الطوارئ، لإصدار موافقات مؤقتة على المنتجات الطبية، لإيصالها إلى الجمهور بسرعة أكبر، أثناء حالات الطوارئ الصحية العامة.
وتتطلب هذه التفويضات بيانات أقل من غيرها، بسبب الإجراءات السريعة مقارنة مع الموافقات العادية. ومنذ فبراير الماضي، استخدمت الإدارة هذه القوة للسماح بمئات الاختبارات المعنية لمواجهة فيروس كورونا، فضلاً عن بعض العلاجات الأخرى.
متى يبدأ التطعيم؟
يتوقع أن تبدأ عمليات التطعيم في أواخر ديسمبر المقبل، لتشمل الفئات الأكثر عرضة للخطر، سواء من حيث السن أو الحالة الصحية أو الضرورة الوظيفية، وفقاً لإطار عمل وضعته لجنة استشارية لمراكز "السيطرة على الأمراض والوقاية منها".
وفور الموافقة على اللقاح، سيتم تحديد المعايير الدقيقة حول الفئة التي لا بد لها من الحصول عليه أولاً. ومن المرجح بحسب "واشنطن بوست"، أن يأخذ الشباب في سن صغيرة والذين لا يعانون أي أمراض مزمنة أو حالات طبية قاهرة، أو وظائف تعرضهم وغيرهم للخطر، اللقاح بحلول شهر أبريل المقبل.
كيف سيتم شحن اللقاحات؟
سيتم تخزين لقاح "موديرنا" مجمداً عند 20 درجة مئوية تحت الصفر، ويمكن حفظه لمدة شهر في درجة حرارة الثلاجة العادية لتسهيل توزيعه على الصيدليات، والمناطق الريفية التي لا تحتوي على مجمدات خاصة.
أما لقاح شركتي "فايزر وبيونتيك" فسيتم تعبئته في قوارير زجاجية، كل منها يحوي 5 جرعات، ثم توضع كل 195 قارورة منها في طبق مسطح، ليتم تجميع 5 أطباق في كل صندوق. ويتوسط الصناديق المحملة 50 رطلاً من الثلج الجاف لضرورة إبقائه بارداً (أقل من 70 درجة مئوية تحت الصفر)، فضلاً عن وضع جهاز تعقب المواقع العالمي (GPS) في كل شحنة، للتأكد من وصول الجرعات إلى أماكنها.
كم عدد الجرعات التي يحتاجها الفرد؟
كلا اللقاحين يتطلب من الشخص أخذ جرعتين، إلا أن الفرق بين الجرعة الأولى والثانية بلقاح "فايزر" سيكون 3 أسابيع، بينما سيستغرق لقاح "موديرنا" 4 أسابيع بين الجرعتين.
كيف يعمل اللقاحان؟
إذا تمت الموافقة عليهما، فسيكون كلا اللقاحين الأوائل في اعتماد تقنية "متلقيات الحمض الريبي" (messenger RNA)، التي تحمل الشيفرة الجينية للفيروس، وتعمل على إرشاد خلايا الجسم لتشكيل بروتين "سبايك"، الموجود على سطح كورونا لمحاربته.
وهو يختلف عن اللقاحات الأكثر تقليدية، والتي غالباً ما تستخدم نسخة ضعيفة أو ميتة من الفيروس، أو بروتين مولّد في المختبر، لتطوير مناعة لدى الجسم البشري.
هل اللقاحان آمنان؟
على الرغم من عدم توفر أي بيانات تؤكد مدى أمان اللقاحين، لم تظهر أي مخاوف خطرة تتعلق بالسلامة في أي من التجارب التي أجريت عليهما.
وستستمر عمليات المراقبة المكثفة لسلامة كلا اللقاحين خلال الفترات الأولى، لرصد الآثار الجانبية لهما، إلا أن شركة "فايزر" أكدت ظهور بعض الآلام في مكان حقن اللقاح، فضلاً عن الشعور ببعض التعب والقشعريرة والحمى. في حين ذكرت "موديرنا" أن أعراض لقاحها الجانبية، تشمل الألم في موقع الحقن، وآلام العضلات والصداع.
هل من الضروري أخذ التطعيم في حال الإصابة المسبقة بالفيروس؟
لا تزال الشركات تبحث بمدى المناعة التي تلقاها المصابون بفيروس كورونا أو التطعيم، على الرغم من أن الإصابة بالفيروس، عادة ما تشكل مناعة أفضل من اللقاح لدى بعض الأشخاص.
ماذا عن التباعد الاجتماعي؟
حتى بعد الموافقة على اللقاح، يقول الخبراء إن الحاجة إلى التباعد الاجتماعي ستكون ضرورية، فضلاً عن ضرورة استمرار ارتداء الأقنعة، ويعود ذلك إلى أن جرعات اللقاح ستكون محدودة، وسيستغرق الأمر وقتاً لتحصين عدد كافٍ من السكان، لمنع الفيروس من الانتشار.
ماذا يحدث إن لم يحصل الشخص على التطعيم؟
هناك لقاحان آخران في المرحلة الأخيرة من الاختبار في الولايات المتحدة، كما أن هذه التجارب تسير بشكل أسرع بكثير من المتوقع، بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا عالمياً بشكل عام وفي الولايات المتحدة بشكل خاص.