سيوفر لقاح الإنفلونزا السنوي هذا العام حماية ضد 3 أو 4 من فيروسات الإنفلونزا المتوقع انتشارها في هذا الموسم. ولكن ما هي الإنفلونزا؟
الإنفلونزا هي عدوى تصيب الجهاز التنفسي، ويمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة، خاصة لدى الأطفال الصغار، وكبار السن، والأشخاص المصابين بحالات طبية معينة.
إن لقاحات الإنفلونزا، وعلى الرغم من أنها غير فعَّالة بنسبة 100% فهي أفضل طريقة لمنع المعاناة الناجمة عن الإنفلونزا ومضاعفاتها، وتُوصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) بلقاح الإنفلونزا السنوي لكل من يبلغ من العمر 6 أشهر أو أكثر، فيما يلي إجابات عن الأسئلة الشائعة حول لقاحات الإنفلونزا.
متى يتوافر لقاح الإنفلونزا؟
يُصنع لقاح الإنفلونزا من قِبَل شركات خاصة ويستغرق إنتاجه نحو 6 أشهر. ويعتمد توفر لقاح الإنفلونزا على وقت اكتمال إنتاجه، ولكن بشكل عام، يبدأ شحن اللقاحات داخل الولايات المتحدة في شهر أغسطس، وقد يبدأ الأطباء والممرضون بإعطاء لقاح الإنفلونزا للناس فور توفره في مناطقهم.
ويستغرق تكوين المناعة بعد أخذ اللقاح نحو أسبوعين. لكن يمكن لجسمك الاستفادة من اللقاح حتى إذا تم تعاطيه بعد بدء موسم الإنفلونزا. ومن الأفضل عادة لسكان الولايات المتحدة تلقي لقاح الإنفلونزا في سبتمبر، وفي أكتوبر، وأن يحرصوا على أخذه قبل نهاية أكتوبر، لكن لا يزال بإمكانك حماية نفسك من الإنفلونزا اللاحقة إذا أخذت اللقاح في فبراير أو بعد ذلك.
لماذا أحتاج إلى تلقي اللقاح؟
نظراً لأن فيروسات الإنفلونزا تتطور بسرعة كبيرة، قد لا يحميك اللقاح الذي تلقيته العام الماضي من الإصابة بفيروسات هذا العام. يتم إصدار لقاحات جديدة للإنفلونزا كل عام لمواكبة فيروسات الإنفلونزا سريعة التكيُّف.
عندما تتلقى اللقاح يُنتج الجهاز المناعي أجساماً مضادة للحماية من الفيروسات التي فيه، لكن قد تنخفض مستويات الأجسام المضادة مع مرور الوقت، وهذا سبب آخر يستدعي تلقي لقاح الإنفلونزا كل عام.
من الذي يجب عليه الحصول على مصل الإنفلونزا؟
توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) بلقاحات الإنفلونزا السنوية لكل شخص يبلغ من العمر 6 أشهر أو أكثر، ويعد التطعيم مهماً خصوصاً للأشخاص الأكثر عرضة لمضاعفات الإنفلونزا، ومن بينهم:
- الحوامل
- كبار السن
- الأطفال الصغار
عند أخذهم لقاح الإنفلونزا لأول مرة، قد يحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و8 سنوات إلى جرعتين من لقاح الإنفلونزا تفصل بينهما 4 أسابيع، وبعد ذلك يمكن إعطاؤهم جرعة واحدة كل سنة من لقاح الإنفلونزا.
وأظهرت دراسة أجريت عام 2017 أن تلقي اللقاح يقلل بشكل كبير من خطر وفاة الأطفال الناتجة عن الإصابة بالإنفلونزا.
وهناك أمور قد تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات الإنفلونزا، مثل الحالات الطبية المزمنة، ومن الأمثلة على ذلك:
- الربو
- مرض السرطان وعلاجه
- داء الانسداد الرئوي المزمن (COPD)
- التليف الكيسي
- السكري
- فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) / الإيدز (AIDS)
- أمراض الكلى أو الكبد
- السُّمنة
يجب على أي شخص لديه حالة صحية مزمنة أن يأخذ لقاح الإنفلونزا، لكن لا بد من مراجعة الطبيب قبل أخذ لقاح الإنفلونزا في الحالات التالية:
- إذا حدثت لديك ردة فعل حادة تجاه أحد لقاحات الإنفلونزا سابقاً، لا يوصَى بلقاح الإنفلونزا لمن أصيبوا بتحسس حاد عند تلقي لقاح الإنفلونزا سابقاً، وعلى الرغم من ذلك، استشر طبيبك أولاً. قد تكون بعض ردات الفعل التحسسية غير مرتبطة باللقاح.
لكن، لا يزال بإمكانك أخذ لقاح الإنفلونزا إذا كنت مصاباً بحساسية البيض.
ما خيارات الحصول على لقاح الإنفلونزا؟
سيكون لقاح الإنفلونزا متاحاً على شكل حُقَن أو رذاذ أنفي. في السنوات الأخيرة، ظهرت مخاوف بأن لقاح الرذاذ الأنفي المخصص للإنفلونزا غير فعال بما يكفي ضد أنواع معينة من الإنفلونزا، من المتوقع أن يكون لقاح الرذاذ الأنفي أكثر فاعلية في موسم 2020-2021.
وقد تمت الموافقة على لقاح الرذاذ الأنفي للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و49 سنة.
لا يُنصَح بلقاح الإنفلونزا الأنفي لبعض الأشخاص، ومنهم:
- الأطفال دون عمر سنتين
- البالغون بعُمْر 50 عاماً فما فوق
- الحوامل
- الأطفال بين عامين و17 عاماً ممن يتناولون الأسبرين أو دواء يحتوي على الساليسيلات
- الأشخاص المصابون بضعف أجهزة المناعة.
- الأطفال بعمر عامين إلى 4 أعوام ممن أصيبوا بالربو أو الأزيز خلال الإثني عشر شهراً الماضية
هناك مجموعات أخرى تُنصح بتوخي الحذر حيال استخدام لقاح الإنفلونزا عن طريق الرذاذ الأنفي، مثل الأشخاص المصابين بحالات طبية مزمنة. تأكد من الطبيب لمعرفة ما إذا كان ينبغي عليك الحذر من أخذ لقاح الإنفلونزا الأنفي الرذاذي.
يمكن أيضاً تلقي لقاح الإنفلونزا عن طريق حقنة. إذ تُعطى عادةً في إحدى عضلات الذراع، إذا كنت بالغاً دون سن 65. يمكنك أيضاً اختيار تلقي اللقاح تحت الجلد، أو قد تفضل تلقي اللقاح باستخدام جهاز حقن بالنفث، والذي يعتمد على إطلاق سائل على شكل تيار ضيق وعالي الضغط لاختراق الجلد بدلاً من الإبرة.
هل يمكن للقاح أن يصيبني بالإنفلونزا؟
لا. لقاح الإنفلونزا لا يسبب الإنفلونزا، كما أنه لا يزيد خطر تعرضك لكورونا، لكن قد تصاب بأعراض مشابهة للإنفلونزا حتى إذا أخذت لقاح الإنفلونزا، وذلك لعدة أسباب منها:
- ردة فعل جسمك تجاه اللقاح. يصاب بعض الناس بآلام عضلية وحمى ليوم أو يومين بعد أخذ لقاح الإنفلونزا، قد يكون ذلك أثراً جانبياً ناتجاً عن إنتاج جسمك للأجسام المضادة الواقية.
- حاجة اللقاح لأسبوعين ليأخذ مفعوله، يحتاج لقاح الإنفلونزا أسبوعين تقريباً حتى يأخذ مفعوله بالكامل، لذلك إذا تعرضت للإنفلونزا بعد فترة قصيرة من أخذك للقاح أو خلال فترة الأسبوعين، فقد تصاب بالإنفلونزا.
- عدم مطابقة اللقاح لفيروسات الإنفلونزا، في بعض المواسم، لا تتطابق فيروسات الإنفلونزا المستخدمة في اللقاح مع الفيروسات المنتشرة في موسم الإنفلونزا، إذا حدث ذلك، يصبح لقاح الإنفلونزا أقل فاعلية، ولكن ما زال بإمكانه توفير بعض الوقاية.
- الأمراض الأخرى، هناك الكثير من الأمراض الأخرى التي تسبب أيضاً أعراضاً مشابهة للإنفلونزا، ومنها الزكام، لذا قد تظن بأنك مصاب بالإنفلونزا مع أن هذا غير صحيح.
ما نوع الحماية التي يقدمها لقاح الإنفلونزا؟
تتباين كفاءة لقاح الإنفلونزا في الحماية من المرض. من خلال تحليل الدراسات السابقة، تبيّن أن لقاح الإنفلونزا فعال بنسبة 50 إلى 60% تقريباً بالنسبة البالغين بين سن 18 و64 سنة، في بعض الأحيان، قد يكون اللقاح أقل فعالية.
لكن حتى عندما لا ينجح اللقاح في منع الإنفلونزا بالكامل، فإنه قد يقلل من شدة مرضك ومن خطر إصابتك بالمضاعفات أو من خطر إصابتك بحالة شديدة تستدعي الإدخال للمستشفى.
لا يحمي لقاح الإنفلونزا من الإصابة بكورونا، لكن من الضروري بشكل خاص أخذ لقاح الإنفلونزا هذا الموسم لأن الإنفلونزا وفيروس كورونا لهما أعراض متشابهة. فلقاح الإنفلونزا قد يخفف الأعراض التي قد يصعب تمييزها عن أعراض كورونا. فالوقاية من الإنفلونزا وتقليل حدة أعراضها وتقليل الحاجة للاستشفاء، أمور تخفف من الضغط على المستشفيات.
كيف أقلل من خطر الإصابة؟
لقاح الإنفلونزا هو أفضل وسيلة للحماية من الإنفلونزا، ولكن هناك خطوات إضافية يمكنك اتخاذها لحمايتك من الإنفلونزا وغيرها من الفيروسات، حتى كورونا. تتضمن هذه الخطوات ما يلي:
- اغسل يديك بشكل متكرر ومكثف بالماء والصابون ولمدة لا تقل عن 20 ثانية.
- استخدم المطهِّرات الكحولية على يديك في حالة عدم توفر الماء والصابون.
- تجنب لمس عينيك أو أنفك أو فمك.
- تجنب المناطق المزدحمة إذا كانت الإنفلونزا منتشرة في منطقتك.
- تجنب المخالطة اللصيقة بأي مريض.
- غط فمك بمنديل أو بمرفقك عند السعال أو العطس، ثم اغسل يديك.
- نظّف وعقّم بانتظام الأسطح التي تُلمَس بكثرة، مثل الطاولات ومقابض الأبواب، ومفاتيح الإضاءة. يمكن لذلك أن يساعد في منع انتشار العدوى عن طريق لمس الأسطح التي عليها الفيروس ثم لمس الوجه.
- مارِسِ العادات الصحية الجيدة، مارس الرياضة بانتظام، واحصل على قسط كافٍ من النوم، وتناوَل كميةً وافرة من السوائل، واتبع نظاماً غذائياً صحياً، وسيطر على التوتر في حياتك.
إذا أُصبت بالإنفلونزا، يمكنك منع انتشارها عن طريق البقاء في المنزل والابتعاد عن الآخرين، الزم منزلك حتى يمر 24 ساعة على زوال الحمى.
إن أخذ لقاح الإنفلونزا يمكن أن يقلل خطر تعرضك للإنفلونزا ومضاعفاتها، كما أن اتباع هذه الاحتياطات يمكن أن يساعد في حمايتك من الإنفلونزا وغيرها من الأمراض التنفسية.