
تجاوز عدد الوفيات جراء فيروس كورونا في إيران حاجز الـ50 ألفاً، السبت، بعد تسجيل 321 حالة وفاة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وذلك بحسب ما أعلنت وزارة الصحة، فيما تخطى عدد المصابين بالفيروس عتبة المليون، وفقاً لأرقام رسمية.
في هذه الأثناء، تنظر الحكومة الإيرانية في تخفيف القيود المفروضة في مناطق عدة بالبلاد، لاحتواء تفشي فيروس كورونا.
وواجهت إيران، التي تعد أكثر دول الشرق الأوسط تضرراً من الوباء، ارتفاعاً مطرداً في أعداد الإصابات خلال الأشهر الماضية.
وعلى الرغم من مساعي طهران في مواجهة تحديي الوباء والعقوبات الأميركية، إلا أنها لم تفرض قط إغلاقاً عاماً لمواجهة كورونا، خشية أن يزيد ذلك من تدهور اقتصاد البلاد الغارق في ركود منذ إعادة فرض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب العقوبات على طهران في عام 2018 .
لكن السلطات الإيرانية أغلقت منذ 21 نوفمبر المتاجر غير الضرورية في المناطق التي تسجل خطراً وبائياً مرتفعاً، ولمدة أسبوعين، معززة بذلك القيود لاحتواء ما وصفه الرئيس حسن روحاني بأنه "موجة ثالثة" من الوباء. وتطبق هذه التدابير في غالبية المدن الكبرى في إيران بينها طهران، وفي عواصم محافظاتها الثلاثين.
لقاح إيراني
إيران، التي بدأت طوير لقاح للفيروس خلال الربيع الماضي، تنتظر توفّره بفارغ الصبر. وأعلن وزير الصحة الإيراني سعيد نمقي، الأربعاء، أن شركة إيرانية "حصلت على رخصة لإجراء تجارب للقاح على الإنسان".
وأكدت الطبيبة المتخصصة في علم الأوبئة في اللجنة الوطنية لمكافحة الفيروس، مينو مهراز، هذا الأسبوع، أن مرحلة تجارب اللقاح الإيراني على الحيوانات قد انتهت، لكن مهراز ونمكي لم يعلنا عن موعد بدء التجارب على الإنسان.
وقال نمكي إنه في حال نجاح اللقاح الإيراني، ستصبح إيران أحد المنتجين الرئيسيين "للقاحات" في المنطقة اعتباراً من مطلع الربيع المقبل".
وبحسب الوزير الإيراني، فقد اشترت طهران "مسبقاً" نحو 16.8 مليون جرعة من لقاح عبر آلية "كوفاكس" التي وضعتها منظمة الصحة العالمية لتأمين الوصول العادل إلى اللقاحات، لكنه لم يحدد أي لقاح.
تسديد ثمن اللقاح
واتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الولايات المتحدة، الخميس، بمنع الحكومة الإيرانية من الوصول إلى الأموال التي تملكها "في بلدان مختلفة من أجل تسديد ثمن اللقاح لكوفاكس".
وبالرغم من أن العقوبات الأميركية المفروضة على إيران لاتشمل قطاع الأدوية، لكن مع ذلك تفضل المصارف الدولية رفض أي تحويل مالي يشمل إيران خشية رد أميركي، وأعلنت السلطات مؤخراً أنها أكثر بلد في العالم يواجه صعوبات للتزود باللقاح المضاد للإنفلونزا الموسمية.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن "الوضع في إيران سيء، طواقمنا الطبية تبذل كل ما في وسعها، للأسف نواجه معاناة إضافية عن باقي العالم، هي الحرب الاقتصادية التي تشنها واشنطن على إيران".
تخفيف القيود
ومنذ أيام، قالت السلطات الصحية إنها تعتزم تخفيف القيود المفروضة في معظم مناطق البلاد ومن ضمنها طهران، وقال علي رضا زالي المكلف بقيادة عمليات مكافحة فيروس كورونا، الأربعاء، إن طهران ستصبح اعتباراً من السبت مصنفة تحت خطر وبائي معتدل "برتقالي" بعدما كان الخطر الوبائي فيها مصنفاً عند أعلى درجة "أحمر".
وأفاد زالي بأن المدارس والجامعات والمساجد، ستبقى مغلقة، لكن سيسمح للمتاجر غير الضرورية لها بفتح أبوابها.