كيف تتأقلم مع الوصمة الاجتماعية بشأن المرض النفسي؟

يمكن للاعتقادات الخاطئة بشأن المرض العقلي أن تسبب مشكلات

time reading iconدقائق القراءة - 7
امرأة تعاني من اضطراب القلق تتحدث إلى أخصائية صحة نفسية - Science Photo Library via AFP
امرأة تعاني من اضطراب القلق تتحدث إلى أخصائية صحة نفسية - Science Photo Library via AFP
بالتعاون مع "مايو كلينك" -الشرق

"وصمة العار" هي وجهة نظر سلبية تتكون عن شخص ما لديه سمة مميزة أو ميزة شخصية يُعتقد أنها، أو هي بالفعل، عيب (قالب نمطي سلبي)، وللأسف، تُعد السلوكيات والمعتقدات السلبية تجاه الأشخاص ممن يعانون حالة صحية عقلية أمر شائع.

ويمكن أن تؤدي وصمة العار إلى التمييز، وقد يكون التمييز واضحاً ومباشراً، مثل أن يقول شخص ما ملاحظة سلبية عن مرضك العقلي أو علاجك، أو قد يكون غير مقصود، مثل أن يتجنب شخص ما التعامل معك لأنه يفترض أنك قد تكون مضطرباً أو عنيفاً أو تُشكِّل خطراً بسبب مرضك العقلي.

يشير المرض النفسي، الذي يُطلَق عليه أيضاً "اضطرابات الصحة العقلية"، إلى مجموعة كبيرة من أمراض الصحة النفسية، وهي اضطرابات تؤثر على مزاجك وتفكيرك وسلوكك.

ومن أمثلة الأمراض النفسية: الاكتئاب، واضطرابات القلق، والفصام، واضطراب الشهية والسلوكيات التي تسبِّب الإدمان.

ويتعرَّض الكثير من الأشخاص لمشكلات تتعلق بالصحة العقلية من وقت لآخر، ولكن يصبح القلق المتعلق بالصحة العقلية مرضاً نفسياً عندما تسبب العلامات والأعراض المستمرة إجهاداً متكرراً، وتؤثر على قدرتك على العمل.

يمكن أن يجعلك المرض النفسي بائساً، وقد يسبب مشكلات في حياتك اليومية أو  علاقاتك بالآخرين. في معظم الحالات، يمكن التعامل مع الأعراض من خلال مجموعة من الأدوية والعلاج بالكلام (العلاج النفسي).

الأسباب

يُعتقد أن الأمراض العقلية، بشكل عام، ناجمة عن مجموعة متنوعة من العوامل الوراثية والبيئية، بينها:

  • الخصائص الوراثية: يعد المرض العقلي أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين لديهم أقارب بالولادة مصابين بمرض عقلي. قد تزيد بعض الجينات من خطر الإصابة بمرض عقلي، وربما يؤدي نمط حياتك إلى ذلك.

  • التعرّض البيئي قبل الولادة: التعرّض للضغوط البيئية أو حالات الالتهاب أو السموم أو الكحول أو المخدرات، أثناء وجود الجنين في الرحم، يمكن أن يرتبط أحياناً بمرض عقلي.

  • كيمياء المخ: النواقل العصبية هي مواد كيميائية توجد بصورة طبيعية في المخ، وتحمل الإشارات إلى الأجزاء الأخرى من المخ والجسم. عند ضعف الشبكات العصبية التي تحتوي على هذه المواد الكيميائية، تتغير وظيفة مستقبلات الأعصاب وأنظمة الأعصاب؛ مما يؤدي إلى الاكتئاب والاضطرابات العاطفية الأخرى.

يمكن أن تكون آثار المرض العقلي مؤقتة أو طويلة الأمد، ويمكن أن تصاب بأكثر من اضطراب من اضطرابات الصحة العقلية في الوقت ذاته. على سبيل المثال، قد تصاب باكتئاب وباضطراب من اضطرابات إساءة استخدام العقاقير.

الأمراض العقلية

الفئات الرئيسية للأمراض العقلية هي:

  • اضطرابات النمو العصبي: مثل التوحد ونقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) واضطرابات التعلم.
  • طيف الفصام واضطرابات ذهانية أخرى: مثل الأوهام والهلوسة والتفكير والكلام غير المنظمين.
  • الاضطراب ثنائي القطب والاضطرابات المرتبطة: مثل نوبات متناوبة من الهوس وفترات النشاط المفرط والطاقة والإثارة والاكتئاب.
  • اضطرابات اكتئابية.
  • اضطرابات القلق: مثل اضطراب القلق العام واضطراب الهلع والرهاب.
  • الوسواس القهري والاضطرابات المرتبطة.
  • الصدمات والاضطرابات المرتبطة بمسببات الإجهاد: مثل اضطراب الكرب التالي للصدمة PTSD واضطراب الإجهاد الحاد.
  • الاضطرابات الفصامية: مثل اضطراب الهوية الفصامي وفقدان الذاكرة الفصامي.
  • اضطرابات النوم والاستيقاظ: مثل الأرق وانقطاع النفس النومي ومتلازمة تململ الساقين
  • الاضطرابات المعرفية العصبية: مثل الهذيان أو داء الزهايمر.
  • اضطرابات الشخصية: مثل اضطرابات الشخصية الحدية والمعادية للمجتمع والنرجسية.

بعض الآثار الضارة لوصمة العار

  • التردد في السعي إلى طلب المساعدة أو العلاج.
  • انعدام الفهم لدى الأسرة أو الأصدقاء أو زملاء العمل أو غيرهم.
  • قلة الفرص المتاحة للعمل أو الأنشطة المدرسية أو الاجتماعية أو مواجهة الصعوبات في العثور على سكن.
  • التنمُّر أو العنف الجسدي أو التحرش.
  • التأمين الصحي الذي لا يغطي علاج مرضك العقلي بصورة كافية.
  • الاعتقاد أنك لن تنجح أبداً في التصدي لتحديات معينة أو لن تقدر على تحسين وضعك.

خطوات التأقلم

  • احصل على علاج. قد تُحجم عن الاعتراف بالحاجة إلى العلاج. لا تدع خوفك من أن توصم بالمرض العقلي يمنعك من طلب المساعدة. فقد يمنحك العلاج الراحة عن طريق التعرف على الخطأ وتخفيف الأعراض التي تؤثر في مسار عملك وحياتك الشخصية.

  • لا تدع الوصمة تشعرك بالشك في نفسك والعار. الوصمة لا تأتي فقط من الآخرين. بل قد تظن خطأً أن حالتك هي علامة على الضعف الشخصي أو أنه ينبغي عليك السيطرة عليها دون مساعدة. ولكن طلب الاستشارة وتعرُّفك على حالتك والتواصل مع الآخرين المصابين بمرض عقلي يمكنه مساعدتك في استعادة الثقة بالنفس والتغلب على الحكم على ذاتك بطريقة هدّامة.

  • لا تعزل نفسك. إذا كان لديك مرض عقلي ما، فقد تُحجم عن إخبار أي شخص به. في حين أن أفراد أسرتك وأصدقاءك ورجال الدين في مجتمعك قد يقدمون لك الدعم إذا علموا بأمر مشكلتك العقلية. تواصل مع من تثق فيهم طلباً لما تحتاجه من تعاطف ودعم وتفهُّم.

  • لا تساوي نفسك بمرضك. أنت لست مرضاً. ولذلك، فبدلاً من أن تقول: "أنا ثنائي القطب" قُل: "لديّ اضطراب ثنائي القطب". وبدلاً من أن تطلق على نفسك: "منفصم"، قل: "لديّ فُصام".

  • انضمَّ إلى إحدى مجموعات الدعم. تقدم بعض المجموعات المحلية والقومية برامج محلية ومصادر على الإنترنت تساعد على تخفيف الوصمة عن طريق تثقيف من يعانون مرضاً عقلياً وعائلاتهم والجمهور العام. وتقدم أيضاً بعض الوكالات والبرامج المحلية مثل تلك التي تركز على إعادة التأهيل المهني وإدارة الشئون العسكرية الدعم للأشخاص ذوي المرض العقلي.

  • احصل على المساعدة في المدرسة. إذا كنت أنت أو طفلك مصاب بمرض عقلي يؤثر على التعليم فاستكشف الخطط والبرامج التي قد تساعد. يعد التمييز ضد الطلاب بسبب مرضهم العقلي أمراً مخالفاً للقانون، ويتعين على المعلمين في المدارس الابتدائية والثانوية والكليات معاملة الطلاب بأفضل طريقة ممكنة. تحدث مع المعلمين والأساتذة أو الموظفين الإداريين عن النهج الأفضل والمصادر الممكنة. إذا لم يكن المعلم يعرف بإعاقة الطالب فقد يؤدي ذلك للتمييز وعدم القدرة على التعلم وتحصيل درجات منخفضة.

  • أعلن رفضك للوصمة. فكر في التعبير عن رأيك في المواقف العلنية وفي خطابات للمجلات أو على الإنترنت. قد يساعد ذلك على بث الشجاعة في الآخرين الذين يواجهون تحديات مشابهة ويعرّف العامة بالمرض العقلي.

غالباً ما تنبع أحكام الآخرين من نقص الفهم لا من نقص المعلومات المبنية على الحقائق. سيساعد تعلمك تقبُّل حالتك والتعرف على ما تحتاج لفعله لعلاجها وطلب الدعم والمساعدة على تثقيف الآخرين على إحداث فارق حقيقي.

تصنيفات

قصص قد تهمك