التسمم بأول أكسيد الكربون.. الأعراض والأسباب والعلاج

يجب على أي شخص يتعرّض لأول أكسيد الكربون استنشاق الهواء النقي وطلب الرعاية الطبية فوراً

time reading iconدقائق القراءة - 6
مريضة تخضع لجلسة علاج بالأكسجين عالي الضغط في مستشفى بمدينة هاله شرق ألمانيا. 05 نوفمبر 2015 - AFP
مريضة تخضع لجلسة علاج بالأكسجين عالي الضغط في مستشفى بمدينة هاله شرق ألمانيا. 05 نوفمبر 2015 - AFP
بالتعاون مع "مايو كلينك" -الشرق

يحدث التسمم بأول أكسيد الكربون عندما يتراكم الغاز في الدم. وعند وجود كميات كبيرة من أول أكسيد الكربون في الهواء، يستبدل الجسم الأكسجين الموجود في خلايا الدم الحمراء، ويحل محله أول أكسيد الكربون. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تلف خطير بالأنسجة، أو حتى الوفاة.

أول أكسيد الكربون، هو غاز ليس له رائحة أو طعم أو لون. وينتج أول أكسيد الكربون عن حرق الوقود، بما في ذلك الغاز أو الخشب أو البروبان أو الفحم. ويمكن أن تؤدي الأجهزة والمحركات غير المهواة بشكل جيد إلى تراكم الغاز بمستويات خطيرة. وتجعل الأماكن المغلقة بإحكام "التراكم أسوأ".

يجب على أي شخص يتعرّض لغاز أول أكسيد الكربون، استنشاق الهواء النقي وطلب الرعاية الطبية فوراً. ينبغي الاتصال بخدمات الطوارئ الطبية، أو الاتصال برقم الطوارئ على الفور لشخص في غيبوبة أو غير قادر على الاستجابة.

الأعراض

أكثر الأعضاء التي تتضرر من التسمم بأول أكسيد الكربون الدماغ والقلب. وقد يؤدي استمرار التعرض له لفترات زمنية طويلة إلى أعراض تشبه الأنفلونزا، لكن دون الحُمّى. وقد تشمل الأعراض الواضحة للتسمم بأول أكسيد الكربون:

  • الصداع.
  • الضعف.
  • الدوخة.
  • الغثيان أو القيء.
  • ضيق في التنفس.
  • التشوش الذهني.
  • تشوش الرؤية.
  • النعاس.
  • فقدان القدرة على التحكم في العضلات.
  • فقدان الوعي.

يمكن أن تظهر أعراض متعلّقة بالجهاز العصبي والدماغ بعد التعافي من التسمم بأول أكسيد الكربون. ويزداد احتمال حدوث ذلك لدى الأشخاص الذين أصيبوا بفقدان الوعي بسبب أول أكسيد الكربون ولدى كبار السن. وقد تتضمن الأعراض ما يلي:

  • فقدان الذاكرة.
  • تغيرات في الشخصية.
  • مشكلات في الحركة.

قد يكون التسمم بأول أكسيد الكربون، خطيراً وبالأخص مع الأشخاص النائمين أو تحت تأثير الكحول. وقد يؤدي إلى الإصابة بتلف في الدماغ أو الوفاة قبل أن يلاحظ أي شخص أن هناك مشكلة قد حدثت.

الأسباب

تنتج العديد من المنتجات والمحركات التي تعمل بحرق الوقود أول أكسيد الكربون. وغالباً لا تستدعي كمية أول أكسيد الكربون المنبعثة من هذه المصادر القلق في الأماكن التي يتدفق فيها الهواء جيداً. لكن إذا استخدمت في مكان مغلق تماماً أو جزئياً، يمكن أن يشكل مستوى أول أكسيد الكربون خطراً. ومن الأمثلة على ذلك استخدام شواية فحم في أماكن مغلقة أو تشغيل سيارة داخل مرأب.

يؤدي استنشاق العوادم، إلى أن يحل أول أكسيد الكربون، محل الأكسجين في الدم، ويمنع ذلك وصول الأكسجين إلى الأنسجة والأعضاء.

يمكن أن يسبب استنشاق الدخان الناتج عن الاحتراق أيضاً، التسمم بأول أكسيد الكربون. كذلك يرتبط التدخين من خلال أنبوب ماء، الذي يسمى الشيشة، بزيادة أعداد الشباب الذين يتسممون بأول أكسيد الكربون.

الوقاية

للمساعدة على الوقاية من التسمم بأول أكسيد الكربون:

  • استخدام أجهزة للكشف عن أول أكسيد الكربون في المنزل. ووضعها بالقرب من كل أماكن النوم في كل طابق من المنزل. فحص البطاريات مرتين سنويّاً على الأقل في نفس وقت فحص بطاريات جهاز الكشف عن الدخان.

  • إذا انطلق صوت الإنذار لابد من تصدّيقه! ينبغي ترك المنزل والاتصال برقم الطوارئ أو بالمطافئ. صُنعت أجهزة الكشف عن أول أكسيد الكربون أيضاً للاستخدام في المنازل المتنقِّلة والقوارب.
  • فتح باب المرآب قبل تشغيل السيارة. عدم ترك أي سيارة تعمل في المرآب، خاصةً إذا كان المرآب ملحقاً بالمنزل. ينطبق هذا أيضاً حتى لو كان باب المرآب مفتوحاً.

  • عدم استخدام أجهزة الغاز إلا حسب القصد منها. وعدم استخدام موقد غاز أو فرن غاز للتدفئة أبداً. تجنب استخدام مواقد الغاز المخصصة للتخييم إلا في الخارج فقط. وعدم  استخدام أجهزة تدفئة المكان التي تعمل بالوقود إلا عندما يكون أحد الأشخاص مستيقظاً لمراقبتها وينبغي أن تكون الأبواب والنوافذ مفتوحة. تجنب تشغّيِل المولِّد في مكان مغلق، مثل القبو أو المرآب.

  • التأكد من وجود مساحة حول الأجهزة والمحركات التي تعمل بالوقود. يشمل هذا جميع أجهزة الغاز وأجهزة تدفئة المكان والمواقد التي تعمل بحرق الخشب. والتأكد من تهويتها بطريقة صحيحة.

  • الاستعانة بالفنيين لتركيب جميع الأجهزة التي تعمل بالغاز أو الزيت أو حرق الفحم. والاستعانة كذلك بمقدِّم خدمة مؤهل لصيانة هذه الأجهزة سنوياً.

  • الحفاظ على مدافئ النار في حالة جيدة. تنظِّيف مدخنة وأنبوب تصريف مدفأة النار سنويّاً.

  • الحفاظ على عدم انسداد فتحات التهوية والمداخن أثناء عملية التجديد. التأكد من عدم تغطيتها بالأقمشة أو المخلفات.

  • إجراء الترميمات قبل العودة إلى المكان الذي حدث فيه التسمم. إذا حدث تسمُّم بأول أكسيد الكربون في المنزل، يتوجب البحث عن مصدر أول أكسيد الكربون وترميمه قبل المكوث هناك مرة أخرى. والاستعانة بمقدم خدمة مؤهل لفحص أي أجهزة ربما تكون السبب في حدوث التسرب وإصلاحها.

المعالجة

الخروج إلى الهواء الطلق على الفور. الاتصال برقم الطوارئ أو اطلب المساعدة الطبية الطارئة إذا كان يعاني الشخص أو شخص آخر بصحبته من أعراض التسمُّم بأول أكسيد الكربون. وتشمل هذه الأعراض الصداع والدوخة والغثيان وضيق النفس والضعف والتشوش.

قد يشمل العلاج المقدم في المستشفى:

  • تنفس الأكسجين النقي. يتضمن العلاج القياسي المقدم في قسم الطوارئ تنفُّس الأكسجين النقي باستخدام قناع يوضَع على الأنف والفم. ويساعد ذلك على وصول الأكسجين إلى الأعضاء والأنسجة. وقد يُستخدم مع الأشخاص غير القادرين على التنفس بأنفسهم جهاز يساعدهم على التنفس يسمى جهاز التنفس.

  • تلقي العلاج في حجرة أكسجين. يُسمى ذلك المعالجة بالأكسجين عالي الضغط، وتشمل تنفس الأكسجين النقي في حجرة لمدة زمنية محددة. ويكون ضغط الهواء الموجود في الغرفة أعلى من المعتاد بضعفين إلى ثلاثة أضعاف. ويساعد ذلك على إحلال الأكسجين محل أول أكسيد الكربون الموجود في الدم.

يمكن استخدام المعالجة بالأكسجين عالي الضغط في حالات التسمم الحاد بأول أكسيد الكربون، إذ تساعد على حماية أنسجة القلب والدماغ من الضرر الناتج عن أول أكسيد الكربون. ويمكن أيضاً استخدام المعالجة بالأكسجين عالي الضغط مع النساء الحوامل لحماية الأجنة من الضرر الناتج عن التسمم بأول أكسيد الكربون.

تصنيفات

قصص قد تهمك