يسبِّب التهاب الكلى.. ماذا تعرف عن مرض "بيرجر"؟

المرض يسبِّب التهاب الكلى ويُمكنه أن يؤثر في قدرتها على تنقية الدم

time reading iconدقائق القراءة - 7
أطفال يُعانون أمراض الكُلى يتلقون العلاج في مستشفى "الرنتيسي" بقطاع غزة. 20 سبتمبر 2023 - AFP
أطفال يُعانون أمراض الكُلى يتلقون العلاج في مستشفى "الرنتيسي" بقطاع غزة. 20 سبتمبر 2023 - AFP
بالتعاون مع "مايو كلينك" -الشرق

يُعرف اعتلال الكلى بالجلوبيولين المناعي A أيضاً باسم مرض "بيرجر"، وتحدث هذه الحالة المَرضية عندما يتراكم بروتين مضاد للجراثيم يُطلق عليه الجلوبيولين المناعي A‎ في الكليتين، ويسبب ذلك نوعاً من التورم يُسمى التهاباً، والذي يُضعِف بمرور الوقت من قدرة الكليتين على تنقية الدم من الفضلات.

تتفاقم حالة اعتلال الكلى بالجلوبيولين المناعي A ببطء على مدار سنوات، ولكن يختلف مسار المرض من شخص لآخر، فبعض الأشخاص يتسرب الدم إلى بولهم دون ظهور أي أعراض أخرى، وقد يُصاب آخرون بمضاعفات مثل القصور في وظائف الكلى وتسرب البروتين إلى البول، بل يمكن أن يتفاقم الأمر لدى آخرين إلى حد الإصابة بالفشل الكلوي، فيتوقف عمل الكليتين بالكفاءة اللازمة للتخلص من فضلات الجسم تلقائياً.

لا يتوفر علاج شافٍ لاعتلال الكلى بالجلوبيولين المناعي A، لكن تساعد الأدوية على إبطاء تفاقم المرض، ويحتاج بعض المرضى للعلاج لتخفيف الالتهابات والحد من تسرب البروتين إلى البول والوقاية من فشل الكليتين، وقد يفقد المرض نشاطه بفعل هذه العلاجات، ويدخل في حال تُسمى الهدأة. ومن العوامل المساعدة أيضاً على إبطاء تقدم المرض السيطرة على ارتفاع ضغط الدم وتقليل مستوى الكوليسترول.

الأعراض

عادة لا يسبب اعتلال الكلية بالجلوبيولين المناعي A ظهور أعراض في مراحله المبكرة. وقد لا تلاحظ أي آثار على الصحة لمدة 10 سنوات أو أكثر. وفي بعض الأحيان، تكشف الفحوصات الطبية الدورية عن مؤشرات للمرض، مثل وجود بروتين وخلايا دم حمراء في البول تُمكن رؤيتها مجهرياً.

وقد تشمل أعراض اعتلال الكلية بالجلوبيولين المناعي A إن ظهرت:

  • بول بلون الكولا أو الشاي، بسبب وجود الدم في البول. وقد تلاحظ هذه التغيرات في اللون بعد الإصابة بنزلة زكام أو التهاب في الحلق أو عَدوى في الجهاز التنفسي.
  • رؤية دم في البول.
  • بول رغوي؛ بسبب تسرب البروتين إلى البول، ويُعرف باسم البيلة البروتينية.
  • ألم في أحد جانبي الظهر أو كليهما أسفل الأضلاع.
  • تعرق اليدين والقدمين؛ ما يُطلق عليه الوذمة.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • التعب والضعف.
  • إذا أدى المرض إلى فشل الكلى، فقد تشمل الأعراض:
  • طفح جلدي وحكة في الجلد.
  • تقلصات عضلية مؤلمة.
  • اضطراب في المعدة وقيء.
  • ضعف الشهية.
  • الإحساس بطعم معدني في الفم.
  • التشوش الذهني.

الفشل الكلوي حالة مَرضية خطيرة ربما تسبب الوفاة عند عدم علاجها. لكن يمكن أن يساعد الغسيل الكلوي أو زراعة الكلى المرضى على العيش لسنوات عديدة.

الأسباب

الكُليتان هما عضوان، كلٌ منهما بحجم قبضة اليد، ويتخذان شكل حبة الفاصولياء، ويوجدان في الجزء السفلي من الظهر، وتقع كل واحدة على كل جانب من العمود الفقري.

وتحتوي كل كلية على أوعية دموية صغيرة تُعرف باسم الكُبيبات، وهذه الأوعية تنقي الدم من الفضلات والمياه الزائدة والمواد الأخرى، ثم يعود الدم المنقى إلى مجرى الدم. وتنتقل الفضلات إلى المثانة لتخرج من الجسم عن طريق البول.

الجلوبيولين المناعي A هو نوع من البروتين يُطلق عليه اسم الجسم المضاد، وينتج الجهاز المناعي الجلوبيولين المناعي A لمهاجمة الجراثيم ومقاومة العدوى. ولكن عند اعتلال الكلية بالجلوبيولين المناعي A، يجمع هذا البروتين الكُبيبات. فيسبب ذلك التهاباً، ويؤثر في قدرة الكليتين على تنقية الدم بمرور الوقت.

لم يتوصل الباحثون بعد لأسباب محددة لتراكم الجلوبيولين المناعي A في الكليتين. ولكن قد يرتبط ذلك بالأسباب التالية:

  • الجينات. اعتلال الكلية بالجلوبيولين المناعي A هو حالة شائعة في بعض العائلات وبين جماعات عرقية معينة، مثل المنحدرين من أصول آسيوية وأوروبية.
  • أمراض الكبد. وتشمل تندُّب الكبد، الذي يُطلَق عليه التشمُّع، وعدوى التهاب الكبد B وC المزمنة.
  • الداء البطني. يؤدي تناول الجلوتين، وهو بروتين موجود في معظم الحبوب، إلى حدوث هذه الحالة المرَضية الهضمية.
  • حالات العدوى. وتشمل هذه الحالات فيروس نقص المناعة البشري وبعض العدوى البكتيرية.

المعالجة

لا يوجد علاج شافٍ لاعتلال الكلى بالجلوبيولين المناعي A. ولا توجد كذلك طريقة مؤكدة للتنبؤ بمدى تأثير المرض في الصحة مع مرور الوقت. يحتاج بعض الأشخاص إلى اختبارات طبية فقط لمتابعة ما إذا كان المرض يزداد سوءاً.

يمكن أن تبطئ الأدوية تطوّر المرض عند بعض الأشخاص، وتساعدهم على التحكم في الأعراض.

تتضمَّن الأدوية المستخدَمة لعلاج اعتلال الكلى بالجلوبيولين المناعي A:

  • أدوية ارتفاع ضغط الدم. يمكن لأدوية يُطلق عليها مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين خفض ضغط الدم وتقليل فقدان الجسم للبروتين.
  • الأدوية التي تهدئ الجهاز المناعي. ويُطلق عليها كذلك مثبطات المناعة. وتتضمن الكورتيكوستيرويدات وأدوية قوية أخرى يمكنها تقليل دفاعات الجسم. قد تمنع الجهاز المناعي من تكوين البروتينات التي تهاجم الكُبيبات. لكن قد تسبب هذه الأدوية حدوث مجموعة من الآثار الجانبية الخطيرة، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر في الدم وزيادة خطر الإصابة بالعدوى. سيساعد الطبيب على اختيار الدواء المثبط للمناعة. توجد العديد من العلاجات الجديدة تمت الموافقة عليها أو قيد الاختبار في التجارب السريرية. ينبغي التحدث مع الطبيب عن أحدث التطورات في علاج اعتلال الكلى بالجلوبيولين المناعي A.
  • أحماض أوميجا 3 الدهنية. قد تقلل هذه الدهون الصحية الالتهابات في الكُبيبات من دون أن يكون لها أي آثار جانبية ضارة. يمكن الحصول على أوميجا 3 من المكملات الغذائية التي تحتوي على زيت السمك. لكن يتوجب الحذر من الحصول عليها من دون وصفة طبية. وسؤال الطبيب ما إذا كانت المكملات الغذائية التي تحتوي على زيت السمك الموصوفة مفيدة.
  • دواء الكوليسترول. إذا كان المريض يعاني ارتفاع الكوليسترول، فقد يساعد هذا النوع من الدواء على السيطرة عليه وتقليل سرعة ضرر الكلى.
  • مدرّات البول. قد تساعد هذه الأدوية على السيطرة على تورم اليدين والقدمين الذي يُطلق عليه الوذمة.

ويشمل الهدف الرئيسي من العلاج عدم الاضطرار إلى إجراء الديلزة (غسيل الكلى) أو زرع الكلى. ومع ذلك، يمكن لطريقتي العلاج كلتيهما إنقاذ الحياة إذا توقفت الكليتان عن العمل بشكل جيد بمفردهما.

*هذا المحتوى من "مايو كلينك"

تصنيفات

قصص قد تهمك