أكثر شيوعاً لدى النساء.. ما هو التهاب الغدد العرقية القيحي؟

time reading iconدقائق القراءة - 8
علاج بالثلج للجلد - AFP
علاج بالثلج للجلد - AFP
بالتعاون مع مايو كلينك -الشرق

التهاب الغدد العرقية القيحي، المعروف أيضاً باسم البثور المخالفة للمعتاد، هو حالة تسبب تشكل كتل صغيرة مؤلمة تحت الجلد. وتتكون الكتل عادةً في المناطق التي يحتك فيها الجلد ببعضه، مثل الإبطين والأُربية والأليتين والثديين. تُشفى الكتل ببطء، ويتكرر ظهورها، ويمكن أن تؤدي إلى حدوث ندبات وتجاويف تحت الجلد.

تبدأ الإصابة بالتهاب الغدد العرقية القيحي غالباً بعد البلوغ، قبل بلوغ سن 40 عادةً. ومن الممكن أن تستمر الحالة لأعوام كثيرة، وتتفاقم بمرور الوقت. ويمكن أن تؤثر على الحياة اليومية والصحة النفسية. قد يساعد الجمع بين العلاج الطبي، والعلاج الجراحي على التحكم في المرض والوقاية من مضاعفاته.

النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الغدة الدرقية القيحي بثلاث مرات أكثر من الرجال، لكن النسبة قد تختلف من بلد لآخر، كما أن الأشخاص ذوي البشرة السمراء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض مقارنةً بغيرهم من الأعراق الأخرى. وقد يرجع ذلك إلى عوامل وراثية.

الأعراض

قد يصيب التهاب الغدد العرقية القيحي منطقة واحدة، أو عدة مناطق في الجسم. تتضمن المؤشرات والأعراض الشائعة لهذه الحالة ما يلي:

  • الرؤوس السوداء. تظهر الرؤوس السوداء على شكل مناطق صغيرة مثقّبة من الجلد، وتظهر في شكل مجموعات ثنائية غالباً.
  • تكتلات مؤلمة في حجم حبة الفاصوليا. بدأ هذه الحالة عادةً بكتلة واحدة مؤلمة تحت الجلد تستمر لأسابيع أو شهور. وقد تتشكل كتل أخرى لاحقاً، في الأماكن التي تتعرّق فيها أكثر، وتحتوي على غدد زيتية، أو في الأماكن التي يحتك فيها الجلد بعضه ببعض، كالإبط والأربية والأليتَين والثديين.
  • الكتل أو القُرح. يزداد حجم بعض الكتل أو القُرح، وتنشق وتنز صديداً له رائحة نفّاذة.
  • الأنفاق. قد تتشكل مع مرور الوقت أنفاق تحت الجلد تربط التكتلات ببعضها. وتشفى هذه الجروح ببطء، إن شُفيت أصلاً، وتفرز دماً وصديداً.

يشعر بعض الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة بأعراض بسيطة فقط. إلا أن المسار الذي يتخذه المرض يتفاوت تفاوتاً كبيراً من شخص لآخر. جديرٌ بالذكر أن الوزن الزائد والتدخين يرتبطان بظهور أعراض أكثر تفاقُماً، ومع ذلك فقد يتعرّض الأشخاص النحيفون وغير المدخنين لحالات مَرَضية شديدة أيضاً.

الأسباب

ينشأ التهاب الغدد العرقية القيحي، عندما تصبح جُريبات الشعر مسدودة، ولكن سبب حدوث هذا الانسداد غير معروف. يعتقد الخبراء أن هذه الحالة يمكن أن تكون مرتبطة بالهرمونات، أو نتيجة وجود استعداد وراثي أو تدخين السجائر أو الوزن الزائد.

ولا يحدث التهاب الغدد العرقية القيحي، بسبب التعرّض لعدوى أو عدم النظافة، ولا يمكن أن ينتقل إلى أشخاص آخرين.

المعالجة

قد يساعد العلاج بالأدوية أو التدخل الجراحي، أو كلاهما معاً في السيطرة على الأعراض والوقاية من حدوث أي مضاعفات لالتهاب الغدد العرقية القيحي.

وينبغي التحدث إلى الطبيب بشأن مخاطر خيارات العلاج المطروحة، ومزاياها، وكيفية التوصل إلى نهج علاجي مناسب للحالة.

ويجب على المريض الاستعداد لإجراء زيارات متابعة منتظمة إلى عيادة طبيب الأمراض الجلدية. وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى الرعاية الشاملة، التي يقدمها فريق الرعاية الصحية الذي يضم أفراداً من تخصصات طبية مختلفة.

الأدوية

قد يصف الطبيب دواءً أو أكثر من أنواع الأدوية التالية:

  • المضادات الحيوية. يمكن استخدام المضادات الحيوية في شكل سائل أو جّل، والتي تُوضع على الجلد لعلاج الأعراض البسيطة، وتُعرَف هذه الأنواع من الأدوية بالمضادات الحيوية الموضعية. أما إذا كان المرض أكثر انتشاراً، فقد يصف الطبيب مضاداً حيوياً في شكل أقراص مثل دوكسيسيكلين (Monodox) أو كلينداميسين (Cleocin) أو ريفامبين (Rimactane) أو أكثر من دواء من هذه الأدوية. ويُعرَف الريفامبين أيضاً بالريفامبيسين. قد تتطلّب الحالات الشديدة من المرض استخدام المضادات الحيوية لعدة شهور.
  • حُقَن الستيرويد. قد يساعد حقن تريامسينولون أسيتونيد (Kenalog-10)، في القرح على تخفيف التورم والالتهاب.
  • العلاج الهرموني. قد تكون الأقراص الهرمونية، مثل حبوب منع الحمل المركبة التي تحتوي على الإستروجين مثل إستراديول وإستراديول/نورجيستيمات، فعّالة مع المصابين بالتهاب الغدد العرقية القيحي الخفيف. ويُستخدَم سبيرونولاكتون عادةً للحد من الحاجة إلى المضادات الحيوية، والإيزوتريتينوين، وهو دواء يُستخدَم غالباً لعلاج حب الشباب. كما يُستخدَم الإيزوتريتينوين في بعض الأحيان لعلاج التهاب الغدد العرقية القيحي.
  • الأدوية الحيوية. تساعد هذه الأدوية التي تُؤخذ عادةً عن طريق الحقن على تغيير نمط الجهاز المناعي بطريقة تؤدي إلى وقف دورة المرض وتخفيف أعراضه ومؤشراته في غضون أسابيع. واعتُمِد العديد من هذه الأدوية لعلاج حالات التهاب الغدد العرقية القيحي المتوسطة والشديدة. ولنذكر منها على سبيل المثال دواءين من مثبطات عامل نخر الورم، وهما أداليموماب (أو Humira) وإينفليكسيماب (أو Remicade). حيث تعمل هذه الأدوية على تثبيط جزء من الجهاز المناعي يسمى عامل نخر الورم. وهناك عدة أدوية حيوية أخرى لعلاج التهاب الغدد العرقية القيحي ما زالت تخضع للتجارب السريرية.
  • الريتينويدات. قد تكون الريتينويدات الفموية خياراً مناسباً لبعض المصابين بمرض جلدي شبيه بحب الشباب. ولكن لا يُنصح بتناول هذه الأدوية أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية، أو إذا كنتِ تنوين الحمل.
  • مسكنات الألم. إذا لم تُجدِ مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية نفعاً، فقد يصف الطبيب نوعاً أقوى، أو قد يحيل المريض إلى عيادة الألم.

الجراحة أو الإجراءات الطبية الأخرى

يُساعد الجمع بين الأساليب الطبية والجراحية على علاج التهاب الغدد العرقية القيحي. وتمثل الجراحة جزءاً مهماً في علاج المرض في حال وجود نفق أو نتوء أو خرّاج. ويعتمد اختيار أنسب أسلوب جراحي على مدى تفاقم الحالة المرضية وشدتها. وينبغي التحدث إلى الطبيب بشأن مخاطر الخيارات المطروحة ومزاياها، بما في ذلك:

  • الكشف عن الأنفاق. يتضمن هذا الإجراء إزالة نسيج للكشف عن الأنفاق الموجودة تحت الجلد. ويُعرف كذلك باسم إزالة سطح الجلد. ويُستخدم للمصابين بالتهاب الغدد العرقية القيحي المتوسط أو الشديد. لكن لا حاجة إلى تكرار هذا الحل عادة.
  • الإنضار بالثقب. ويسمى هذا الإجراء أيضاً إزالة سطح الجلد المحدد، ويشمل إزالة نتوء واحد ملتهب.
  • العلاج بالليزر. يمكن استخدام ليزر ثاني أكسيد الكربون للتخلص من قرح التهاب الغدد العرقية القيحي. ويُستبعد ظهور هذه القرح مرة أخرى بعد إجراء هذا النوع من العلاج. يمكن أن تفيد إزالة الشعر بالليزر في المراحل المتقدمة من التهاب الغدد العرقية القيحي.
  • الاستئصال الجراحي. قد تكون هذه الطريقة خياراً للذين يشكون أعراضاً دائمة أو حادة. وتتضمن إزالة كل الجلد المُتضرر. ربما يستلزم الأمر ترقيع الجلد لإغلاق الجرح. قد يستمر ظهور التقرحاتِ في مناطق أُخرى، حتى بعد إجراء الجراحة.
  • الشق والتصريف. لم يعد التصريف الجراحي خياراً فعالاً في علاج التهاب الغدد العرقية القيحي. قد نختار هذه الطريقة لتخفيف الألم على المدى القصير، لكن القرح تعود إلى الظهور عادةً بعد ذلك.

*هذا المحتوى من "مايو كلينك"

تصنيفات

قصص قد تهمك