
أظهرت دراسة علمية عُرضت نتائجها في الاجتماع السنوي الافتراضي للجمعية الأميركية لأبحاث السرطان حضرته "الشرق"، أملاً جديداً لعلاج سرطان الرئة.
ويُعد سرطان الرئة أحد أكثر السرطانات العصية على العلاج، وهو أكثر أنواعها شيوعاً بين الرجال وثالث أكثر السرطانات شيوعاً عند النساء بعدد حالات وصل إلى مليوني حالة جديدة في عام 2018.
وطُور اللقاح الجديد بمساعدة منصة حسابية مفتوحة المصدر تُسمى (OpenVax) تم إطلاقها قبل عدة أعوام بهدف اختبار لقاحات الحمض النووي، والحمض النووي الريبي للوقاية من الأورام، أو منع ارتدادها في الأشخاص الذين عولجوا بالفعل من السرطانات.
ويمكن للقاح الذي طوره باحثون من جامعة "ماونت سيناي" الأميركية، مساعدة الجهاز المناعي للتعرف إلى الخلايا الورمية قبل تكاثرها لمهاجمتها بهدف منع الإصابة بالسرطان من الأساس، أو منع ارتداده.
ويحتوي اللقاح على مادة مساعدة تستطيع تهيئة الجهاز المناعي، لتحقيق أقصى قدر من الفاعالية في مهاجمة الأورام.
ويُمكن استخدام اللقاح في منع الإصابة أو الارتداد لمجموعة متنوعة من أمراض السرطان، إلا أنه حقق أفضل النتائج مع سرطاني الرئة والمثانة.
ولإنتاج اللقاح يفحص الباحثون الحمض النووي لكل مريض على حدة، إذ إن اللقاح شخصي ولا يُمكن تصميمه بشكل عام لمعالجة كل المرضى.
نتائج إيجابية
وتلقى 13 مريضاً اللقاح كان 3 منهم متعافين من ورم نخاعي متعدد، فيما تعافى 10 منهم من الإصابة بالأورام الصلبة. وكان لدى كل المشاركين فرص عالية احصائياً لارتداد السرطان.
وبعد متابعة متوسطة لمدة 880 يوماً، لم يرتد السرطان في 4 مرضى، وكان 4 آخرون يتلقون خطوطاً لاحقة من العلاج (أيّ غير مُصابين بالورم لكنهم لا يزالون على خط علاجي وقائي)، وتوفي 4، واختار واحد عدم مواصلة التجربة.
وأظهرت التجربة المحدودة أن اللقاح جيد التحمل، مع ما يقرب من ثلث المرضى الذين أصيبوا بردود فعل طفيفة في موقع الحقن.
والهدف الأساسي من تجربة المرحلة الأولى هو تحديد سلامة العلاج التجريبي، وهو هدف تم تحقيقه في هذه التجربة.
كما رأى الباحثون أيضاً فوائد محتملة مبكرة للقاح بعد أن أظهرت اختبارات الدم لأحد المرضى استجابة مناعية من اللقاح، وكان لدى مريضين آخرين استجابة قوية للعلاج المناعي بعد ذلك، وهي نتائج طبيعية بعد التعرض للقاح السرطان.
لقاح شخصي
ومن المعروف أن بعض خصائص السرطان تختلف من شخص لأخر بشكل كبير، وهذا الاختلاف يجعل الاستجابة للعلاجات العامة مختلفة.
وقال أستاذ العلاج المناعي توماس مارون في كلمة ألقاها خلال فعاليات المؤتمر السنوي الافتراضي للجمعية الأميركية لأبحاث السرطان، إن "الأشخاص المختلفين يستجيبون بطريقة مختلفة للعلاجات التقليدية.. هذا ما يجعل فرص ارتداد السرطان مختلفة بشكل كبير من شخص إلى آخر. لذا فالعلاج الشخصي من أفضل الطرق لمكافحة الأورام".
وأشار مارون في كلمته إلى أن اللقاح الشخصي "يُمكن أن يمنع ارتداد الأورام بنسبة كبيرة"، مؤكداً أن الفريق "سيبدأ تجربة سريرية أكبر في غضون الأشهر المقبلة لاختبار فاعلية اللقاح".
وفي الأغلب يتم إعطاء معظم لقاحات السرطان التجريبية الشخصية في بيئة النقائل (حين ينتشر السرطان)، لكن الأبحاث السابقة تشير إلى أن العلاجات المناعية تميل إلى أن تكون أكثر فاعلية في المرضى الذين يعانون من انتشار أقل للسرطان.
ترتيب الأولويات
وبناء على فرضية فاعلية العلاجات المناعية في المرضى الذين يعانون من انتشار أقل للسرطان، طور الباحثون لقاح المستضدات الجديدة التي يتم إعطاؤها بعد العلاج المساعد في مستوى الرعاية، مثل الجراحة في الأورام الصلبة، وزرع نخاع العظم في المايلوما المتعددة، وعندما يكون لدى المرضى الحد الأدنى عادةً ما يكون مجهرياً من الخلايا السرطانية المتبقية.
ولم يختبر الباحثون بعد اللقاح للوقاية من السرطان في الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالأورام والذين لم يصابوا بالفعل لكن لديهم احتمالات عالية وراثية للإصابة؛ لكن أستاذ العلاج المناعي توماس مارون قال إن التجربة المقبلة قد تشمل مثل هؤلاء الأشخاص.
وتساعد المنصة الحسابية (OpenVax) الباحثين على تحديد الأهداف المناعية، وترتيب الأولويات لتوليف اللقاح وتصميمه بناءً على فحص شامل وكامل لتسلسلات الحمض النووي للأورام السرطانية.
وتظهر النتائج أيضاً أن منصة (OpenVax) يُمكن أن تساعد في إنتاج لقاح آمن شخصي للسرطان، والذي يمكن استخدامه لعلاج مجموعة من أنواع الأورام.