هل من المحتمل أن تتمكني في حال تعرضت للاعتداء الجنسي في الماضي، أن تتذكري الصدمة ذاتها والمهاجم، لكن من دون التفاصيل الأخرى، مثل وقت حدوث الهجوم ومكانه؟
يصبح الحدث الصادم الأساسي مرمزاً في الذاكرة عادة لدى الناجيات من الاعتداء الجنسي. قد لا يتم الاحتفاظ بالتفاصيل الأقل أهمية أيضاً في الذاكرة.
أثناء الاعتداء الجنسي أو غيره من حوادث الصدمات النفسية، تركز الضحية عادة على الحدث الأساسي المسبب للرعب أو الصدمة، وهي التفاصيل الرئيسة التي يمكن أن تظل حية في الذاكرة.
قد لا يتم الاحتفاظ بالتفاصيل الأخرى الأقل أهمية أيضاً في الذاكرة، وتُسمى التفاصيل المحيطة.
الأسباب
وتتضمن عملية الذاكرة المراحل التالية:
- الترميز: إضافة المعلومات ودمجها في ذاكرتك
- التخزين: الاحتفاظ بالمعلومات المُرمّزة في ذاكرتك
- الاسترجاع: الوصول إلى المعلومات واستدعائها عند الحاجة
لدى الناجيات من الاعتداء الجنسي، يصبح الحدث الرئيسي المسبب للصدمة في العادة مُرمّزًا في ذاكرتهن، إذ يتم تخزينه ثم استدعاؤه لاحقاً.
كما أن البعض يتعرضن لعمليات اجترار أو استرجاع لذكريات الاعتداء عليهن، مثل عرض أفكار وصور متكررة بشكل لا إرادي للموقف المسبب للصدمة.
تفاصيل منسية
بعض التفاصيل المحيطة الأخرى، مثل الموقع أو التاريخ، قد لا تكون مُرمّزة أيضاً، ولهذا لا يتم تخزينها في الذاكرة ولا يمكن استدعاؤها لاحقاً.
غالباً ما يتذكر من تعرضن للاعتداء الجنسي، المواجهة الرئيسية المسببة للصدمة نفسها مع الوقت، لأن الهجوم مدمج في ذاكرتهن.
لكن التفاصيل الأخرى أو الحقائق المحددة عن تلك التجربة قد لا تكون مُرمّزة أيضاً في الذاكرة، ولذلك قد يكون من الصعب بل والمستحيل أحياناً تذكر تلك المعلومات بدقة بعد سنوات.