تمدد الأوعية الدموية الدماغي.. الأعراض والأسباب والعلاج

time reading iconدقائق القراءة - 9
امرأة تخضع لجراحة بالمخ في المعهد الوطني لطب الأعصاب في بودابست. 15 ديسمبر 2012 - REUTERS
امرأة تخضع لجراحة بالمخ في المعهد الوطني لطب الأعصاب في بودابست. 15 ديسمبر 2012 - REUTERS
بالتعاون مع "مايو كلينك" -الشرق

أم الدم في الدماغ، والمعروفة أيضاً بأم الدم الدماغية أو أم الدم داخل القحف، هي انتفاخ أو تضخم في أحد الأوعية الدموية في الدماغ. وغالباً تتخذ حالة أم الدم شكل ثمرة توت متدلية من غصن.

يعتقد الخبراء أن أم الدم في الدماغ تتشكل وتنمو بسبب ضغط الدم المتدفق عبر الأوعية الدموية على منطقة ضعيفة من جدار الوعاء. وقد تزيد هذه الحالة من حجم أم الدم في الدماغ. إذا تعرضت أم الدم في الدماغ للتسرب أو التمزّق، فقد تسبب نزيفاً في الدماغ، وهو ما يُعرف بالسكتة الدماغية النزفية.

ويحدث تمزق أم الدم في الدماغ غالباً في الفراغ الواقع بين الدماغ والأنسجة الرقيقة المغطية له. ويُطلق على هذا النوع من السكتات الدماغية النزفية اسم النزيف تحت العنكبوتية.

تشيع حالات أم الدم في الدماغ. لكن معظم حالات أم الدم في الدماغ ليست خطرة، وخاصةً إذا كانت صغيرة. لا تتمزّق معظم حالات أم الدم في الدماغ. وهي لا تسبب عادةً أي أعراض أو مشكلات صحية. في حالات كثيرة، تُكْتَشَف حالات أم الدم في الدماغ أثناء الاختبارات التي تجرى للكشف عن حالات مرَضية أخرى.

لكن سرعان ما تصبح أم الدم المتمزّقة مهددة للحياة، وتتطلب علاجاً طبياً عاجلاً.

إذا لم تتمزّق أم الدم في الدماغ، فقد يكون العلاج ملائماً في بعض الحالات. قد يقي علاج أم الدم غير المتمزّقة في الدماغ من تمزّقها في المستقبل.

الأعراض

تمدد الأوعية الدموية المتمزق

الصداع المفاجئ والشديد أحد الأعراض الرئيسية لتمدد الأوعية الدموية الممزق. وغالباً يصف الأشخاص هذا الصداع بأنه أسوأ صداع أصابهم على الإطلاق.

بالإضافة إلى الصداع الشديد، يمكن أن تشمل أعراض تمدد الأوعية الدموية الممزق:

  • الغثيان والقيء.
  • تيبس الرقبة.
  • ضبابية أو ازدواجية الرؤية.
  • الحساسية تجاه الضوء.
  • نوبات تشنجية.
  • تدلي الجفن.
  • فقدان الوعي.
  • الارتباك الذهني.

تمدد الأوعية الدموية "المسرِّب"

قد يؤدي تمدد الأوعية الدموية في بعض الحالات إلى تسرب كمية ضئيلة من الدم. وفي حال حدث ذلك، فغالباً يتبعه تمزق أكثر شدة. قد تحدث تسربات الدم قبل أيام أو أسابيع من حدوث تمزق.

يمكن أن تشمل أعراض تمدد الأوعية الدموية الدماغية:

  • صداع مفاجئ وشديد للغاية قد يستمر لعدة أيام وحتى أسبوعين.

تمدد الأوعية الدموية غير المتمزق

قد لا يُسبب تمدد الأوعية الدموية الدماغية غير الممزق ظهور أي أعراض، خاصةً إذا كان هذا التمدد صغيراً. لكن قد يضغط التمدد الأكبر حجماً للأوعية الدموية غير الممزق على الأنسجة والأعصاب الموجودة في الدماغ.

قد تتضمن أعراض تمدد الأوعية الدموية الدماغية غير الممزق ما يأتي:

  • الشعور بألم أعلى عين واحدة أو خلفها.
  • اتساع حدقة العين.
  • حدوث تغيُّر في الرؤية أو ازدواج الرؤية.
  • الإحساس بخَدَر في جانب واحد من الوجه.

الأسباب

يحدث تمدد الأوعية الدموية الدماغية نتيجة ترقق جدران الشرايين. وغالباً يتكون في التفريعات والتشعبات الموجودة في الشرايين؛ لأن تلك الأجزاء من الأوعية الدموية تكون أضعف. على الرغم من إمكانية حدوث تمدد الأوعية الدموية في أي مكان في الدماغ، فإنه يظهر بشكل أكثر شيوعاً في الشرايين الموجودة في قاعدة الدماغ.

المعالجة

الجراحة

يوجد خياران شائعان للعلاج لترميم تمدد الأوعية الدموية الدماغية الممزق. وقد يفكر الأطباء في هذه الإجراءات أحياناً لمعالجة تمدد الأوعية الدموية غير الممزق. ومع ذلك، قد تفوق المخاطر المعروفة الفوائد المحتملة للأشخاص المصابين ببعض حالات تمدد الأوعية الدموية غير الممزق.

تحويل التدفق

تحويل التدفق هو خيار علاجي حديث داخل الأوعية لعلاج تمدد الأوعية الدموية الدماغية. ويشمل الإجراء وضع دعامة في الوعاء الدموي لتحويل تدفق الدم بعيداً عن الأوعية المتمددة، وتسمى الدعامة الموضوعة محوِّل التدفق.

ومع انخفاض تدفق الدم إلى تمدد الأوعية الدموية، يقلّ خطر التمزق، ويجد الجسم فرصة للتعافي. تحفز الدعامة الجسم على صنع خلايا جديدة تسد تمدد الأوعية الدموية.

ربما يكون تحويل التدفق مفيداً بشكل خاص في حالات تمدد الأوعية الدموية الكبيرة التي لا يمكن علاجها بخيارات أخرى.

من المرجح أن يُحدد العلاج الموصى به بالتعاون بين جراح الأعصاب، أو اختصاصي الأشعة العصبية التدخلي وبين طبيب الأعصاب. يعتمد العلاج على حجم تمدد الأوعية الدموية في الدماغ وموقعه ومظهره العام. وقد يأخذون في الحسبان أيضاً عوامل مثل قابلية المريض للخضوع للإجراء الجراحي.

العلاجات الأخرى لحالات تمدد الأوعية الدموية الممزقة

تهدف طرق لعلاج حالات تمدد الأوعية الدموية الدماغية الممزق الأخرى إلى تخفيف الأعراض والسيطرة على المضاعفات.

  • مسكنات الألم مثل الأسيتامينوفين (Tylenol وغيره)، ويمكن استخدامها لعلاج آلام الصداع.

  • محصرات قنوات الكالسيوم التي تمنع دخول الكالسيوم إلى خلايا جدران الأوعية الدموية. ويمكن أن تقلل هذه الأدوية احتمالات حدوث أعراض نتيجة لتضيق الأوعية الدموية، الذي يُعرف بالتشنج الوعائي الذي قد يكون من مضاعفات تمدد الأوعية الدموية الممزق. أثبت أحد هذه الأدوية، نيموديبين (Nymalize) فعاليته في الحد من احتمالات حدوث إصابة الدماغ المتأخرة الناتجة عن عدم كفاية تدفق الدم، وقد تحدث هذه الإصابة بعد نزف تحت العنكبوتية الناتج عن تمزّق الأوعية الدموية.

  • أدوية توسيع الأوعية الدموية. يمكن إعطاء دواء لتوسيع الأوعية الدموية. ويمكن إعطاؤه من خلال أحد أوردة الذراع أو عن طريق قسطرة مباشرة في الشرايين التي تمد الدماغ بالدم. ويمكن أن يساعد هذا الإجراء على منع حدوث سكتة دماغية ما يسمح بتدفق الدم بحرية. يمكن كذلك توسيع الأوعية الدموية باستخدام الأدوية التي تُعرف بالموسعات الوعائية.

  • الرأب الوعائي. يهدف هذا الإجراء إلى توسيع الأوعية الدموية الضيقة في الدماغ نتيجة للتشنج الوعائي. ويمكن كذلك أن يساعد هذا الإجراء على منع حدوث سكتة دماغية.

  • ربما تُستخدم الأدوية المضادة لنوبات الصرع لعلاج نوبات الصرع المرتبطة بحالة تمدد الأوعية الدموية الممزق. ولا تُعطى هذه الأدوية عادةً إذا لم تحدث نوبة صرع.

  • قسطرة النزح البُطينية أو القَطنية والجراحة التحويلة، ويمكن أن يخفف هذا الإجراء ضغط السائل الدماغي النخاعي الزائد على الدماغ. فقد يتراكم السائل بعد حدوث تمدد الأوعية الدموية الممزق. يمكن عندئذ وضع قسطرة في الحيز الممتلئ بالسائل داخل الدماغ، أو في المنطقة المحيطة بالدماغ والحبل النخاعي. وتنزح هذه القسطرة السائل الزائد وتصرّفه في كيس خارجي. يُوضع نظام تحويلة أحياناً، ويتكون من أنبوب مطاطي مرن مصنوع من السيليكون وصمام يُنشئ قناة للتصريف. تبدأ قنوات التصريف من الدماغ، وتنتهي في تجويف البطن.

  • العلاج التأهيلي. قد يستدعي تلف الدماغ الناتج عن نزف تحت العنكبوتية علاجاً طبيعياً ومهنياً وعلاجاً للتخاطب لاكتساب المهارات من جديد.

علاج تمددات الأوعية الدموية الدماغية غير المتمزقة

يمكن استخدام مشبك جراحي أو وشائع داخل الأوعية أو محوّل تدفق لإغلاق الوعاء الدموي المتمدد غير الممزق في الدماغ. ويمكن أن يساعد ذلك على منع حدوث تمزق في المستقبل. ومع ذلك، فإن احتمال حدوث تمزق يكون منخفضاً للغاية في بعض حالات تمدد الأوعية الدموية غير الممزق. وفي هذه الحالات، قد تفوق المخاطر المعروفة للإجراءات فوائده المحتملة.

يمكن أن يساعد طبيب الأعصاب بالتعاون مع جراح أعصاب أو اختصاصي أشعة عصبية تدخلية على تحديد ما إذا كان المناسب للمريض، هو العلاج الجراحي أم العلاج داخل الأوعية.

من العوامل التي تجب مراعاتها عند تقديم توصيات بشأن العلاج:

  • حجم تمدد الأوعية الدموية وموقعه وشكله العام.
  • العمر والحالة الصحية العامة.
  • التاريخ العائلي للإصابة بتمدد الأوعية الدموية الممزق.
  • الحالات التي ولد بها المريض، وتزيد من احتمال الإصابة بتمدد الأوعية الدموية الممزق.

إذا كان الشخص مصاباً بارتفاع ضغط الدم، ينبغي استشارة الطبيب بشأن تناول دواء لعلاج هذه الحالة. ففي حال الإصابة بتمدد الأوعية الدموية الدماغية، يمكن أن تؤدي السيطرة على ضغط الدم إلى خفض احتمالات الإصابة بالتمزق.

بالإضافة إلى ذلك، إذا كان مدخناً للسجائر، ينبغي استشارة الطبيب بشأن استراتيجيات الإقلاع عن التدخين، فتدخين السجائر أحد عوامل الخطر المرتبطة بتكوُّن حالة تمدد الأوعية الدموية ونموها وتمزقها.

* هذا المحتوى من مايو كلينك

تصنيفات

قصص قد تهمك