قالت ورقة علمية جديدة نُشرت في دورية "نيتشر كانسر"، إن مجموعة معينة من الخلايا المناعية تلعب دوراً رئيسياً في خلق بيئة تسمح للخلايا السرطانية بالانتشار في أجزاء أخرى من الجسم.
وتعمل هذه الخلايا المناعية على تغيير سلوك الخلايا المناعية الأخرى في الجسم، مما يجعلها أقل فعالية في مهاجمة الخلايا السرطانية.
ونتيجة لذلك، تصبح البيئة المحيطة بالخلايا السرطانية، أقل ملاءمة لدفاعات الجسم الطبيعية، مما يسهل على الخلايا السرطانية البقاء على قيد الحياة والنمو دون التعرض للهجوم.
وتوضح الورقة، رؤى جديدة، بشأن دور عملية تُعرف باسم "كثرة الكريات الفاعلية"، في انتقال سرطان البنكرياس إلى الكبد.
وكثرة الكريات الفاعلية هي عملية تبتلع الخلايا وتزيل الخلايا والحطام الخلوي وغيرها من المواد غير المرغوب فيها، أو التالفة من الجسم.
وتلعب تلك العملية دوراً حاسماً في الحفاظ على توازن الأنسجة، ومنع الالتهاب ومنع إطلاق محتويات الخلايا الضارة المحتملة من الخلايا الميتة.
وأثناء تلك العملية، تهاجم الخلايا المتخصصة التي تسمى الخلايا البلعمية، الحطام الخلوي وتبتلعها، عبر ربط مستقبلات محددة على سطح الخلايا البالعة الموجودة على سطح الخلايا الميتة.
ويُصاب حوالي 50% من مرضى سرطان البنكرياس بسرطان الكبد النُقيلي؛ ولسوء الحظ، لا يوجد حالياً أي علاج فعال لهؤلاء المرضى.
وتمثل هذه الدراسة، خطوة مهمة إلى الأمام في فهم الآليات الكامنة وراء انتقال السرطان من البنكرياس للكبد، كما تجلب الأمل لتطوير علاجات فعالة للمرضى الذين يواجهون هذا المرض العدواني.
"نهج علاجي واعد"
وقد وجدت هذه الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة ليفربول، أن نقائل أورام البنكرياس، تظهر مستويات عالية من تلك الخلايا البلعمية المثبطة للمناعة.
كما اكتشفوا أن حجب مسار عملية "كثرة الكريات الفاعلية" خلال المرحلة المبكرة من ورم البنكرياس الخبيث، منع هذا النشاط المثبط للمناعة في البلعوم، واستعاد تنشيط الخلايا التائية وقلل عبء الورم النقيلي.
ويؤكد البحث، أن استهداف هذا النوع المحدد من الخلايا المناعية، أو التدخل في وظائفها المثبطة للمناعة؛ يمكن أن يكون بمثابة "نهج علاجي واعد" للمرضى الذين يعانون من سرطان البنكرياس النقيلي.
وبحسب الباحثين؛ فإذا تمكنا من إيجاد طريقة لوقف هذه الخلايا المناعية المحددة من العمل، أو منعها من جعل البيئة المحيطة بالخلايا السرطانية أقل ملاءمة، فقد يكون ذلك علاجاً مفيداً للأشخاص المصابين بسرطان البنكرياس النقيلي.
ومن خلال القيام بذلك، قد نسهل على جهاز المناعة في الجسم، التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها، مما قد يؤدي إلى تحسين النتائج للمرضى.