يسبب تلف أعضاء الجسم وأنسجته.. ما هو الالتهاب الوعائي؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
ممرضة تجري اختبار دم لمريض في مستشفى في بلدية سان كلو غربي باريس. 20 يوليو 2022 - AFP
ممرضة تجري اختبار دم لمريض في مستشفى في بلدية سان كلو غربي باريس. 20 يوليو 2022 - AFP
بالتعاون مع "مايو كلينك" -الشرق

الالتهاب الوعائي مرض تتعرض فيه الأوعية الدموية للالتهاب. يمكن أن يسبب الالتهاب زيادة سُمك جدران الأوعية الدموية، ما يقلل اتساع الممر خلال الوعاء. وفي حال وجود قصور في تدفق الدم، فإنه قد يؤدي إلى تلف أحد أعضاء الجسم وأنسجته.

هناك العديد من أنواع الالتهاب الوعائي، ومعظمها نادر. قد يصيب الالتهاب الوعائي عضواً واحداً فقط أو أكثر من عضو. ويمكن أن تكون الحالة قصيرة الأجل أو طويلة المدى.

يمكن أن يصيب الالتهاب الوعائي أي شخص على الرغم من أن بعض الأنواع أكثر شيوعاً بين فئات عمرية معينة. بناءً على النوع الذي يصاب به الشخص، قد تتحسن الحالة من دون استخدام العلاج. لكن معظم الأنواع تحتاج أدوية للسيطرة على الالتهاب ونوبات اشتداد الأعراض.

الأعراض

تشمل مؤشرات المرض والأعراض العامة لمعظم أنواع التهاب الأوعية الدموية:

  • الحمى
  • الصداع
  • الإرهاق
  • فقدان الوزن
  • الأوجاع والآلام العامة

ترتبط مؤشرات المرض والأعراض الأخرى بأعضاء الجسم المصاب مثل:

  • الجهاز الهضمي. إذا أصيبت المعدة أو الأمعاء، فقد يشعر المريض بالألم بعد تناول الطعام. يمكن كذلك التعرض للقُرح والثقوب، وقد تؤدي إلى وجود دم في البراز.
  • الأذنان. قد تحدث دوخة وطنين في الأذنين وفقدان سمع مفاجئ.
  • العينان. قد يسبب التهاب الأوعية الدموية احمراراً في العينين وشعوراً بالحكة أو الحرق فيهما. يمكن أن يتسبب التهاب الشريان ذي الخلايا العملاقة في ازدواج الرؤية والعمى المؤقت أو الدائم في إحدى العينين أو كلتيهما. وتكون هذه أحياناً العلامة الأولى للمرض.
  • اليدان أو القدمان. قد تؤدي بعض أنواع التهاب الأوعية الدموية إلى الخدر أو الضعف في إحدى اليدين أو القدمين. وقد تنتفخ راحتا اليدين أو الأجزاء السفلى من القدمين أو تتصلب.
  • الرئتان. قد يتعرض المريض لضيق النفَس أو حتى يُخرج دماً عند السعال إذا أصاب التهاب الأوعية الدموية الرئتين.
  • الجلد. يمكن أن يظهر نزيف تحت الجلد على شكل بقع حمراء. قد يتسبب أيضاً التهاب الأوعية الدموية في تكتلات أو تقرحات مفتوحة على البشرة.

الأسباب

السبب الرئيسي لحدوث الالتهاب الوعائي غير معروف بعد. تكون بعض الحالات مرتبطة بالتكوين الجيني للشخص. وبعضها الآخر يحدُث نتيجة مهاجمة جهاز المناعة خلايا الأوعية الدموية عن طريق الخطأ. تتضمن الأسباب المحتملة لرد فعل الجهاز المناعي هذا ما يلي:

  • الإصابة بالعدوى، مثل التهاب الكبد B والتهاب الكبد C
  • سرطانات الدم
  • الإصابة بأمراض الجهاز المناعي، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة وتصلب الجلد
  • تفاعلات تحسسية تجاه بعض الأدوية

التشخيص

من المحتمل أن يبدأ الطبيب بالاطلاع على التاريخ الطبي وإجراء فحص جسدي. وقد يطلب الطبيب الخضوع لفحص وإجراء تشخيصي واحد أو أكثر لاستبعاد الحالات الأخرى التي تشبه الالتهاب الوعائي أو تشخيص الالتهاب الوعائي. تتضمن الفحوصات والإجراءات الطبية ما يلي:

  • فحوصات الدم. تُجرى هذه الفحوصات للكشف عن علامات التهاب، مثل المستوى المرتفع للبروتين المتفاعل C. ويمكن أن يوضح فحص تعداد خلايا الدم الحمراء الكامل ما إذا كانت خلايا الدم الحمراء لدى المريض كافية أم لا. يمكن أن تساعد فحوصات الدم التي تُجرى للكشف عن أجسام مضادة، مثل فحص الأجسام المضادة الهيولية المضادة للعدلات، على تشخيص الالتهاب الوعائي.

  • الفحوصات التصويرية. يمكن أن تساعد تقنيات التصوير الطبي غير المتوغلة (اللا جراحية) على تحديد الأوعية الدموية والأعضاء المصابة. كما يمكن أن تساعد الطبيب على مراقبة ما إذا كانت الحالة تستجيب للعلاج أم لا. وتشمل فحوصات التصوير التي تُجرى للكشف عن الالتهاب الوعائي ما يلي: الأشعة السينية والتصوير بالموجات فوق الصوتية والتصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.

  • تصوير الأوعية الدموية بالأشعة السينية. أثناء هذا الإجراء، يُدخل الطبيب أنبوب قسطرة مرناً، يشبه الماصة الرفيعة، داخل شريان أو وريد كبير. ثم تُحقن صبغة خاصة في القسطرة، وتُلتقط الأشعة السينية أثناء اندفاع الصبغة داخل الشريان أو الوريد. تظهر حفاف الأوعية الدموية في الأشعة السينية الناتجة.

  • الخزعة. هذه عملية جراحية يأخذ فيها الطبيب عيِّنة صغيرة من نسيج المنطقة المصابة في الجسم. ثم يفحص الطبيب هذه الأنسجة للكشف عن الالتهاب الوعائي.

المعالجة

يركز العلاج على التحكم في الالتهاب والتعامل مع أي حالات كامنة قد تثير الالتهاب الوعائي.

الأدوية

يُعد دواء كورتيكوسترويدات كالبريدنيزون أكثر أنواع الأدوية شيوعاً التي يصرفها الطبيب للسيطرة على الالتهابات التي ترتبط بالالتهاب الوعائي.

وقد تكون الآثار الجانبية لدواء كورتيكوسترويدات حادة، خاصةً عند تناوله لفترة طويلة. وتتضمن الآثار الجانبية المحتملة لدواء كورتيكوسترويدات زيادة الوزن وداء السكري وضعف العظام. وإذا كان المريض بحاجة إلى العلاج بدواء كورتيكوسترويدات لفترة طويلة، فمن المتوقع أن يتناول أقل جرعة محتملة.

قد تُصرف أدوية أخرى مع دواء الكورتيكوستيرويدات للسيطرة على الالتهاب حتى تخفف جرعة دواء كورتيكوسترويدات بالتدريج وبشكل أسرع. إذ يعتمد الدواء المستخدم على نوع الالتهاب الوعائي الموجود. وقد تتضمن هذه الأدوية الميثوتريكسات (Trexall) أو أزاثيوبرين (Imuran وAzasan) أو وميكوفينولات (CellCept) أو السيكلوفوسفاميد أو توسيليزوماب (Actemra) أو ريتوكسيماب (Rituxan).

إذ تعتمد الأدوية المحددة التي سيحتاج إليها المريض على نوع الالتهاب الوعائي وشدته والأعضاء المتأثرة والمشكلات الطبية الأخرى.

الجراحة

في بعض الأحيان، يتسبب الالتهاب الوعائي في تكوّن انتفاخ يشبه البالون (تمدد الأوعية الدموية) في جدار وعاء دموي. قد يحتاج هذا الانتفاخ إلى الجراحة للحد من خطر تمزقه. وقد تتطلب الشرايين المسدودة أيضاً تدخلاً جراحياً لاستعادة تدفق الدم إلى المنطقة المصابة.

هذا المحتوى من مايو كلينك*

تصنيفات

قصص قد تهمك