الأعراض تظهر بعد أسابيع أو أشهر.. ما هي متلازمة دريسلر؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
طفل يخضع لفحص القلب بالموجات الصوتية في معهد القلب بمدينة هو تشي منه جنوب شرق فيتنام. 26 يوليو 2017 - AFP
طفل يخضع لفحص القلب بالموجات الصوتية في معهد القلب بمدينة هو تشي منه جنوب شرق فيتنام. 26 يوليو 2017 - AFP
بالتعاون مع مايو كلينك -الشرق

"متلازمة دريسلر" هي التهاب يصيب الغشاء المحيط بالقلب (التهاب التأمور). ويعتقد أنها تحدث نتيجة لرد فعل الجهاز المناعي عند حدوث ضرر بأنسجة القلب أو ضرر بالغشاء المحيط بالقلب (التأمور). ويمكن أن ينتج الضرر عن نوبة قلبية أو جراحة أو إصابة جسدية. وتشمل الأعراض ألماً في الصدر يشبه آلام الصدر الناتجة عن النوبة القلبية.

قد تُسمى متلازمة دريسلر أيضاً بالمتلازمة التالية لاحتشاء عضلة القلب، والمتلازمة التالية لالتهاب التأمور الرضحي، ومتلازمة ما بعد إصابة القلب، والمتلازمة التالية لبَضع التأمور.

الأعراض

الأعراض من المحتمل أن تظهر بعد أسابيع إلى أشهر من الإصابة بنوبة قلبية أو إجراء عملية جراحية أو إصابة في الصدر. وقد تشمل الأعراض ما يلي:

  • ألم الصدر.
  • الحمى.

الأسباب

يعتقد الخبراء أن متلازمة دريسلر ناتجة عن استجابة الجهاز المناعي لتلف القلب. يتفاعل الجسم مع الأنسجة المصابة عن طريق إرسال خلايا وبروتينات المناعة (الأجسام المضادة) لتنظيف المنطقة المصابة وترميمها. وفي بعض الأحيان، تسبب هذه الاستجابة التهاباً في التأمور.

قد تحدث متلازمة دريسلر بعد الخضوع لجراحات أو إجراءات معينة في القلب.

المضاعفات

قد تؤدي استجابة الجهاز المناعي التي تسبب متلازمة دريسلر أيضاً إلى تراكم السوائل في الأغشية المحيطة بالرئتين (الانصباب الجنبي).

في حالات نادرة، يمكن أن تسبب متلازمة دريسلر مضاعفات أكثر خطورة، من بينها ما يلي:

  • الاندحاس القلبي. قد يؤدي التهاب التأمور إلى تراكم السوائل في الكيس (الانصباب التأموري). ويمكن للسوائل أن تضغط على القلب، ما يدفعه إلى بذل جهد أكبر ويقلل قدرته على ضخ الدم بكفاءة.

  • التهاب التأمور المُضيِّق. قد يؤدي الالتهاب المتكرر أو المزمن إلى أن يصبح التأمور سميكاً أو متندباً. ويمكن أن يقلل التندب قدرة القلب على ضخ الدم.

الوقاية

تشير بعض الدراسات إلى أن تناول دواء كولشيسين المضاد للالتهابات (Colcrys وGloperba وMitgare) قبل جراحة القلب قد يساعد على الوقاية من متلازمة دريسلر.

التشخيص

يُجري الطبيب فحصاً بدنياً شاملاً، يستمع فيه إلى نبض القلب باستخدام السماعة الطبية. وقد يصدر صوت، يسمى الاحتكاك التأموري، عندما يكون التأمور ملتهباً أو عند تجمع السوائل حول القلب.

وتتضمن الفحوص التي يمكن أن تساعد على تشخيص متلازمة دريسلر ما يلي:

  • تعداد الدم الكامل. يزداد عدد خلايا الدم البيضاء لدى معظم المصابين بمتلازمة دريسلر.
  • تحاليل الدم لقياس مدى الالتهاب. يمكن أن يشير ارتفاع مستوى البروتين المتفاعل C وزيادة سرعة التثفّل إلى التهاب يرتبط بمتلازمة دريسلر.
  • تخطيط كهربية القلب. يسجل هذا الاختبار السريع غير المؤلم الإشارات الكهربائية في القلب عن طريق أسلاك تلصق بالجلد. ويمكن أن تشير بعض التغيرات في الإشارات الكهربائية إلى وجود ضغط على القلب. لكن قد تطرأ هذه التغيرات بعد جراحة القلب، ولذا تصبح نتائج الفحوص الأخرى ضرورية لتشخيص متلازمة دريسلر.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية. يمكن أن يساعد تصوير الصدر بالأشعة السينية على الكشف عن وجود سوائل حول القلب أو الرئتين. ويمكن أن يساعد أيضاً على استبعاد الأسباب الأخرى لوجود السوائل، مثل التهاب الرئة.
  • مخطط صدى القلب. تلتقط الموجات الصوتية صورة للقلب يمكن أن توضح ما إذا كان هناك تجمع لسائل حوله أم لا.
  • تصوير القلب بالرنين المغناطيسي. يستخدم هذا الاختبار موجات صوتية لتكوين صور ثابتة أو متحركة لطريقة تدفق الدم عبر القلب. ويمكن أن يُظهر هذا الاختبار سُمك التأمور.

المعالجة

يهدف علاج متلازمة دريسلر إلى تسكين الآلام وتقليل الالتهاب. وقد يشمل العلاج الأدوية، والخضوع لعملية جراحية في حال حدوث مضاعفات.

الأدوية

يمكن علاج متلازمة دريسلر في الأساس عن طريق تناول الأدوية التي تخفف الالتهابات، وتتضمن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل:

  • الأسبرين.
  • الأيبوبروفين (Advil، و Motrin IB، وغيرهما).
  • كولشيسين (Colcrys، و Gloperba، و Mitgare).

إذا حدثت إصابة بمتلازمة دريسلر بعد نوبة قلبية، فعادةً ما يُفضل الأسبرين على مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الأخرى.

قد يلزم أيضاً تناول الإندوميثاسين.

إذا لم تقدم هذه الأدوية أي فائدة، فقد تكون الخطوة التالية هي تناول الكورتيكوستيرويدات. ويمكن أن تساعد مثبطات الجهاز المناعي شديدة الفعالية هذه على التخفيف من الالتهابات المرتبطة بمتلازمة دريسلر.

ولكن يمكن أن تسبب الكورتيكوستيرويدات آثاراً جانبية شديدة، كما قد تعيق تعافي أنسجة القلب المتضررة بعد التعرض لنوبة قلبية أو جراحة في القلب. لهذه الأسباب، لا يلجأ الأطباء عادةً إلى استخدام الكورتيكوستيرويدات، إلا إذا لم يُجدِ استخدام العلاجات الأخرى نفعاً.

علاج المضاعفات

قد تتطلب مضاعفات متلازمة دريسلر علاجات أكثر توغلاً مثل:

  • بزل السوائل الزائدة. في حال الإصابة باندحاس قلبي، قد يكون العلاج هو إجراء (بزل التأمور) تُستخدم فيه إبرة أو أنبوب صغير (أنبوب قسطرة) لإخراج السوائل الزائدة. ويُنفذ هذا الإجراء عادة باستخدام مخدر موضعي.
  • استئصال التأمور. في حال الإصابة بالتهاب في التأمور المُضيق، قد يتضمن العلاج إجراء جراحة لاستئصال التأمور.

هذا المحتوى من مايو كلينك

تصنيفات

قصص قد تهمك