يشبه شلل الأطفال.. نصائح للوقاية من التهاب النخاع الرخو الحاد

time reading iconدقائق القراءة - 5
فتاة رفقة والدتها قبل إجراء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي في مستشفى قرب ليون شرق فرنسا. 14 ديسمبر 2012 - AFP
فتاة رفقة والدتها قبل إجراء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي في مستشفى قرب ليون شرق فرنسا. 14 ديسمبر 2012 - AFP
بالتعاون مع "مايو كلينك" -الشرق

التهاب النخاع الرخو الحاد هو حالة مرضية نادرة؛ لكنها حالة خطيرة تؤثر على الحبل النخاعي. قد ينتج عن هذه الحالة وهن مفاجئ في الذراعين أو الساقين وخلل التوتر العضلي وضعف المنعكسات (ضعف أو بطء في ردود الأفعال اللاإرادية). وتُصيب هذه الحالة المرضية الأطفال الصغار بالأخص.

تؤدي الإصابة بعدوى فيروسية قبل أسبوع إلى أربعة أسابيع تقريباً من ظهور أعراض التهاب النخاع الرخو الحاد إلى شعور معظم الأطفال بألم خفيف في الجهاز التنفسي أو بالحُمَّى.

في حال ظهور أعراض التهاب النخاع الرخو الحاد، ينبغي طلب رعاية طبية فورية. فقد تتفاقم الأعراض بسرعة. وفي هذه الحالة، يكون هناك ضرورة لدخول المستشفى، وأحياناً يلزم استخدام جهاز التنفس الصناعي كشكل من أشكال التنفس المساعد.

منذ أن بدأ الخبراء في تتبع التهاب النخاع الرخو الحاد عقب ظهور العناقيد والتجمعات الأولية له في عام 2014، تفشى المرض بين عامي 2016 و2018 في الولايات المتحدة. وفي الغالب، تحدث حالات التفشي بين شهري أغسطس، ونوفمبر.

الأعراض

تتضمن العلامات والأعراض الأكثر شيوعاً لالتهاب النخاع الرخو الحاد ما يلي:

  • ضعف مفاجئ في الذراع أو الساق.
  • فقدان مفاجئ للتوتر العضلي.
  • فقدان مفاجئ لردود الأفعال اللاإرادية.
    تشمل العلامات والأعراض المحتملة الأخرى ما يلي:
  • صعوبة في تحريك العينين أو ارتخاء الجفون.
  • تدلي أو ضعف في الوجه.
  • صعوبة في البلع أو تداخل الكلام.
  • ألم في الذراعين أو الساقين أو الرقبة أو الظهر.
    وقد تشمل الأعراض غير الشائعة:
  • النَّمَل أو النَّخز.
  • عدم القدرة على التبول.

أما الأعراض الشديدة فتشمل الفشل التنفسي، بسبب ضعف العضلات المُستخدمة في التنفس. ومن الممكن أيضاً حدوث تغيرات في درجة حرارة الجسم تهدد الحياة، بالإضافة إلى عدم استقرار ضغط الدم.

الأسباب

قد يكون سبب التهاب النخاع الرخو الحاد، الإصابة بنوع من الفيروسات يُعرف باسم الفيروس المعوي. وتعد أمراض الجهاز التنفسي والحمى، من الفيروسات المعوية الشائعة التي تصيب الأطفال على وجه الخصوص. وأغلب الناس يتعافون منها. ولا يتضح السبب الذي يجعل بعض الأشخاص المصابين بالفيروس المعوي يُصابون بالتهاب النخاع الرخو الحاد.

تنتشر العديد من الفيروسات، ومن بينها الفيروسات المعوية، في الولايات المتحدة عادةً بين شهري أغسطس ونوفمبر. ويتزامن هذا مع تفشي التهاب النخاع الرخو الحاد.

يمكن أن تشبه أعراض التهاب النخاع الرخو الحاد، أعراض مرض البوليو (شلل الأطفال) الفيروسي. ولكن لم يكن الفيروس السنجابي (فيروس البوليو المسبب لشلل الأطفال) سبباً في أي من حالات التهاب النخاع الرخو الحاد في الولايات المتحدة.

الوقاية

لا توجد طريقة محددة للوقاية من التهاب النخاع الرخو الحاد. ومع ذلك، يمكن أن تساعد الوقاية من العدوى الفيروسية في تقليل خطر الإصابة بهذا الالتهاب.

ينبغي اتخاذ الخطوات التالية للحماية من الإصابة بعدوى فيروسية أو نقلها إلى الغير:

  • غسل اليدين مراراً وتكراراً بالماء والصابون.
  • تجنب لمس الوجه بأيدٍ غير مغسولة.
  • تجنَّب المخالطة اللصيقة للمصابين بالمرض.
  • تنظّيِف الأسطح التي يكثر لمسها بصورة متكررة وعقِّمها.
  • تغطِّية الأنف والفم عند السعال والعطس بمنديل ورقي أو بالمرفق.
  • ترك الأطفال المرضى في المنزل.

التشخيص

لتشخيص التهاب النخاع الرخو الحاد، يبدأ الطبيب بمطالعة التاريخ الطبي الدقيق ويجري فحصاً جسدياً شاملاً. قد يُوصي الطبيب بما يلي:

  • فحص الجهاز العصبي. يفحص الطبيب أماكن معينة في الجسم، والتي تشعر فيها الأم أو طفلها بالضعف والتوتر العضلي الضعيف والمنعكسات المنخفضة (قلة الاستجابة).

  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI). يسمح اختبار التصوير هذا للطبيب بفحص الدماغ والحبل النخاعي.

  • فحوصات مختبرية. قد يأخذ الطبيب عينات من السائل الموجود حول الدماغ والحبل النخاعي (السائل النخاعي)، والسائل التنفسي، والدم، والبراز لإجراء فحوصات مختبرية عليها.

  • فحص الأعصاب. ويمكن أن يكشف فحص الأعصاب عن مدى سرعة تحرك النبضات الكهربية السارية عبر أعصاب الطفل، واستجابة عضلاته للرسائل المنبعثة من الأعصاب.

قد يكون من الصعب تشخيص التهاب النخاع الرخو الحاد لأنه يشترك في العديد من الأعراض مع الأمراض العصبية الأخرى، مثل متلازمة "جيَّان باريه". يمكن أن تساعد هذه الاختبارات في تمييز التهاب النخاع الرخو الحاد عن الحالات الأخرى.

العلاج

لا يوجد حالياً علاج محدد لالتهاب النخاع الرخو الحاد. ويركز العلاج على السيطرة على الأعراض.

ربما يوصي الطبيب المتخصص في علاج أمراض الدماغ والحبل النخاعي (طبيب الأعصاب) بالعلاج الطبيعي أو المهني  في علاج ضعف الذراع أو الساق. إذا بدأ العلاج الطبيعي خلال المرحلة الأوليّة من المرض، فقد يحسِّن التعافي على المدى الطويل.

وربما يوصي الطبيب أيضاً بالعلاج بالجلوبولين المناعي الذي يحتوي على أجسام مضادة صحية من متبرعين أصحاء، أو أدوية تخفف من حدة الالتهاب بالجسم (الكورتيكوستيرويدات)، أو أدوية مضادة للفيروسات. أو قد يوصي الطبيب بعلاج يزيل ويستبدل بلازما الدم (تبادل البلازما). ومع ذلك، لم يظهر بعدُ ما إذا كانت هذه العلاجات لها فوائد أم لا.

في بعض الأحيان، تُجرى جراحات نقل العضلات والأعصاب لتحسين وظائف الأطراف.

تصنيفات

قصص قد تهمك