متلازمة زولينجَر إليسون، هي حالة مرَضية نادرة ينمو فيها ورم واحد أو أكثر في البنكرياس أو الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة.
وتُعرَف الأورام باسم الأورام الجاسترينية، إذ تفرز كميات كبيرة من هرمون الجاسترين، ما يؤدي إلى الإصابة بقرحات هضمية، كما يمكن أن يسبب ارتفاع مستويات هرمون الجاسترين أيضاً الإسهال وآلام البطن وأعراضاً أخرى.
وقد تحدث الإصابة بمتلازمة زولينجَر إليسون في أي عمر، ومع ذلك، عادةً ما يكتشف المرضى إصابتهم بها بين 20 و60 عاماً. ويتمثل العلاج المعتاد في أخذ أدوية تقلِّل من إفراز الحمض المَعِدي وتساعد على الشفاء من القُرَح، وقد يحتاج بعض المرضى إلى استئصال الأورام.
الأعراض
- ألم المعدة.
- الإسهال.
- التجشؤ.
- فقدان الشهية.
- الغثيان والقيء.
- حرقة أو ألم أو تقلص في أعلى البطن.
- ارتجاع الحمض وحرقة المعدة.
- نزيف في السبيل الهضمي.
- فقدان الوزن دون تعمد ذلك.
الأسباب
السبب الدقيق لمتلازمة زولينجَر إليسون، ليس معروفاً، لكن غالباً ما يكون لنمط الأحداث في هذه المتلازمة نفس التسلسل.
تبدأ المتلازمة بتكوُّن ورم واحد أو أكثر في البنكرياس أو جزء من الأمعاء الدقيقة، يسمى الاثنا عشر (جزء من الجسم متصل بالمعدة) وقد تتكون الأورام أحياناً في مناطق أخرى، مثل العُقَد اللمفية المجاورة للبنكرياس.
ويقع البنكرياس في الجزء الخلفي السفلي للمعدة ومهمته إفراز الإنزيمات اللازمة لهضم الطعام، كما يفرز البنكرياس العديد من الهرمونات، بما في ذلك الأنسولين الذي يساعد على التحكم في نسبة السكر بالدم، المعروف باسم الجلوكوز.
وتمتزج العصارات الهضمية الناتجة عن البنكرياس والكبد والمرارة في الاثنا عشر، وهذا هو المكان الذي يحدث فيه معظم عملية الهضم.
وتتكون الأورام المصاحبة لمتلازمة زولينجَر إليسون، من خلايا تفرز كميات كبيرة من هرمون الجاسترين، لهذا السبب يشار إليها أحياناً باسم الأورام الجاسترينية.
وتُسبب زيادة الجاسترين في المعدة في أن تُفرز كمية كبيرة جداً من الحمض، ويؤدي زيادته إلى الإصابة بقرحة هضمية، وأحياناً إلى الإسهال.
وغالباً ما تكون الأورام سرطانية، فضلاً عن تسببها في إفراز الحمض بشكل زائد، ورغم نمو الأورام ببطء عادةً، يمكن أن ينتشر السرطان في مكان آخر، وغالباً ما يكون ذلك في العُقَد اللمفية القريبة أو الكبد.
الارتباط بالورم الصماوي المُتعدد من النوع 1
قد تحدث متلازمة زولينجر إليسون، بسبب حالة وراثية تُسمى تكوّن الأورام الصماوية المتعددة من النوع 1، إذ يكون الأشخاص المصابون بتكوّن الأورام الصماوية المتعددة من النوع 1 مصابين أيضاً بأورام في الغدد الجار درقية. وقد يصابون بأورام في الغدة النخامية أيضاً.
وحوالي 25% من الأشخاص المصابين بأورام جاسترينية يُصابون بها كجزء من تكوّن الأورام الصماوية المتعددة من النوع 1، كما قد يُصابون بأورام في البنكرياس وأعضاء أخرى.
العلاج
علاج الورم
يتطلب الإجراء الطبي لاستئصال الأورام الجاسترينية جراحاً ماهراً، لأن هذه الأورام تكون صغيرة الحجم ويصعُب تحديد مكانها. وفي حال الإصابة بورم واحد فقط، يمكن للطبيب استئصاله جراحياً، غير أن الجراحة قد لا تكون خياراً ممكناً في حال الإصابة بعدة أورام أو انتشارها إلى الكبد.
استئصال أكبر قدر ممكن من الورم الكبدي، وهو إجراء طبي يسمى إزالة التكتل الورمي، أو محاولة تدمير الورم عن طريق وقف إمداده بالدم، وهو إجراء طبي يسمى الإصمام.
استخدام الحرارة لتدمير الخلايا السرطانية بإجراء طبي يسمى الاستئصال بالترددات الراديوية، كما يمكن حقن الورم بالأدوية لتخفيف أعراض السرطان، إضافة لاستخدام العلاج الكيميائي لإبطاء نمو الورم.
علاج زيادة الحمض
من الممكن السيطرة على فرط إفراز الحمض بشكل دائم تقريباً وعادة ما يكون الخيار العلاجي الأول هو الأدوية المعروفة باسم مثبطات مضخة البروتون. وتتميز هذه الأدوية بفعاليتها في السيطرة على إفراز الحمض في حالات الإصابة بمتلازمة زولينجر إليسون.
استخدام مثبطات مضخة البروتون وهي أدوية فعالة في تقليل إفراز الحمض، إذ تعمل هذه الأدوية على منع مفعول المضخات الصغيرة الموجودة داخل الخلايا التي تفرز الحمض.