الاقتصاد نقطة قوة لترمب في المناظرة وهاريس أمام تحدي الابتعاد عن بايدن

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة مركبة للمرشح الرئاسي الجمهوري والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ومنافسته الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس - reuters
صورة مركبة للمرشح الرئاسي الجمهوري والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ومنافسته الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس - reuters
دبي-الشرق

يتواجه المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس مساء الثلاثاء، في مناظرة مشوبة بالمخاطر، وذلك قبل أقل من شهرين من يوم الانتخابات، فيما يحتل الاقتصاد المرتبة الأولى ضمن اهتمامات الناخبين.

وباستثناءات قليلة، تظهر استطلاعات الرأي عادة أن الناخبين يفضلون ترمب على هاريس في قضايا الاقتصاد، على الرغم من أنها ضيقت الفجوة التي كان ترمب يتفوق فيها على الرئيس جو بايدن قبل انسحابه من السباق في 21 يوليو.

ويتماشى التفضيل مع تفوق الجمهوريين بـ14 نقطة على الديمقراطيين في مسألة الحفاظ على رفاهية البلاد، وفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة جالوب العام الماضي، مما يمنح الجمهوريين أكبر هامش لهم في هذه القضية منذ بدء استطلاعات الرأي بشأن هذا السؤال في عام 1991، وفق شبكة ABC.

وقالت ABC إن ترمب يمكن أن يستفيد من تقدمه في قضايا الاقتصاد خلال هذه المناظرة على حساب هاريس، مشيرة إلى أن توجيه الاتهامات الشخصية وتقديم ادعاءات كاذبة والانحراف عن رسالة حملته "يمكن أن يهدد مكاسب المرشح الجمهوري".

"إرث بايدن"

كما هو الحال مع القضايا الأخرى، يقدم الاقتصاد لهاريس خياراً رئيسياً بشأن مقدار تبني سجل بايدن ومدى إبعاد نفسها عنه، كما نقلت شبكة ABC.

وأضافت الشبكة الأميركية أن هاريس قد تسعى إلى فصل نفسها عن إرث بايدن، لأن العديد من الأميركيين لا يوافقون على تعامل الرئيس مع الاقتصاد، وذلك من خلال الاعتراف بـ"الألم المالي" الذي يعاني منه الأميركيين وتقديم مقترحات سياسية لمعالجته.

وترجع القوة النسبية لترمب في هذه القضية جزئياً إلى تدهور رؤية المستهلكين للاقتصاد منذ تركه منصبه.

ووفقاً لمسح أجرته جامعة ميشيجان، سجلت معنويات المستهلكين نحو 68 نقطة في الشهر الماضي. ويشير هذا الرقم إلى تحسن من أدنى مستوى تم الوصول إليه في عام 2022، لكن العلامة تظل أقل بكثير من مستوى 80 الذي سجله ترمب في آخر شهر كامل له في منصبه و101 نقطة تم تحقيقها قبل فيروس كورونا.

وقال مات جروسمان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية ميشيجان الذي يدرس دور الأداء الاقتصادي في السياسة الانتخابية: "الديناميكية الرئيسية هي أن هاريس تحاول اختيار جوانب سجل بايدن التي تريد تسليط الضوء عليها، وتجنب المسؤولية عن الأشياء التي يريد الناس إلقاء اللوم فيها على بايدن".

التضخم

يمثل التضخم أحد أكثر المواضيع المثيرة للجدل في الولايات المتحدة، وقد يكتسب أهمية قصوى خلال حديث المنافسين عن الحالة الاقتصادية، وفق شبكة ABC.

وفي حين تباطأت زيادات الأسعار بشكل كبير من ذروتها التي بلغتها في يونيو 2022، يظل التضخم أعلى بنحو نقطة مئوية من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%. والأكثر من ذلك، منذ أن تولى بايدن منصبه، ارتفعت أسعار المستهلكين بأكثر من 20%، وفقاً لبيانات مكتب إحصاءات العمل الأميركي.

وقال ستيفن روتش، الزميل البارز في مركز بول تساي الصين في كلية الحقوق بجامعة ييل، لشبكة ABC News: "من بين جميع القضايا الاقتصادية، فإن التضخم هو الأقوى لدى ترمب".

وأضاف روتش: "انخفض معدل التضخم بشكل أسرع بكثير مما توقعه معظم الناس. المشكلة هي أن مستوى الأسعار لا يزال مرتفعاً بشكل غير مقبول".

والشهر الماضي، كشفت هاريس عن مقترحات تهدف إلى تخفيف التضخم من خلال استهداف أسعار البقالة والإسكان والأدوية. وتشمل الخطط مقترحات لافتة للنظر مثل حظر رفع أسعار البقالة ودعم بقيمة 25 ألف دولار لمشتري المنازل لأول مرة.

مقترحات ضريبية

وطرح كلا المرشحين عدة مقترحات بشأن نهجهما تجاه الضرائب. وقال ترمب إنه سيجدد تدبيره المميز لخفض الضرائب، بينما تعهد بإلغاء الضرائب على الإكراميات وفوائد الضمان الاجتماعي.

من جانبها، قالت هاريس إنها ستلغي أيضاً الضرائب على الإكراميات، بينما وعدت برفض تجديد قانون الضرائب لترمب وزيادة الضرائب على الشركات. كما اقترحت ضريبة بنسبة 28% على مكاسب رأس المال طويلة الأجل، والتي تقل كثيراً عن معدل الضريبة البالغ 39.6% لمثل هذا الدخل الذي طرحه بايدن.

الإجهاض

وقالت شبكة CNN إن المناظرة ستوفر منصة لهاريس للحديث عن تكلفة المعيشة وحقوق الإنجاب والإجهاض، والأخير هو مكان قوة واضح، إذ أن موقفها أكثر شعبية بكثير من موقف ترمب وقدرتها على التحدث عنه أقوى بكثير من بايدن. كما أنها تتناسب بشكل جيد مع رسالة أوسع بشأن الحريات الشخصية.

ويواجه ترمب تحدياً أساسياً بشأن الإجهاض، إذ تفاخر بتعيين ثلاثة من قضاة المحكمة العليا الستة الذين صوتوا في عام 2022 لإلغاء قضية رو ضد وايد، وإنهاء الحماية الفيدرالية للإجهاض. وأعلن ذات مرة: "أنا فخور بفعل ذلك".

وعرض الرئيس السابق مجموعة متنوعة من المواقف والآراء بشأن هذه القضية، وكان أكثرها ثباتاً هو أن سياسة الإجهاض يجب أن تحددها الولايات. وعندما سُئل عن سياسات الولايات التي يدعمها، فشل ترمب في تقديم إجابة واضحة.

هاريس وحرب غزة

وفي سياق آخر، أشارت شبكة CNN أن هاريس لم تكن واضحة بشأن خطتها للشرق الأوسط، نظراً للتحالف الديمقراطي المتنوع والهش الذي تحتاج إلى الحفاظ عليه.

وفي خطابها أمام المؤتمر، دافعت هاريس عن إسرائيل، إلى جانب إنشاء دولة فلسطينية مجاورة، وتوفير الأمن لكلا الطرفين. ويقول المنتقدون إن موقفها غير واضح.

تصنيفات

قصص قد تهمك