حثت الولايات المتحدة، الأربعاء، إسرائيل على إعادة النظر في "قواعد الاشتباك" التي ينتهجها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، داعية إلى إجراء "تغييرات جوهرية" على طريقة العمليات هناك، في أعقاب تلميحات من تل أبيب بأن حادثة سقوط مواطنة الأميركية من أصول تركية، خلال مظاهرة الأسبوع الماضي، كانت "قتل دون عمد".
وقالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، إن الوزير لويد أوستن حث نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، على إعادة النظر في قواعد الاشتباك التي ينتهجها الجيش الإسرائيلي في العمليات بالضفة الغربية المحتلة.
وأضافت، في بيان، أن أوستن عبر لجالانت، خلال اتصال هاتفي، عن "قلقه البالغ" بشأن مسؤولية الجيش الإسرائيلي عن "الموت غير المبرر" لناشطة أميركية في الضفة.
بدوره، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، قوات الأمن الإسرائيلية إلى إجراء "تغييرات جوهرية" على طريقة عملها في الضفة.
وأظهرت التحقيقات الأولية للشرطة الإسرائيلية، أن عائشة أيجي (26 عاماً) التي وصلت إلى الضفة الغربية، قبل أيام كمتطوعة، تعرضت لطلقة نارية "لم تكن موجهة لها، بل كانت موجهة إلى محرض على الشغب"، حسبما ذكر الجيش الإسرائيلي، في بيان.
"حادث غير مقبول"
وقال بلينكن إن هذا الحادث "غير مقبول"، مضيفاً أنه "لا ينبغي إطلاق النار بهذه الطريقة على شخص، ويُقتل لمجرد حضوره احتجاجاً. لا ينبغي أن تكون حياة الشخص عرضة للخطر لمجرد التعبير عن آرائه، يجب على قوات الأمن الإسرائيلية، إجراء تغييرات جوهرية في طريقة عملها في الضفة، بما في ذلك تغييرات في قواعد الاشتباك".
وأضاف الوزير الأميركي أنه "يجب تغيير الوضع، وسنجعل ذلك واضحاً لأعلى المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية".
وكانت تصريحات بلينكن، التي ألقاها بنبرة حازمة إلى جانب نظيره البريطاني ديفيد لامي في لندن، واحدة من أقوى الإدانات التي وجهتها إدارة الرئيس جو بايدن لسلوك إسرائيل منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، ولكن لم تصاحب تلك التصريحات أي "خطة لتعديل دعم الأسلحة الأميركية لإسرائيل".
وعُرفت عائشة أيجي، التي نشأت في منطقة سياتل، وكانت خريجة حديثة من جامعة واشنطن، بأنها متطوعة في حركة التضامن الدولية، وهي مجموعة ناشطة تدعم الفلسطينيين. وعندما قتلت كانت "تحضر احتجاجاً ضد توسيع المستوطنات في قرية بيتا الفلسطينية".
وأثار تصاعد الهجمات العنيفة التي يشنها المستوطنون الإسرائيليون على قرى فلسطينية في الضفة الغربية غضباً متزايداً بين الحلفاء الغربيين لإسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة التي فرضت عقوبات على عدد من الأفراد.
وقبل عدة أسابيع هاجم نحو 100 مستوطن قرية جيت في شمال الضفة الغربية؛ مما أثار إدانة عالمية ووعداً من الحكومة الإسرائيلية باتخاذ إجراءات سريعة ضد أي شخص تثبت إدانته بارتكاب أعمال عنف.
ويتهم الفلسطينيون وجماعات حقوق الإنسان بانتظام القوات الإسرائيلية بالوقوف موقف المتفرج، بينما تقع الهجمات، بل وتشارك فيها بنفسها.