انتقد وزير العدل الأميركي ميريك جارلاند الخميس، ما وصفها بمحاولات تحويل وزارته إلى "سلاح سياسي"، خلال "خطاب ناري" أمام موظفي الوزارة والمدعين العامين للبلاد، وذلك بعد الاتهامات التي وجهها المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب ضد وزارة العدل، وتعهده بـ"الانتقام" من خصومه السياسيين بـ"أحكام سجن مطولة"، إذا فاز في نوفمبر.
وشجب جارلاند "تصعيد الهجمات"، ضد موظفي الوزارة، عبر "نظريات مؤامرة، وادعاءات زائفة خطيرة، ومحاولات ترهيب وتخويف الموظفين العموميين، على الملأ، وتوجيه تهديدات وممارسة العنف ضدهم".
وقال جارلاند: "استهداف وترهيب موظفي الوزارة بسبب أدائهم لعملهم، هو أمر خطير". وأضاف: "من المثير للغضب، أنه يجب أن نواجه هذه الهجمات غير المبررة، لأنكم تقومون بوظيفتكم وهي تنفيذ القانون".
وتلقى جارلاند موجة تصفيق كبيرة بعدما قال لموظفي وزارته والمدعين العامين للولايات: "الطريقة التي تقومون بها بعملكم، توضح أن الموظفين العموميين لن ينحنوا للسياسة، ولن يخضعوا للضغوط".
ولم يذكر جارلاند الرئيس السابق أو أي من حلفائه بالاسم، ولكن ترمب وحلفاؤه ناقشوا علناً خططاً لتفكيك الوزارة وإدارات إنفاذ القانون التابعة لها مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، واستخدامها لـ"ملاحقة خصومه السياسيين"، وفق CNN.
"لن نسمح بتحويل القانون لجهاز سياسي"
وقال جارلاند إن الأميركيين متساوين أمام القانون، وتابع: "لا توجد قوانين للأصدقاء وأخرى للأعداء، قانون للأقوياء والنافذين، وآخر للضعفاء، قانون للأقوياء، وآخر للفقراء، ليس هناك قانون للديمقراطيين وآخر للجمهوريين، أو قواعد وقوانين تختلف بناءً على العرق أو الإثنية".
وتابع: "تقاليدنا هي وعد بأننا لن نسمح لهذه الأمة أن تصبح دولة حيث يعامل إنفاذ القانون فيها كجهاز سياسي".
وأشار جارلاند إلى أنه تولى منصبه في 2021 بهدف "حماية استقلال الوزارة من التدخل السياسي في تحقيقاتنا الجنائية".
وهاجم ترمب مراراً وزارة العدل في عهد بايدن، زاعماً أن الرئيس "استخدم الوزارة لملاحقته وحلفائه جنائياً لأهداف سياسية".
اتهامات وتعهد بـ"الانتقام"
وتأتي تعليقات جارلاند، بعدما زعم الرئيس السابق دونالد ترمب أن وزارة العدل "تم استخدامها كسلاح ضده"، وسط مواجهته لقضايا جنائية عدة، وألمح إلى أنه سيستعمل الوزارة كسلاح سياسي، إذا ما عاد للسلطة لملاحقة خصومه.
كما هاجم ترمب موظفي الوزارة، ووصف المحقق الخاص في إحدى قضاياه جاك سميث بأنه "مختل"، وهدد بعض المدعين العامين المنخرطين في قضية قلب انتخابات 2020، وقال: "إذا لاحقتموني، فسألاحقكم"، وفق NBC NEWS.
وخلال تجمع انتخابي مؤخراً قال ترمب: "حين أفوز، سنلاحق هؤلاء الناس الذي غشوا بالقوة الكاملة للقانون، وهو ما سيتضمن أحكاماً مطولة بالسجن. احترسوا، هذه المخاطر القانونية ستمتد للمحامين، والسياسيين، والمانحين، والناخبين المزورين، وموظفي الانتخابات الفاسدين"، وفق قوله.
ولا يزال ترمب يرفض الاعتراف بخسارة انتخابات 2020 أمام جو بايدن، وكرر مزاعمه في المناظرة التي جرت الثلاثاء، ضد كامالا هاريس.
وخلال مناظرة الثلاثاء، أمام هاريس كرر الرئيس السابق هذه الاتهامات، وانتقد إدارة بايدن، معتبراً أنها "وراء ملاحقته بتهمة محاولة قلب انتخابات 2020".
وقال ترمب: "استعملوا وزارة العدل كسلاح ضدي. وزارة العدل كانت منخرطة في كل تلك القضايا، من أتلانتا إلى نيويورك".