مخاوف أميركية بريطانية من مشاركة روسيا أسراراً نووية مع إيران

مسؤولون: الكرملين زاد من تعاونه مع طهران خلال الأسابيع الأخيرة بشأن طموحاتها الذرية

time reading iconدقائق القراءة - 5
داخل منشأة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم شمال إيران، 6 نوفمبر 2019  - AFP
داخل منشأة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم شمال إيران، 6 نوفمبر 2019 - AFP
دبي-الشرق

تعيش الولايات المتحدة وبريطانيا حالة من القلق المتزايد من أن تشارك روسيا معلومات وتقنيات سرية مع إيران، تساعدها في الاقتراب من القدرة على تصنيع أسلحة نووية، وذلك مقابل أن تزودها طهران بصواريخ باليستية من أجل أن تستخدمها موسكو في حربها ضد أوكرانيا، حسبما أفادت "بلومبرغ". 

ونقلت "بلومبرغ" في تقرير السبت، عن مسؤولين غربيين مطلعين، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، للحديث بشأن تقييمات لم يتم الإعلان عنها، إن الكرملين زاد من تعاونه مع إيران في الأشهر الأخيرة بشأن طموحاتها للحصول على أسلحة نووية.

وأضافت المصادر أن المسؤولين الأميركيين والبريطانيين "ناقشوا هذا التطور في واشنطن، الأسبوع الماضي، على هامش اللقاء الذي تم بين رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض"، واصفين التحرك الروسي المزعوم بأنه "مُقلق"، ويمثل "تصعيداً في العلاقات العسكرية بين موسكو وطهران". 

ولم ترد وزارة الخارجية الروسية، أو سفارة إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، أو مجلس الأمن القومي الأميركي على طلبات من "بلومبرغ" للحصول على تعليق. 

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعلن، خلال مؤتمر صحافي في لندن، الأسبوع الماضي، أن "روسيا تتبادل التقنيات النووية مع طهران"، مشيراً إلى أن موسكو تلقت أيضاً شحنة من صواريخ "فتح-360" الباليستية الإيرانية. 

وأضاف بلينكن: "من جانبها، تشارك روسيا التكنولوجيا التي تسعى إيران للحصول عليها، وهذا طريق ذو اتجاهين، بما في ذلك القضايا النووية، وكذلك بعض المعلومات الفضائية".

من جانبها، تصر "طهران على أنها لا تسعى لإنتاج أسلحة نووية، على الرغم من وجود مخاوف متزايدة من أنها قد تقوم بتطويرها رداً على التوترات المتصاعدة مع إسرائيل". 

وفي أبريل الماضي، قال جنرال إيراني رفيع المستوى إن "طهران قد تعيد النظر في عقيدتها النووية إذا استهدفت إسرائيل منشآتها الذرية"، وهي تصريحات نُظر إليها في ذلك الوقت باعتبارها تحذيراً من أنها قد تسعى إلى إنتاج رأس حربي، بعد أن ظلت تؤكد  أن قدراتها الذرية مخصصة للأغراض المدنية فقط. 

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة مراقبة تابعة للأمم المتحدة، إن "مستويات الوقود النووي في إيران ارتفعت في الفترة بين شهري يونيو وأغسطس، بما يكفي لتزويد مجموعة من الرؤوس الحربية بالوقود، إذا اتخذت إيران قراراً سياسياً بالسعي للحصول على أسلحة". 

وفي مؤتمر صحافي عُقِد في لندن، نهاية الأسبوع الماضي، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، وليام بيرنز، إن "روسيا وإيران تعملان على تعميق علاقاتهما العسكرية". 

بحث إيراني مستمر 

وفي أغسطس الماضي، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن تقييماً صدر عن أجهزة الاستخبارات الأميركية، يشير إلى أن إيران تواصل جهود البحث، لتعزيز قدرتها على إطلاق برنامج الأسلحة النووية، وسط ترجيحات بشأن احتمال اتخاذ "إجراءات عسكرية" ضدها.

وجاء هذا التحوّل في وجهة نظر واشنطن، بشأن جهود إيران النووية في وقت حرج، إذ أنتجت طهران ما يكفي من الوقود النووي المخصب بدرجة عالية لصنع عدد قليل من الأسلحة النووية، بالرغم من أن مسؤول في الاستخبارات الأميركية ذكر للصحيفة أن الجهاز "لا يزال لديه اعتقاد أن إيران لا تعمل على بناء سلاح نووي"، دون أن يشير إلى مزيد من التفاصيل.

ويتهم الجمهوريون إدارة بايدن بأنها "لم تفعل ما يكفي، لتعزيز وتنفيذ العقوبات الاقتصادية على طهران"، لكن مسؤولي إدارة بايدن يقولون إن "قرار الرئيس السابق دونالد ترمب بالانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015" أتاح لإيران تسريع وتيرة أنشطتها النووية.

ورفضت إيران محاولات الولايات المتحدة وأوروبا لإحياء ذلك الاتفاق النووي، لكن مسؤولين أميركيين ما زالوا يتواصلون مع طهران، بحسب الصحيفة.

تحذير أميركي

وكان مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، قد ذكروا لموقع "أكسيوس" الإخباري، في يوليو الماضي، أن إدارة بايدن حذرت طهران سراً، من أنشطة البحث والتطوير التي من الممكن أن استخدامها لإنتاج سلاح نووي.

وذكر الموقع أن الولايات المتحدة وإسرائيل اكتشفتا مؤخراً قيام علماء إيرانيين بأنشطة نووية مشبوهة، مشيراً إلى قلق المسؤولين من أن تكون هذه الأنشطة جزءاً من جهد إيراني سري يهدف لاستغلال فترة الانتخابات الرئاسية الأميركية الحالية من أجل إحراز تقدم نحو "التسلح النووي".

وتسعى الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية لفهم الأنشطة الإيرانية، وما قد يطرأ على سياسة المرشد الإيراني علي خامنئي من مستجدات في هذا الملف، بحسب "أكسيوس".

تصنيفات

قصص قد تهمك