قال الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب إن المهاجرين غير الشرعيين استولوا على مدينة سبرينجفيلد بولاية أوهايو، نافياً أن يكون على عِلم بالتهديدات بوجود قنابل تلقتها المدينة بعد أن ادعى وغيره من الجمهوريين أن المهاجرين الهايتيين يأكلون الحيوانات الأليفة، بحسب شبكة CNN.
وأضاف ترمب، أثناء زيارته لجمعية حماية شرطة لاس فيجاس: "لا أعرف ما حدث بشأن التهديدات بوجود قنابل، لكني أعلم أن المدينة استولى عليها مهاجرون غير شرعيين، وهذا أمر فظيع، فقد كانت سبرينجفيلد مدينة جميلة، لكنهم الآن يعيشون جحيماً".
وسبرينجفيلد مدينة صغيرة في شمال شرق الولايات المتحدة، ويشكل البيض غالبية سكانها.
وفي معرض حديثه عن قضية الهجرة الرئيسية في الانتخابات، كرر ترمب اتهامات لا أساس لها للمهاجرين القادمين من هايتي مفادها أنهم يأكلون الحيوانات الأليفة لسكان مدينة سبرنجفيلد في أوهايو.
وكان هذا الادعاء انتشر على نطاق واسع قبل بضعة أسابيع، وتم الترويج له من قبل بعض الجمهوريين البارزين على مستوى الولايات المتحدة، بينهم ترمب ومرشحه لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس، فيما نفى مسؤولو سبرينجفيلد مراراً هذه الشائعة.
وقال ترمب إن "التهديد الحقيقي هو ما يحدث على حدودنا" وليس التهديدات بوجود قنابل في سبرينجفيلد.
وتعهد المرشح الجمهوري حال انتخابه مكافحة الهجرة غير الشرعية من خلال عمليات ترحيل جماعية.
من جانبه، انتقد دي فانس برنامج الإفراج المشروط الفيدرالي، الذي يسمح للمهاجرين الهايتيين بالتواجد في سبرينجفيلد بشكل قانوني، قائلاً إن "الأشخاص الذين يعملون على إثراء البلاد بشكل حقيقي هم فقط مَن يجب أن يتواجدوا هنا".
وأضاف: "أنا متزوج من ابنة مهاجرين قانونيين، وأعتقد أن من المهم أن نرحب بالجميع في هذا البلد، لكن فقط بالأشخاص الذين لديهم الحق في التواجد هنا، والأهم من ذلك الأشخاص الذين يثرون الولايات المتحدة الأميركية بشكل حقيقي".
كما انتقد دي فانس أيضاً سياسات الهجرة التي تنتهجها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قائلاً: "للأسف، وفقاً لسياسة الحدود المفتوحة الخاصة بـ (نائبة الرئيس) كامالا هاريس، والتي تشمل منح العفو والإفراج المشروط الجماعي لعدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين وجعل وجودهم قانوني، لكن ليس جعلهم جزءاً من المجتمع الأميركي، فقد بات لدينا مجتمعات طغت عليها هذه التدفقات الهائلة من المهاجرين".
وكتب دي فانس على منصة إكس: "تريد كامالا هاريس منح المهاجرين غير الشرعيين الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية والمعونة الطبية. لذا فإن كامالا هاريس هي التي تريد إفلاس هذه البرامج. صوتوا لترمب لإنقاذ هذه البرامج المهمة!"
وكانت المدينة قد قالت إنه "لا توجد تقارير موثوقة عن إساءة معاملة الحيوانات من قبل أفراد داخل مجتمع المهاجرين"، فيما أغلقت بلدية سبرينجفيلد، الخميس، مقرها بسبب تهديد بوجود قنبلة، كما تم إخلاء مدرستين ابتدائيتين، الجمعة، استناداً إلى معلومات وردت من قسم شرطة المدينة.
خطابات تحريضية
وتعد تصريحات ترمب ودي فانس الأحدث في سلسلة من الخطابات التي وصفتها CNN بأنها "تحريضية" بشأن المهاجرين.
وعندما أطلق ترمب مزاعم بشأن مهاجرين يأكلون الحيوانات الأليفة، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن تصريحات الرئيس السابق ساهمت في ارتفاع حالات العنصرية ضد أميركيين من أصول هايتية، بالإضافة إلى تأجيج "الصراع الثقافي" داخل بعض المجتمعات.
وذكرت الصحيفة أن حالات العنصرية طالت سبرينجفيلد بولاية أوهايو بعد ادعاءات ترمب بأن المهاجرين الهايتيين يأكلون الحيوانات الأليفة، إذ اشتكت مطاعم تحت إشراف طهاة من هايتي، باستقبال اتصالات هاتفية تستفسر عن توفر هذا النوع من الطعام على سبيل "السخرية والتهكم"، إذ سأل أحد الأشخاص بصوت ساخر "هل لديك أي قطط أو كلاب؟".
وتشير المدينة على موقعها على الإنترنت إلى أن هناك ما يقرب من 12 إلى 15 ألف مهاجر يعيشون في مقاطعة كلارك، وأن المهاجرين الهايتيين موجودون هناك بشكل قانوني كجزء من برنامج الإفراج المشروط الذي يسمح للمقيمين الشرعيين بالتقدم بطلب لجلب أفراد عائلاتهم من هايتي إلى الولايات المتحدة.