حيازة سلاح.. المشتبه به في محاولة اغتيال ترمب يواجه أولى الاتهامات

مثل ريان ويسلي روث، المشتبه به في محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أمام محكمة اتحادية، الاثنين، حيث تم توجيه تهمتين ضده، تتعلقان بارتكاب جرائم بسلاح ناري.

وقال المدعي العام للمقاطعة الجنوبية في فلوريدا، الاثنين، إن رايان ويسلي روث (58 عاماً) من هاواي، المتهم بمحاولة اغتيال ترمب "تم توجيه تهم ضده بموجب شكوى جنائية في المنطقة الجنوبية من فلوريدا، بجرائم تتعلق بالأسلحة النارية مرتبطة بحادث وقع الأحد، في ملعب ترمب الدولي للجولف".

وأضاف المدعي العام أنه "وُجّهت إلى رايان ويسلي تهم فيدرالية بحيازة سلاح ناري، وهو مدان سابقاً، وكذلك حيازة واستلام سلاح ناري برقم تسلسلي مطموس".

ووفقاً للادعاءات الواردة في الشكوى، "كان أحد عملاء الخدمة السرية الأميركية يسير على طول الملعب عندما رأى ما يبدو أنه بندقية في منطقة فيها أشجار، وبعد أن أطلق العميل النار، تم تطهير المنطقة بمساعدة شرطة مقاطعة مارتن بالتنسيق مع السلطات الأخرى".

وتشير الشكوى إلى أنه "في المنطقة التي فر منها رايان ويسلي، وجد العملاء كاميرا رقمية وحقيبة ظهر وبندقية من طراز SKS مع منظار وكيس بلاستيكي أسود"، وتم العثور على البندقية "برقم تسلسلي مطموس".

وستسمح هذه التهم للسلطات بإبقائه قيد الاحتجاز مع استمرار التحقيق.

دخل المحكمة مبتسماً

ومثل ريان ويسلي روث أمام المحكمة، بعد مرور يوم واحد على رصده وبحوزته سلاح ناري مختبئاً في أحراش بالقرب من ملعب جولف يمتلكه ترمب في ولاية فلوريدا.

ودخل ريان ويسلي روث قاعة المحكمة مرتدياً قميصاً، وشوهد مبتسماً ويهز رأسه، بينما كان يتحدث مع المحامية العامة الفيدرالية كريستي  ميليتيلو، التي تم تعيينها لتمثيله. 

وعندما سأل القاضي روث سلسلة من الأسئلة لتحديد ما إذا كان مؤهلاً للحصول على محامٍ عام، قال روث إنه يتقاضى دخلاً شهرياً قدره حوالي 3  آلاف دولار، ويمتلك شاحنتين في هاواي تقدر قيمة كل منهما بحوالي 1000 دولار، ولا يمتلك أي عقارات، ولديه "صفر" من المدخرات. كما أبلغ المحكمة أن لديه ابناً يبلغ من العمر 25 عاماً.

ولم يرد روث على التهم الموجهة إليه، وتم تحديد موعد عودته إلى المحكمة في 23 سبتمبر لجلسة استماع أخرى. وتم تحديد جلسة استجوابه في 30 سبتمبر.

12 ساعة في ملعب ترمب للجولف

وأفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI بأن المشتبه به في محاولة الاغتيال الثانية لترمب، قضى ما يقرب من 12 ساعة بالقرب من ملعب ترمب للجولف في ويست بالم بيتش، بولاية فلوريدا، وذلك بعد تحليل بيانات هاتفه الخلوي.

وقال عميل في مكتب التحقيقات الفيدرالي في إفادة قدمها للمحكمة، أن التحقيق الأولي أسفر عن حصول جهات إنفاذ القانون على سجلات هاتفية من شركة T-Mobile، أظهرت أن هاتف روث كان "في محيط المنطقة" حيث تم رصده لأول مرة من قبل الخدمة السرية الأميركية، من حوالي الساعة 1:59 صباحاً بالتوقيت المحلي، الأحد، حتى الساعة 1:31 ظهراً بالتوقيت المحلي، عندما رأى أحد العملاء بندقيته بارزة من بين الأشجار، وفق ما أوردت CNN.

وأوضحت الوثيقة أن روث متورط في ملاحقات سابقة مع القانون، بما في ذلك إدانات جنائية في ولاية نورث كارولاينا، إذ تمت إدانته في عام 2002 بتهمة "حيازة سلاح قاتل ومدمر"، كما أنه أدين في 2010 بتهم متعددة تتعلق بحيازة بضائع مسروقة.

ويحظر القانون الفيدرالي "الأفراد المدانين بجرائم جنائية حيازة أسلحة نارية".

هل أطلق المتهم النار من بندقيته؟

وفتح‭‭‭‬‬‬‬‬‬‬ أفراد جهاز الخدمة السرية النار، الأحد، بعدما رصدوا ماسورة سلاح ناري بارزة من بين الأحراش في ملعب ترمب للجولف في ويست بالم بيتش، على بعد مئات الياردات من موقع الرئيس السابق الذي كان يمارس رياضة الجولف.

وفرّ المسلح بسيارة، تاركاً حقيبتي ظهر وسلاحه الناري، وتم إلقاء القبض عليه لاحقاً.

وقال رونالد رو، المدير المؤقت لجهاز الخدمة السرية الأميركي، إن رايان ويسلي، المشتبه به في محاولة اغتيال ترمب، "لم يكن لديه خط رؤية مباشر على ترمب".

وأضاف رو، أن المشتبه به "لم يطلق النار من سلاحه، أو يطلق أي رصاصة"، مشيراً إلى أنه بعد ورود تقارير عن إطلاق نار في المكان، تم على الفور إخلاء الرئيس السابق من قبل فريق الحماية إلى مكان آمن.

ولم يصب ترمب بأذى، لكن الواقعة أثارت تساؤلات جديدة حول كيفية تمكن مسلح من الاقتراب من المرشح الرئاسي إلى هذا الحد، بعد نحو شهرين من تعرض ترمب لمحاولة اغتيال بالرصاص خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا في 13 يوليو، ما أسفر عن إصابته بجرح طفيف في أذنه اليمنى.

ويجري مكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيقاً موسعاً في نشاط روث على وسائل التواصل الاجتماعي وسفرياته، وأي سجل إجرامي له. كما يتم البحث عن أصدقاء وأفراد من العائلة، ومعارف لإجراء مقابلات معهم.

وأبلغت عائلة المشتبه به المحققين بأنه رغم أن روث لم يكن مصاباً بأي مرض عقلي مُشخَّص، إلا أنه كان "مهووساً" بأشياء معينة، وفق ما أوردت ABC News نقلاً عن مصادر متعددة.

وإحدى زوايا التحقيق هي ما إذا كان روث قد أصبح مهووساً بترمب بسبب موقف الرئيس السابق من أوكرانيا. ويبدو أن روث نشر مؤخراً منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي ينتقد فيها ترمب، واستخدم تلك المنصات لتوثيق رحلاته إلى أوكرانيا. 

تطوير جهاز الخدمة السرية

وقال الرئيس جو بايدن للصحافيين، الاثنين، إن جهاز الخدمة السرية الذي يحمي المرشحين الرئاسيين "يحتاج إلى مزيد من المساعدة"، بما في ذلك ربما "المزيد من الموظفين".

 كما قال في حدث آخر، الاثنين، إنه "لا مكان للعنف السياسي في أميركا"، مضيفاً: "نحن نحل خلافاتنا سلمياً من خلال صناديق الاقتراع، وليس بفوهة السلاح".

وخضع الجهاز لتدقيق مكثف بعد محاولة اغتيال ترمب الأولى في هجوم 13 يوليو الماضي، والذي أدى إلى استقالة مديرة الجهاز سابقاً كيمبرلي شيتل. ودفعت بجهاز الخدمة إلى تعزيز أمن ترمب.

وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون، الذي جمع فريق عمل من الحزبين للتحقيق بعد محاولة الاغتيال الأولى، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، إن "الكونجرس سيبحث أيضاً الواقعة الجديدة".

كما دعا جونسون إلى المزيد من الموارد لحماية ترمب، قائلا: "نحن بحاجة لإجراء مساءلة. يجب أن نطالب بإنجاز هذه المهمة".

وقالت نائبة الرئيس كاملا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي التي تنافس ترمب، في منشور على منصة "إكس"، إنه "لا مكان للعنف في أميركا".