مسؤولون يكشفون طريقة زرع إسرائيل متفجرات في أجهزة Pagers طلبها "حزب الله" من تايوان

time reading iconدقائق القراءة - 6
لقطة شاشة من تسجيل فيديو تظهر لحظة انفجار جهاز "بيجر" داخل حقيبة رجل أثناء تسوقه في سوبر ماركت بالعاصمة اللبنانية بيروت. 17 سبتمبر 2024 - REUTERS
لقطة شاشة من تسجيل فيديو تظهر لحظة انفجار جهاز "بيجر" داخل حقيبة رجل أثناء تسوقه في سوبر ماركت بالعاصمة اللبنانية بيروت. 17 سبتمبر 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

كشف مسؤولون أميركيون، الثلاثاء، عن أن عملية "تفجيرات البيجر" التي وقعت في لبنان، نفذتها إسرائيل عن طريق إخفاء مواد متفجرة داخل شحنة جديدة من أجهزة Pagers المصنعة في تايوان استوردتها جماعة "حزب الله" اللبنانية.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن المسؤولين، قولهم إن الأجهزة طلبتها جماعة "حزب الله" من شركة Gold Apollo في تايوان، مشيرين إلى أنه "تم التعديل عليها" قبل أن تصل إلى لبنان.

وأشار المسؤولون إلى أن "حزب الله" الذي أعلن بدء "تحقيق واسع النطاق ‏أمنياً وعلمياً لمعرفة أسباب" التفجيرات، طلب أكثر من 3 آلاف جهاز Pagers من الشركة التايوانية.

وقال مصدر أمني لبناني لشبكة CNN الأميركية، إن أجهزة pagers التي انفجرت في لبنان "جديدة" واشتراها "حزب الله" خلال الأشهر الأخيرة، لكنه لم يقدم أي معلومات عن تاريخ الشراء.

ووفقاً لـ"نيويورك تايمز"، وزّع الحزب الأجهزة على أعضائه في لبنان، كما وصل بعضها إلى حلفائه في إيران وسوريا، مشيرةً إلى أن معظم هذه الأجهزة من طراز AR924، لكن هناك 3 أنواع أخرى كانت ضمن الشحنة.

ولفت مسؤولان، إلى أن المواد المتفجرة كانت مزروعة بجانب بطاريات الأجهزة، مبينين أنه تم وضع مفتاح يمكّن من التفجير عن بعد.

وذكرا أنه في تمام الساعة 3:30 مساءً بتوقيت لبنان، تلقت أجهزة Pagers رسالة بدا كأنها من قيادة "حزب الله"، لكنها كانت السبب في تفعيل المتفجرات، فيما لفت 3 مسؤولين، إلى أنه تمت برمجة الأجهزة لإصدار صوت صفير لمدة ثوانٍ قبل الانفجار.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مصادر وصفتها بأنها مطلعة قولها إن "بعض الأشخاص شعروا بارتفاع درجة حرارة الأجهزة، وتخلصوا منها قبل انفجارها".

وبثت قنوات لبنانية مقطع فيديو من كاميرا مراقبة، أظهر ما بدا أنه انفجار جهاز صغير محمول موضوع بجوار موظفة التعاملات المالية مع الزبائن في متجر بقالة خلال تلقيها النقود من أحد الأشخاص.

مفتاح معلوماتي

وبينما وصفت وسائل إعلام محلية ودولية العملية بـ"الهجوم السيبراني"، استبعد وزير الدفاع اللبناني السابق يعقوب الصراف، أن تكون تلك التفجيرات اختراقاً سيبرانياً، موضحاً أن هذا النوع من المعدات لديه شفرة خاصة تعرفها الجهة المصنعة لها، لضمان إمكانية تفجيرها عن بعد.

وقال الصراف، عبر حسابه على منصة "إكس"، إن "التفجير يحدث باستخدام مفتاح معلوماتي يدعى (Back door) يسمح للمصنع بالولوج وإعطاء التعليمات لتفجير الجهاز".

وأضاف: "استنتج من ذلك أن العدو حصل على هذه الشفرة، واستعملها في ارتكاب جريمته المروعة".

وقال خبراء لـCNN، إن جهاز pager ليس معرضاً لخطر الانفجار ما لم يتم العبث به بشكل كبير، وزرع المتفجرات بداخلها، مشيرين إلى أنه على الرغم من فقدان تلك الأجهزة شعبيتها وعدم انتشارها بشكل كبير إلا أن بعض القطاعات مثل الصحة لا يزال يعتمد عليها.

ويرى خبراء مستقلون في مجال الأمن السيبراني الذين درسوا مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، أن قوة وسرعة الانفجارات كانت ناتجة عن مواد متفجرة، بحسب "نيويورك تايمز".

ورجح ميكو هيبونين، أخصائي الأبحاث في شركة البرمجيات With Secure ومستشار مكافحة الجرائم الإلكترونية في وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون (يوروبول)، أن "تكون الأجهزة تعرضت لتعديل عليها بطريقة ما لتتسبب في هذا النوع من الانفجارات".

وذكرت كيرين إلازاري محللة الأمن السيبراني الإسرائيلية وباحثة في جامعة تل أبيب، أن "الهجمات استهدفت (حزب الله) في أكثر الأماكن ضعفاً لديه".

وأضافت: "لقد رأينا هذه الأجهزة مستهدفة من قبل، لكن ليس في هجوم بهذا المستوى من التعقيد".

سنوات من الاستخدام

ويستخدم أعضاء جماعة "حزب الله" منذ سنوات أجهزة pagers المخصصة لتلقي ‏الرسائل، لكن بعد هجمات 7 أكتوبر، أصبح هذا الجهاز أكثر انتشاراً؛ وسط مخاوف من قدرة الاستخبارات الإسرائيلية على اختراق شبكة الهواتف المحمولة والتجسس عليها، بحسب ما نقلته "نيويورك تايمز" عن خبراء أمنيين.

ولذلك تحول آلاف من أعضاء الحزب، وليس المقاتلين فقط، إلى نظام جديد من أجهزة النداء اللاسلكية، بحسب أمير الصبيله، الخبير الأمني الإقليمي والأستاذ الجامعي المقيم في العاصمة الأردنية عمان.

وكان الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، دعا في كلمة، في فبراير الماضي، إلى التخلي عن الهاتف المحمولة و"دفنها" بسبب قدرة إسرائيل على التجسس عليها، كما وصفها بأنها "عميل".

ووصف ديفيد وود كبير المحللين لشؤون لبنان في مجموعة الأزمات الدولية لـ"نيويورك تايمز"، نظام الأجهزة النداء الذي يستخدمه "حزب الله" بأنه "شبكة محدودة ومغلقة".

وأضاف: "على المدى القصير، من المحتمل أن يلجأ (حزب الله) إلى وسائل اتصال أخرى، ربما تتجنب تماماً الوسائل الإلكترونية"، لافتاً إلى أن ذلك "سيجعل التنسيق أكثر صعوبة وأكثر خطورة، ولا شك أن هذا ضربة كبيرة للقدرات العملياتية للجماعة".

تصنيفات

قصص قد تهمك