حذر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأحد، من استمرار ما وصفه بـ"دوامة الصراع" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إذا لم يشارك الطرفان بطريقة "هادفة وإيجابية تجاه حل الدولتين"، معتبراً أن حركة حماس لم تجلب "سوى الخراب للشعب الفلسطيني"، بحسب وصفه.
وقال بلينكن في مقابلة مع برنامج "هذا الأسبوع" المذاع على شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية، إن وقف إطلاق النار المتزامن في غزة، الخميس الماضي، كان "بالغ الأهمية" لوضع الولايات المتحدة في موقف "لإرساء أساس لبناء شيء أكثر إيجابية"، بعد 11 يوماً من التصعيد.
وأضاف: "يجب أن يبدأ الجميع في الوقت الراهن في التعامل مع الوضع الإنساني الخطير في غزة. ثم إعادة الإعمار، وإعادة بناء ما فقد".
وتابع: "الأهم من ذلك، إشراك كلا الجانبين في محاولة البدء في إجراء تحسينات حقيقية على حياة الشعب حتى يتمكن الإسرائيليون والفلسطينيون أن يعيشوا بقدر متساوٍ من الأمن والسلام والكرامة".
ويعتزم بلينكن السفر إلى المنطقة في الأيام المقبلة، وسيلتقي بمسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين وإقليميين لمناقشة جهود الإغاثة في الأراضي الفلسطينية.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة دخل حيز التنفيذ في 11 مساءً بتوقيت غرينتش (الثانية فجر الجمعة بتوقيت القدس).
وجاء وقف النار المتزامن، بعد قرابة أسبوعين من التصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، خلَف أكثر من 250 قتيلاً ومئات الجرحى.
حل الدولتين
وشدد بلينكن على التزام إدارة الرئيس جو بايدن بحل الدولتين لفلسطين وإسرائيل باعتباره "السبيل الوحيدة" للمضي قدماً في المنطقة، لكنه أشار إلى أن ذلك "لن يحدث على الفور".
ومضى قائلاً: "انظر، في نهاية المطاف، إنه السبيل الوحيدة لضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، وبالطبع السبيل الوحيدة لمنح الفلسطينيين الدولة التي يحق لهم الحصول عليها. هذا هو السبيل الذي يتعين علينا أن نسلكه".
وتابع "لكن، لا أعتقد أن هذا الأمر، بالضرورة للوقت الراهن. علينا أن نبدأ في وضع الشروط التي من شأنها أن تسمح للطرفين بالمشاركة بطريقة هادفة وإيجابية تجاه حل الدولتين".
"دوامة الصراع"
وحذر الوزير الأميركي على أنه إذا لم يتم الوفاء بهذه المشاركة الإيجابية، فمن المرجح أن تستمر دوامة الصراع.
ولدى سؤاله بشأن خطة الإدارة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة في أعقاب التصعيد، أكد بلينكن أن الولايات المتحدة سبق أن عملت مع "أطراف مستقلة موثوق بها" للمساعدة في إعادة إعمار غزة، مضيفاً أن التحدي يتمثل في تمكين السلطة الفلسطينية.
وأردف: "حقيقة الأمر أن حماس لم تجلب سوى الخراب للشعب الفلسطيني. سوء إدارتها الفادحة لغزة أثناء توليها زمام الأمور، وبالطبع هذه الهجمات الصاروخية العشوائية على المدنيين الإسرائيليين التي استدعت الرد الذي قاموا به، لأن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها"، على حد تعبيره.
وأضاف: "لذلك أعتقد أن التحدي الحقيقي هنا هو مساعدة الفلسطينيين وخاصة مساعدة الفلسطينيين المعتدلين والسلطة الفلسطينية على تحقيق نتائج أفضل لشعبهم. وبالطبع، إسرائيل لديها دور عميق تلعبه في ذلك أيضاً".
برنامج كوريا الشمالية النووي
ورداً على سؤال آخر بشأن التوتر مع كوريا الشمالية، وما إذا كانت واشنطن تقبل بأن تظل بيونغيانغ قوة نووية، أجاب بلينكن: "لا نفعل ولا ينبغي أن نفعل. ولكن لنكن صادقين، هذه مشكلة صعبة".
وأضاف "حاولت الإدارات السابقة، الجمهوريون والديمقراطيون على حد سواء، معالجتها ولم ينجح أحد بشكل كامل. وفي الواقع، أصبح البرنامج (النووي) أكثر تقدماً وخطورة بمضي الوقت".
ولفت بلينكن إلى مراجعة إدارة بايدن لسياسة كوريا الشمالية، مؤكداً أن الرئيس الأميركي مستعد للتعامل بطريقة دبلوماسية حتى مع استمرار العقوبات.
وزاد: "لا أعتقد أنه ستكون هناك صفقة كبيرة حيث يتم تسوية هذا الأمر بضربة واحدة. يجب أن تكون دبلوماسية محسوبة بشكل واضح، خطوات واضحة من الكوريين الشماليين، وتمضي قدماً على هذا النحو الطريقة".
وختم بالقول: "الآن طرحنا هذا الأمر. وننتظر لنرى ما إذا كانت بيونغيانغ تريد بالفعل المشاركة. الكرة في ملعبهم".
اقرأ أيضاً: