قال الرئيس الأميركي جو بايدن خلال قمة زعماء "كواد"، السبت، إن الصين "تختبر" الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مشيراً إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينج "يسعى للحد من الاضطرابات الداخلية" في بلاده.
وبدأ زعماء "كواد"، بايدن ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، قمتهم في ديلاور، بكلمات وصفتها "بلومبرغ" بـ"الدافئة".
ولكن بايدن قال في تصريحات خلال افتتاح القمة، نُشر جزء منها بواسطة البث الرسمي عن طريق الخطأ وفق "بلومبرغ": "نعتقد أن شي جين بينج يسعى للتركيز على التحديات الاقتصادية المحلية، والحد من الاضطرابات داخل الصين".
وتابع بايدن قائلاً، إن "شي يتطلع إلى شراء بعض المساحة الدبلوماسية لنفسه، من وجهة نظري، لملاحقة مصالح الصين بقوة"، مضيفاً: "تستمر الصين في التصرف بعدوانية، واختبارنا في جميع أنحاء المنطقة" على عدة جبهات، "بما في ذلك القضايا الاقتصادية والتكنولوجية.. في الوقت نفسه، نعتقد أن المنافسة الشديدة تتطلب دبلوماسية مكثفة".
واعتبر بايدن أن إدارته "حققت بعض المكاسب في العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والصين، والتي تعد مهمة"، مستشهداً بزيارة مستشار الأمن القومي جيك سوليفان الأخيرة إلى بكين، قبل قطع البث.
تأتي هذه القمة في الأشهر الأخيرة من رئاسة بايدن، ورئاسة كيشيدا في اليابان، بينما طرحت الولايات المتحدة سلسلة من التحركات التي تهدف إلى مواجهة النفوذ الصيني.
وتشمل هذه التحركات، فرض تعريفات جمركية جديدة على بعض الصناعات، مثل المركبات الكهربائية الصينية، مع اتخاذ إجراءات صارمة ضد شحنات التجارة الإلكترونية والصلب والألومنيوم الصيني، التي تصل إلى الولايات المتحدة عبر المكسيك.
وخلال افتتاح القمة، تجنّب القادة الآخرون الحديث عن الصين بشكل محدد، لكنهم أشاروا إلى التوترات الإقليمية.
وقال مودي: "نحن لسنا ضد أحد، كلنا ندعم النظام الدولي القائم على القواعد واحترام السيادة والسلامة الإقليمية والحل السلمي لجميع النزاعات".
بدوره قال ألبانيز إن الأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ "يعتمد على السلام والاستقرار المستمر، والإدارة الحكيمة للمنافسة الاستراتيجية والنزاعات".
"توسيع تحالف كواد"
وقبل انطلاق الاجتماعات، أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أن تحالف "كواد" الأمني، الذي يضم أستراليا والهند واليابان إلى جانب الولايات المتحدة، يخطط لتوسيع "شركائه"، وكذلك الإعلان عن أول مهمة مشتركة لخفر السواحل.
وقال سوليفان خلال مؤتمر صحافي في واشنطن، إن المهمة المشتركة لخفر السواحل "ستظهر القدرات المشتركة للدول الأربع فيما يتعلق بقدرتها على التعاون في مجال خفر السواحل".
وأضاف: "سنعلن عن توسيع شركاء مجموعة الرباعية، حيث لن يقتصر على الشركاء من الدول الأساسية فقط، بل سيشمل أيضاً دولاً من جنوب شرق آسيا".
وتابع: "سنعلن عن تموضع مسبق للإمدادات عبر المنطقة وقدرة دول الرباعية على الاستجابة بشكل أسرع في حالات الأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية".
وأعرب عن استغرابه من أن "تعارض الصين وجود مجموعة الرباعية التي على سبيل المثال تجري تنسيقاً بحرياً، أو إجراء تدريبات سيبرانية لجنوب شرق آسيا معاً".
وأكد سوليفان أن "الرباعية ليست موجهة ضد أي دولة أخرى. إنها لا تستهدف دولة معينة. بل تهدف إلى حل المشكلات والدفاع عن مجموعة من المبادئ والرؤية المشتركة للمنطقة".
وفي تعليق على استضافة بايدن لزعماء "كواد" في منزله بولاية ديلاوير، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: "هذه علاقات شخصية تعني الكثير بالنسبة له (بايدن)، ويعتقد أن العلاقات الشخصية مهمة للسياسة الخارجية".
وستكون هذه المرّة السادسة التي يجتمع فيها زعماء الرباعية، والرابعة شخصياً لبايدن منذ أن قام بترقية المجموعة إلى مستوى القادة عام 2021. كما ستكون القمة الأخيرة لكل من كيشيدا وبايدن، حيث أعلن الزعيم الياباني في وقت سابق هذا العام أنه سيتنحى عن منصبه كزعيم لحزبه.
ومن المقرر أن تستضيف الهند قمة "كواد" التالية عام 2025، وإذا ما فازت نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي هاجرت والدتها من الهند، في انتخابات هذا العام، ستكون زيارة نيودلهي بغرض المشاركة في اجتماعات الرباعية رمزية إلى حد بعيد.