وصف وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أعداد الضحايا والمصابين في الغارات الإسرائيلية على جنوب البلاد بأنها "غير مسبوقة" مشيراً إلى أنها قتلت 274 لبنانياً، بينهم 21 طفلاً و31 امرأة، وأصابت 1024 آخرين، فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، إنه "وعد بتغيير توازن القوى" في حدود إسرائيل الشمالية و"هذا بالضبط ما نفعله".
وذكر نتنياهو، أن الجيش الإسرائيلي "يدمر آلاف القذائف والصواريخ التي تستهدف المدن والمدنيين الإسرائيليين"، مضيفاً: "أمامنا أيام صعبة وندعو جميع الإسرائيليين إلى اتباع إرشادات الجبهة الداخلية، وأن نظل صفاً واحداً".
ويأتي تصريح نتنياهو بعد أن أجرى تقييماً أمنياً مع وزير الدفاع يوآف جالانت، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، وقائد سلاح الجو تومر بار، والسكرتير العسكري رومان جوفمان.
وشنت إسرائيل ضربات جوية، منذ صباح الاثنين، على المئات من أهداف جماعة "حزب الله" في لبنان، ما أودى بحياة 274 شخصاً على الأقل، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية، ليشهد البلد بذلك أدمى يوم في الصراع المستمر منذ عام تقريباً.
"أرقام غير مسبوقة للضحايا"
وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، إن الغارات الإسرائيلية على جنوب البلاد قتلت 274 لبنانياً، بينهم 21 طفلاً و31 امرأة، وأصابت 1024 آخرين.
وأشار الأبيض في مؤتمر صحافي، إلى أن "27 مستشفى شارك في استقبال الجرحى"، لافتاً إلى "سقوط شخصين من فرق الإسعاف، و16 جريحاً".
وأضاف أنه "تم استهداف سيارتي إسعاف وسيارة إطفاء ومركز طبي"، موضحاً أنه "تم إصدار توجيه في محافظات الجنوب والنبطية والبقاع وبعلبك الهرمل بالتركيز على استقبال الجرحى بسبب الاعتداءات".
ووصف الأبيض أعداد الضحايا والمصابين بأنها أرقام "غير مسبوقة"، وقال إن حرب عام 2006 مع إسرائيل "سقط فيها قرابة 10 آلاف أو 11 ألف جريح، نحن هنا في أقل من أسبوع صار الرقم تقريباً أقل من 5 آلاف"، في إشارة إلى مجموع الإصابات منذ انفجار الآلاف من أجهزة "البيجر" وأجهزة الاتصال اللاسلكي التي يستخدمها "حزب الله"، الثلاثاء والأربعاء الماضيين.
دعوة إسرائيلية للتفاوض
من جهته، قال مسؤول إسرائيلي لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إنه "في حال أبدى (حزب الله) استعداده للتحرك نحو وقف إطلاق النار في الشمال، فإن إسرائيل ستوقف إطلاق النار".
وأضاف: "سنضربهم بقوة، لكننا سنتوقف إذا قرروا أن الوقت قد حان للتحرك نحو المفاوضات".
وعقب بعض من أشد عمليات تبادل لإطلاق النار عبر الحدود منذ بدء الأعمال القتالية، طالبت إسرائيل اللبنانيين بإخلاء المناطق التي زعمت أن الجماعة تخزن أسلحتها فيها.
وحولت إسرائيل تركيزها صوب حدودها الشمالية حيث تطلق جماعة "حزب الله" الصواريخ عليها دعماً، بحسب قولها، لحركة "حماس" التي تخوض حرباً مع إسرائيل في غزة.
واستهدف الجيش الإسرائيلي، الاثنين، "حزب الله" في جنوب لبنان وسهل البقاع في الشرق والمنطقة الشمالية بالقرب من سوريا في أكبر ضرباته من حيث النطاق.
وذكر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت في مقطع فيديو نشره مكتبه في وقت سابق الاثنين، "نكثف هجماتنا في لبنان، وستستمر العمليات حتى نحقق هدفنا بإعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم بأمان. هذه أيام يتعين فيها على الإسرائيليين التحلي بالهدوء".
وجاءت هذه التصريحات بعد أن استهدف الجيش الإسرائيلي أهدافاً لـ"حزب الله" في جنوب لبنان وسهل البقاع بشرق البلاد والمنطقة الشمالية بالقرب من سوريا.
وقال الجيش الإسرائيلي، إنه أصاب نحو 800 هدف لـ"حزب الله" وذلك بعد أن حذر في وقت سابق من أن غارات جوية وشيكة ستستهدف منازل في لبنان "يخفي فيها حزب الله أسلحته".
وقالت الجماعة اللبنانية إنها أطلقت عشرات الصواريخ على موقع عسكري إسرائيلي رداً على الهجمات.
"المزيد من الغارات"
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إنه "من المتوقع شن جولة أخرى من الهجمات. تستعد الطائرات الإسرائيلية لمهاجمة منازل في سهل البقاع اللبناني تحتوي على أسلحة استراتيجية لحزب الله"، داعياً المدنيين إلى إخلاء المنطقة فوراً.
وذكر الأميرال البحري دانيال هاجاري في بيان بثه التلفزيون، إن "المشاهد الواردة الآن من جنوب لبنان هي انفجارات ثانوية لأسلحة تابعة لحزب الله من داخل المنازل. توجد أسلحة في كل منزل نهاجمه. توجد صواريخ وقذائف وطائرات مسيرة مخصصة لقتل مدنيين إسرائيليين".