نقلت وكالة "بلومبرغ" عن الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، الاثنين، قوله إن إيران مستعدة لخفض التوتر مع إسرائيل طالما رأت نفس مستوى الالتزام من الجانب الآخر، فيما نفى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي هذا التصريح، قائلاً إن "بيزشكيان لم يدل بمثل هذا التصريح قط".
وقال بيزشكيان للصحافيين، قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: "نحن على استعداد لوضع جميع أسلحتنا جانباً طالما كانت إسرائيل مستعدة لفعل الشيء نفسه، ونحن لا نسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة"، بحسب ما نقلته "بلومبرغ".
وأوضح أن "إيران تريد السلام لكنها ستدافع في وجه الظلم الذي يقع على حلفائها، الذين يتخذون قراراتهم الخاصة بشأن العمل العسكري". وتابع: "هم لا يتلقون الأوامر من أي أحد. ليس الأمر وكأن اليمنيين ينتظرون منا أن نخبرهم بما يجب فعله أو عدم فعله".
وأشار بيزشكيان إلى أنه في حال "اندلاع حرب في المنطقة، فلن تخدم مصلحة أي طرف. نحن لا نريد القتال. إنها إسرائيل التي تريد جر الجميع إلى الحرب وزعزعة استقرار المنطقة".
ولفت الرئيس الإيراني، إلى أن بلاده لم تكن تعلم مسبقاً بهجمات "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، والتي أشعلت الحرب في غزة، مشيراً إلى أن كل من الولايات المتحدة وإسرائيل على علم بذلك.
عراقجي ينفي
من جهتها، قالت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، إن عراقجي "نفى بشدة" ما نقلته بعض وسائل الإعلام عن بيزشكيان أن "إيران مستعدة لخفض التوتر مع الكيان الصهيوني".
وذكر وزير الخارجية الإيراني، أنه "خلافاً لما تردد صباح اليوم (الاثنين) بتوقيت نيويورك، فإن بيزشكيان، وفي لقاء مع بعض مسؤولي وسائل الإعلام الأميركية، أدان بشدة جرائم الكيان الصهيوني في غزة، وأدان عدوان هذا الكيان على لبنان، وأكد أن هذه الجرائم لا تتطابق أي من المعايير الإنسانية والدولية، ويجب أن تتوقف".
ولفت إلى أن الرئيس الإيراني قال إن "جريمة اغتيال" رئيس المكتب السياسي السابق في حركة "حماس" إسماعيل هنية بالعاصمة طهران في يوليو الماضي "لن تمر دون رد، وأن هذا الرد سيتم تنفيذه في الوقت المناسب".
ويتواجد بيزشكيان في الولايات المتحدة وذلك للمشاركة للمرة الأولى له في الاجتماع السنوي للأمم المتحدة، حيث من المقرر أن يلقي كلمته، الثلاثاء.
ومن المتوقع أيضاً أن يلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمته في القمة نفسها بعد يومين، رغم أن جدول رحلاته لم يتم الانتهاء منه بعد، بحسب "بلومبرغ".
جاء تعليق الرئيس الإيراني في الوقت الذي بلغت فيه التوتر بين إيران وإسرائيل ذروتها، بعد أن ألقت طهران باللوم على تل أبيب في انفجار واسع النطاق طال أجهزة "البيجر" وأجهزة اللاسلكي في لبنان، ما أودى بحياة عدة أشخاص وإصابة الآلاف، بما في ذلك سفير إيران في بيروت، فيما هددت إيران بالانتقام.
وكان الهجوم، الذي لم تؤكد إسرائيل مسؤوليتها عنه أو تنفها، يستهدف أعضاء من جماعة "حزب الله".
وتنخرط إسرائيل و"حزب الله" في تبادل مستمر لإطلاق الصواريخ. وإذا تصاعد ذلك إلى حرب إقليمية شاملة، فمن المرجح أن تنجر الولايات المتحدة وإيران، التي تعتبر الحزب أهم حلفائها العسكريين في الشرق الأوسط، إلى الصراع، بحسب "بلومبرغ".
الاتفاق النووي
وعن بدء جولة جديدة من المحادثات بشأن الاتفاق النووي المبرم عام 2015، أعرب بيزشكيان عن استعداده لإحياء المحادثات، مشيراً إلى أنه سيسعى لدفع الولايات المتحدة لرفع العقوبات الاقتصادية.
وذكر أن إيران مستعدة للعودة إلى الاتفاق الأصلي، لافتاً إلى أن طهران تواصل التحرك نحو الأهداف المحددة في ذلك الاتفاق.
وانسحبت الولايات المتحدة في 2018 خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من الاتفاق النووي الموقع بين طهران و6 قوى عالمية في عام 2015، والذي وضع قيوداً على برنامج إيران النووي مقابل رفع عقوبات دولية مفروضة عليها.
ونفى بيزشكيان الذي تولى منصبه في يوليو الماضي بعد وفاة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة مروحية، أن تكون إيران قد زودت روسيا بالأسلحة لدعم حربها ضد أوكرانيا، خلافاً لما تقوله الولايات المتحدة.
وقال: "نحن لا نوافق على العدوان الروسي ضد أوكرانيا. ولم نزوّدهم بأي صواريخ باليستية، ولن نفعل ذلك".
ومنذ تجديد العقوبات الأميركية خلال عهد ترمب رفضت طهران التفاوض مباشرة مع واشنطن، وعملت على ذلك من خلال وسطاء أوروبيين أو عرب.
ويأمل قادة طهران في تخفيف العقوبات الأميركية التي ألحقت ضرراً كبيراً باقتصاد البلاد. وساءت علاقات طهران مع الغرب منذ هجوم حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، ومع زيادة دعمها لحرب روسيا في أوكرانيا، بحسب وكالة "رويترز".
وقالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إن واشنطن ليست مستعدة لاستئناف المحادثات النووية مع إيران.