الأمم المتحدة: إعادة إعمار غزة يجب أن ترافقها "عملية سياسية حقيقية"

time reading iconدقائق القراءة - 8
عائلة فلسطينية تجلس في خيمة وسط أنقاض منزلهم المدمر في غزة - REUTERS
عائلة فلسطينية تجلس في خيمة وسط أنقاض منزلهم المدمر في غزة - REUTERS
دبي -الشرقوكالات

دعا مسؤول في الأمم المتحدة، الأحد، إلى البدء بـ"عملية سياسية حقيقية" تهدف إلى ضمان إعادة إعمار قطاع غزة على المدى الطويل وتجنب المزيد من سفك الدماء، بعد التصعيد الأخير بين إسرائيل والفصائل المسلحة الذي ألحق دماراً واسعاً بالقطاع.

وفي وقت ترصد فيه السلطات المحلية في غزة حجم الأضرار، ويشرع السكان بتفقد منازلهم ومتاجرهم، زار وفد أممي رفيع المستوى القطاع بعد اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين دخل حيز التنفيذ فجر يوم الجمعة الماضي. 

وأوضح المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني لوكالة الصحافة الفرنسية، أن "إعادة إعمار غزة يجب أن تصاحبها جهود طويلة الأمد لتجنب جولة جديدة من إراقة الدماء"، مشيراً إلى أن "إعادة الإعمار يجب أن ترافقها بيئة سياسية مختلفة". 

وأعرب لازاريني عن الحاجة إلى "التركيز وبشكل جاد على التنمية البشرية والوصول المناسب إلى التعليم والوظائف وإلى سبل العيش"، لكنه رأى أن ذلك يجب "أن يكون مصحوباً بعملية سياسية حقيقية، إذ إن المعاناة في غزة تزداد بشكل مطرد بسبب عدم معالجة الأسباب الحقيقية للنزاع من جذورها".

وصمد وقف إطلاق النار بين حركة الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لليوم الثالث على التوالي بينما تحدث وسطاء مصريون إلى جميع الأطراف بشأن تمديد فترة الهدوء بعد أعنف قتال في سنوات.

وكان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة دخل حيز التنفيذ في 11 مساءً بتوقيت غرينتش (الثانية فجر الجمعة بتوقيت القدس).

ويتنقل وسطاء مصريون بين إسرائيل وقطاع غزة، الذي تحكمه حماس، لتثبيت وقف إطلاق النار والتقوا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية المحتلة.

نداء الإصلاح

وفي سياق متصل، قالت منسقة الأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية لين هاستينغز، إن "القصف الشديد خلف أضراراً جسيمة على الصحة العقلية للسكان ناهيك عن الأضرار المادية".

وأكدت لين أن "المنظمة الدولية ستطلق نداءً من أجل إصلاح الأضرار التي لحقت بغزة المكتظة بالسكان، حيث يوجد تهديد من تفشي فيروس كورونا".

وعن الحرب التي خاضتها إسرائيل ضد الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة في عام 2014، أكدت هاستينغز في مؤتمر صحافي أن "في عام 2014 كان لدينا فترات راحة لأسباب إنسانية، تمكن الناس من الخروج والوصول إلى المتاجر وشعروا بالأمان مرة أخرى". 

وأضافت: "نتحدث عن حجم الصدمات التي تعرضوا لها هذه المرة وبدون توقف أو التقاط للأنفاس"، مشيرةً إلى أن الناس "يتحدثون عن التأثير على حياتهم العامة وكيف سيتعافون من كل هذا".

وبدأت السلطات في قطاع غزة توزيع الخيام والأغطية، فيما أفادت وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أن "6 آلاف شخص على الأقل أصبحوا بلا مأوى بسبب القصف".

وبعدما أعادت إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم، يوم الجمعة الماضي، دخلت قوافل شاحنات تحمل أدوية وأغذية ووقود وهي مواد أساسية يحتاج إليها أهالي القطاع.

وكشف الصندوق المركزي للإغاثة في حالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة، أنه خصص 18.5 مليون دولار للجهود الإنسانية، فيما يقدر مسؤولون فلسطينيون تكاليف إعادة الإعمار بعشرات الملايين من الدولارات في غزة، حيث قال مسؤولون طبيون إن 248 شخصاً قُتلوا فيه خلال الصراع الذي استمر 11 يوماً.

الدعم الأميركي

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن، في وقت سابق، أن واشنطن ستعمل مع وكالات الأمم المتحدة للإسراع بتقديم المساعدات الإنسانية لغزة "بطريقة لا تسمح لحماس بمعاودة بناء ترسانتها العسكرية".

وفي ذات السياق، أفاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في وقت سابق الأحد، وعبر مقابلة مع شبكة تلفزيون "سي إن إن"، أن "إدارة بايدن تركز حالياً على المساعدات وإعادة الإعمار والدبلوماسية، لكن إنهاء العنف قد يساعد في تحويل التوجه صوب سلام طويل الأمد".

وأضاف بلينكن: "سنعاود الحوار مع الفلسطينيين وبالطبع سنواصل حوارنا العميق مع الإسرائيليين، لتهيئة ظروف، آمل أن تسمح لنا بمرور الوقت بالمضي قدماً في عملية سلام حقيقية. لكن هذا ليس ترتيب الأمور حالياً.. فأمامنا الكثير من العمل للوصول إلى تلك النقطة".

وفي مقابلة أخرى مع برنامج "هذا الأسبوع" المذاع على شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية، طالب بلينكن الجميع بـ"البدء بالتعامل مع الوضع الإنساني الخطير في غزة. ثم إعادة الإعمار، وإعادة بناء ما فقد".

وتابع: "الأهم من ذلك، إشراك كلا الجانبين في محاولة البدء في إجراء تحسينات حقيقية على حياة الشعب حتى يتمكن الإسرائيليون والفلسطينيون أن يعيشوا بقدر متساوٍ من الأمن والسلام والكرامة".

ويعتزم بلينكن السفر إلى المنطقة في الأيام المقبلة، وسيلتقي بمسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين وإقليميين لمناقشة جهود الإغاثة في الأراضي الفلسطينية. 

اشتباكات الأقصى

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" في وقت سابق الأحد، بأن العشرات من الجنود الإسرائيليين اقتحموا ساحات المسجد الأقصى و"اعتدوا" على المصلين، واعتقلوا أحد حراس المسجد.

ونقلت الوكالة عن شهود عيان قولهم، إن القوات الإسرائيلية "اعتدت بالضرب على بعض الشبان لدى توافدهم لأداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى".

وأضاف شهود العيان أن القوات الإسرائيلية فرضت تشديدات غير مسبوقة على أبواب المسجد ودققت في هويات المصلين الداخلين إليه، وأخلت محيط المسجد القبلي من المصلين، وانتشرت داخله وفي محيطه من أجل تسهيل اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى.

بدوره، حذر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إسرائيل من مغبة العودة إلى مربع التصعيد والتوتر، من خلال عودة الاقتحامات للمسجد الأقصى، واستمرار حصار حي الشيخ جراح، والاعتقالات المستمرة للفلسطينيين.

ونقلت "وفا" عن أبو ردينة قوله إن "المعركة الأساسية كانت في القدس وما زالت مستمرة، والاحتلال ما زال يستمر في دعم المتطرفين، متحدياً الجهود العربية والدولية التي بذلت لوقف العدوان". 

وأضاف: "حكومة الاحتلال تتحمل مسؤولية تخريب جهود وقف العدوان خاصة جهود الإدارة الأميركية ومصر المستمرة مع الأطراف كافة لتثبيت وقف العدوان، والإعداد لإعادة إعمار قطاع غزة مع المجتمع الدولي، والإدارة الأميركية".