الملك عبد الله الثاني عن فكرة الأردن كـ"وطن بديل" للفلسطينيين: لن يحدث أبداً

time reading iconدقائق القراءة - 5
ملك الأردن عبد الله الثاني يلقي كلمة أمام الجمعية العامة التاسعة والسبعين للأمم المتحدة في نيويورك. 24 سبتمبر 2024 - REUTERS
ملك الأردن عبد الله الثاني يلقي كلمة أمام الجمعية العامة التاسعة والسبعين للأمم المتحدة في نيويورك. 24 سبتمبر 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

أعرب ملك الأردن عبد الله الثاني، الثلاثاء، رفضه لما "يروج" له ممن أسماهم بـ"المتطرفين" في إسرائيل لفكرة تحول الأردن كـ"وطن بديل" للفلسطينيين، قائلاً إن "هذا لن يحدث أبداً"، ووصف عملية "التهجير القسري" للفلسطينيين، بأنها "جريمة حرب".

وأضاف ملك الأردن، في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه "لسنوات، مدّ العالم العربي يده إلى إسرائيل عبر مبادرة السلام العربية، مستعداً للاعتراف بها وتطبيع العلاقات معها، مقابل السلام، إلا أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة اختارت المواجهة، نتيجة للحصانة التي اكتسبتها عبر سنوات في غياب أي رادع لها".

وأشار إلى أن "الفلسطينيين تحملوا أكثر من 57 عاماً من الاحتلال والظلم والاضطهاد، وخلال هذه السنوات، سُمح للحكومة الإسرائيلية بأن تتجاوز الخط الأحمر تلو الآخر". وتابع: "لكن الآن، غدت حصانة إسرائيل التي امتدت لعقود، أسوأ عدو لها، وباتت العواقب واضحة في كل مكان".

"تزايد الإحباط الدولي"

ولفت ملك الأردن، إلى "اتهام الحكومة الإسرائيلية في محكمة العدل الدولية، بارتكاب إبادة جماعية (في غزة)، وتتردد أصداء الغضب تجاه الإجراءات الإسرائيلية حول العالم، كما شهدت المدن في كل مكان احتجاجات حاشدة، وارتفعت الأصوات المطالبة بفرض عقوبات على إسرائيل".

وذكر أن "الإحباط الدولي من إسرائيل كان قد بدأ بالتزايد منذ زمن، ولكنه لم يكن أوضح مما هو عليه الآن"، مشيراً إلى أنه "على مدار عقود عدة، حرصت إسرائيل على أن تقدم صورتها للعالم كنموذج مزدهر للديمقراطية الغربية في الشرق الأوسط".

لكنه أضاف: "وحشية الحرب على غزة أجبرت العالم على النظر عن كثب ورؤية الحقيقة"، لافتاً إلى أن "الكثيرين الآن باتوا ينظرون إلى إسرائيل بعيون ضحاياها، وبات التناقض بين تلك الصورتين واضحاً بشدة لا يمكن التغاضي عنها، فلا يمكن لإسرائيل أن تتعايش مع الصورة التي يعرفها الفلسطينيون".

واعتبر الملك عبد الله، أن "هذا الخيار الذي يتعين على قادة إسرائيل وشعبها اتخاذه، فإما أن يعيشوا وفقاً للقيم الديمقراطية المتمثلة في الحرية والعدالة والمساواة للجميع، أو أن يخاطروا بالتعرض للمزيد من العزلة والرفض".

وأردف: "لقد شهدنا مراراً وتكراراً إسرائيل، وهي تحاول تحقيق الأمن باستخدام الوسائل العسكرية، وكل تصعيد يتبعه هدوء مؤقت، وسرعان ما يبدأ تصعيد جديد أكثر فتكاً".

"فشل سياسي"

ولفت إلى أنه "لسنوات، اختار المجتمع الدولي الطريق الأسهل، واكتفى بقبول الوضع القائم المتمثل في استمرار الاحتلال العسكري الإسرائيلي لأراض فلسطينية، مقدماً الدعم لحل الدولتين من خلال تصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع".

ويرى ملك الأردن، أن الوضع القائم الحالي "غير مجدٍ، ولا يمكن أن يستمر"، مبيناً أنه "وفقاً للقرار غير الملزم الصادر عن محكمة العدل الدولية قبل شهرين، فإن هذا الوضع القائم مخالف للقانون دون لبس".

واعتبر أن "رأي المحكمة الدولية يحمل ثقلاً أخلاقياً علينا جميعاً، كما أن الالتزام الذي يحتمه هو التزام لا يمكن لبلداننا أن تتجاهله، من أجل مصلحة عالمنا، ومن أجل مستقبل الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، لأن كلا الشعبين يستحقان العيش بكرامة، بعيداً عن العنف والخوف".

وشدد على أن "الحل الوحيد لتحقيق ذلك هو السلام العادل، السلام الذي يرتكز على القانون الدولي، والعدالة، والحقوق المتساوية، والاعتراف المتبادل". كما أكد على وجوب أن "تنتهي هذه الحرب، وأن يعود الرهائن والأسرى إلى بيوتهم".

ودعا الملك عبد الله "جميع الدول للانضمام إلى الأردن في فرض بوابة دولية للمساعدات الإنسانية إلى غزة، كجهد إغاثي ضخم لإيصال الغذاء والمياه النظيفة والدواء وغيرها من الإمدادات الحيوية، لمن هم في أمس الحاجة إليها"، مشدداً على وجوب "ألا تكون المساعدات الإنسانية أداة حرب أبداً".

وتابع: "ومهما اختلفنا سياسياً، هنالك حقيقة واحدة لا يمكن إنكارها، وهي أنه لا ينبغي لأي شعب أن يتحمل مثل هذه المعاناة غير المسبوقة، وحيداً. علينا ألا نترك المستقبل رهينة بيد من يزدهرون بتعميق الفرقة والصراع".

وحث ملك الأردن "جميع الدول ذات الضمير أن تتحد مع الأردن في هذه المهمة خلال الأسابيع القادمة الحرجة"، وقال: "فبعد مضي عام تقريباً على هذه الحرب، أثبت عالمنا فشله سياسياً، ولكنّ هذا لا يستوجب أن تخذل إنسانيتنا أهل غزة بعد الآن".

تصنيفات

قصص قد تهمك