قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، إن "الحل الدبلوماسي" بين إسرائيل وجماعة "حزب الله" اللبنانية "لا يزال ممكناً"، رغم تصاعد الهجمات الإسرائيلية في لبنان، والتي خلّفت مئات الضحايا وآلاف الإصابات، فيما أعربت إسرائيل عن "انفتاحها" على أفكار لـ"تهدئة الصراع"، مشيرةً إلى أنها "لا ترغب في شن أي غزو بري في أي مكان".
وقال بايدن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن "الحرب الشاملة ليست في مصلحة أحد، حتى لو تصاعد الوضع، فإن الحل الدبلوماسي لا يزال ممكنا"، مشدداً على أنه "يبقى المسار الوحيد لأمن دائم يسمح للسكان على جانبي الحدود بالعودة إلى منازلهم بأمان".
إسرائيل: نفضل الحل الدبلوماسي
ورد مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون على خطاب بايدن بالقول، إن "إسرائيل تقدّر الدعم الأميركي في هذا الوقت الذي نقاتل فيه ضد قوى الشر"، على حد وصفه.
واعتبر السفير الإسرائيلي في بيان على منصة "إكس"، أن "التحرك الدبلوماسي دائماً أفضل من المواجهة، ولكن بعد عام من قتل محتجزينا في أنفاق الإرهاب، وعدم تمكن سكان الشمال من العودة إلى منازلهم، فإننا عازمون على إعادة الأمن لمواطنينا بكل طريقة ممكنة"، على حد زعمه.
وذكر دانون في حديث مع الصحافيين، أن إسرائيل منفتحة على أفكار لتهدئة الصراع في لبنان، وذلك غداة إعلان الولايات المتحدة أنها تستكشف بعض "الأفكار الملموسة" مع الحلفاء والشركاء.
وأضاف: "بينما نتحدث، هناك قوى مهمة تحاول طرح أفكار ونحن منفتحون على ذلك. لا نرغب في شن أي غزو بري في أي مكان".
وأشار إلى أن إسرائيل "تفضل الحل الدبلوماسي، ولكن إذا لم ينجح الأمر، فإننا سنستخدم أساليب أخرى لنظهر للجانب الآخر أننا سنحقق أهدافنا"، مشدداً على أن تل أبيب "ستفعل كل ما هو ضروري لإعادة السكان إلى الشمال"، وفق قوله.
وتابع: "ما زلنا نعتقد أن الأوان لم يفت بعد لكي تضغط الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني على (حزب الله) لوقف عدوانه. إذا أوقف (حزب الله) إطلاق الصواريخ على إسرائيل، فسنكون قادرين على إعادة سكاننا إلى ديارهم"، على حد وصفه.
مباحثات للتهدئة
وتسبب القتال العنيف هذا الأسبوع بين إسرائيل وجماعة "حزب الله" اللبنانية في زيادة المخاوف من أن يحتدم الصراع المستمر منذ ما يقرب من عام، ويزعزع استقرار الشرق الأوسط في الوقت الذي تستعر فيه بالفعل حرب إسرائيل على قطاع غزة.
وقالت إسرائيل إنها تحول تركيزها من غزة إلى الحدود الشمالية حيث يطلق "حزب الله" صواريخ على إسرائيل دعماً لحركة "حماس".
وترى الحكومة الإسرائيلية، أن تأمين الحدود الشمالية وإعادة السكان إليها هي أولوية عسكرية؛ مما يمهد الطريق لصراع طويل، في حين توعّدت جماعة "حزب الله" بمواصلة القتال لحين التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وقال نائب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون فينر، الثلاثاء، إن إدارة بايدن تبحث مع حلفاءها مسألة تهدئة التوترات المتصاعدة بين إسرائيل و"حزب الله".
وأضاف فينر خلال فعالية استضافها موقع "أكسيوس" الإخباري على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: "نحن نعمل على ذلك هنا في نيويورك، وفي العواصم حول العالم، ولن نكشف عن كل تفاصيل تلك المحادثات الحساسة، لكننا نريد حقاً أن يهدأ هذا الصراع".
وتجنب فينر الإجابة عن سؤال بشأن ما إذا كان القتال قد تحول حالياً لـ"حرب شاملة"، لكنه اعتبر أن "الحرب الكبرى والأوسع ليست في مصلحة إسرائيل ولا لبنان".
وكان مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية قال الاثنين، إن "الولايات المتحدة تناقش مع الحلفاء والشركاء بعض الأفكار الملموسة لإيجاد مسار نحو تهدئة التصعيد في القتال وتخفيف التوتر".