قال مسؤولان إسرائيليان ودبلوماسي غربي لموقع "أكسيوس" الأميركي إن جماعة حزب الله اللبنانية طلبت من إيران في الأيام الماضية، شن هجوم على إسرائيل، وذلك مع تصاعد القتال بشكل كبير بين الجماعة والجيش الإسرائيلي، لكن إيران امتنعت حتى الآن عن ذلك.
واعتبر "أكسيوس"، أن هجوماً إيرانياً مباشراً على إسرائيل "سيزيد من زعزعة استقرار المنطقة بشكل كبير، ومن المرجح أن يدفع الولايات المتحدة للتورط في القتال بشكل أكثر نشاطاً".
وقال مسؤولان إسرائيليان إن طهران أبلغت حزب الله أن "الوقت ليس مناسباً" لشن هجوم على إسرائيل، لأن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان موجود حالياً في نيويورك لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي إحاطة مع الصحافيين الاثنين، في نيويورك، قال بزشكيان إن إسرائيل هي الطرف الذي يسعى إلى توسيع نطاق الحرب في المنطقة، وأكد أن إيران لا تريد الوقوع في هذا "الفخ".
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن توجيهات مجلس الأمن الإسرائيلي لقوات الجيش هي "تجنب اتخاذ خطوات قد تعطي إيران سبباً أو ذريعة للانضمام إلى القتال".
ولم ترد البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، ولا متحدث باسم "حزب الله"، على طلب من "أكسيوس" للتعليق.
وأودت الضربات الإسرائيلية على جنوب لبنان منذ صباح الاثنين، بحياة 569 شخصاً على الأقل بينهم 50 طفلاً و94 امرأة، كما أدت إلى موجة نزوح كبيرة من الجنوب.
"حزب الله طلب مساعدة من طهران"
وقال مسؤولان إسرائيليان ودبلوماسي غربي لـ"أكسيوس"، إن الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية تشير إلى أن جماعة "حزب الله"، تواصلت مع إيران في الأيام الماضية، وطلبت من الإيرانيين المساعدة من خلال شن هجوم انتقامي رداً على اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران قبل شهرين.
وتعهدت إيران بالانتقام لاغتيال هنية، وفي ذلك الوقت، أعربت الولايات المتحدة وإسرائيل عن قلقهما من أن إيران قد تشن هجوماً آخر بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد إسرائيل، بشكل يشبه الهجوم الذي وقع في أبريل، ولكن بعد مرور شهرين، لم ترد إيران بعد.
وفي محادثاتهم الأخيرة مع حزب الله، أعرب الإيرانيون عن تحفظهم بشأن الانضمام إلى القتال ضد إسرائيل في الوقت الحالي، ولم يعطوا رداً إيجابياً، بحسب ما ذكره المسؤولون.
مكالمة أوستن وجالانت
وقال مسؤولون إسرائيليون إن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ناقش احتمال تورط إيران بشكل مباشر في القتال في لبنان مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت خلال مكالمة هاتفية، الأحد.
وصرح المتحدث باسم البنتاجون، بات رايدر، أن أوستن أوضح لجالانت "أن الولايات المتحدة مستعدة لحماية القوات الأميركية والأفراد، ومصممة على ردع أي جهات إقليمية من استغلال الوضع أو توسيع الصراع".
كان الرئيس الإيراني قد قال في مقابلة مع شبكة CNN الاثنين، إن إيران لا تريد أن يتحول لبنان إلى غزة أخرى، وتعهد بتقديم الدعم لحزب الله.
وأضاف: "لا يمكن لحزب الله أن يقف وحده في مواجهة دولة يتم الدفاع عنها ودعمها وتزويدها من قبل الدول الغربية، والدول الأوروبية، والولايات المتحدة".
غارات على جنوب لبنان
والاثنين، وصف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، الغارات الإسرائيلية على لبنان بأنها "عملية هجومية استباقية تستهدف البنية التحتية القتالية"، معرباً عن استعداد تل أبيب لـ"المراحل التالية".
وقال هاليفي خلال تواجده في غرفة قيادة عسكرية تحت الأرض، إن "الجيش يفكك قدرات حزب الله التي بناها على مدار 20 عاماً، وهذا مهم جداً".
وتابع: "نحن نضرب الأهداف ونستعد للمراحل التالية"، دون أن يذكر مزيداً من التفاصيل، لكنه أضاف أنه "سيوضح قريباً".