يواجه 68% من الأميركيين الصينيين شكلاً واحداً على الأقل من أشكال التمييز شهرياً، بينما يعتقد 65% أن التوترات بين الولايات المتحدة والصين تؤثر سلباً على كيفية معاملة الأميركيين الآخرين لهم، بحسب دراسة نشرها "مركز أبحاث الرأي الوطني" بجامعة شيكاجو ومنظمة Committee of 100 غير الربحية.
ووفقاً لصحيفة "واشنطن بوست"، فإن الاستطلاع شمل مشكلات الصحة العقلية، وقال 43% من الأميركيين الصينيين إنهم يشعرون بـ"الاكتئاب".
واستطلع الباحثون آراء أكثر من 500 أميركي صيني بلغتهم المفضلة، واستكشفوا كيف يشعرون أنهم يُعَامَلون في الولايات المتحدة، وكيف ينظرون إلى صحتهم العقلية، وما إذا كانوا يتوقعون التصويت في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.
"قضية وطنية"
وطرحت ظاهرة الكراهية والتمييز ضد الأميركيين الآسيويين كقضية وطنية خلال جائحة كورونا، والتي تزامنت مع ارتفاع جرائم الكراهية، وساهمت في ظهور حركات ناشطة عبر وسم StopAsianHate#، أو StopAAPIhate# (الذي يرمز إلى الآسيويين الأميركيين من جزر المحيط الهادئ).
وندد النشطاء وجماعات الحقوق المدنية بخطاب الرئيس دونالد ترمب، عندما تحدث عن فيروس كورونا، والذي أشار إليه أحياناً باسم "طاعون الصين" أو "إنفلونزا الكونج فو".
واستجابت عدة ولايات في ذلك الوقت بإلزام أو اقتراح دروس التاريخ الأميركي الآسيوي في المدارس للمساعدة في كبح انتشار التعصب والعنصرية، كما وقع الرئيس جو بايدن في عام 2021 على مشروع قانون يهدف إلى تسهيل الإبلاغ عن جرائم الكراهية ضد الآسيويين على المستويين المحلي والولائي في إطار جهود الاستجابة المباشرة لجائحة كورونا.
وفي مارس عام 2021، ندد بايدن علناً أيضاً بـ"الكراهية ضد الآسيويين"، مشيراً إلى أن أعضاء المجتمع الآسيوي-الأميركي من جزر المحيط الهادئ "تعرضوا للهجوم والمضايقة وإلقاء اللوم عليهم والتضحية بهم".
وبحسب الاستطلاع الأخير، لا يزال العديد من الأميركيين من أصل صيني يعيشون في مناخ من الكراهية. وقال حوالي 85% من المستجيبين الذين قالوا إنهم يواجهون التمييز في شهر، إنهم يرون أن هذا التمييز ناجم عن عرقهم أو لهجتهم.
27% يتعرضون لتهديد جسدي
وقال 27% إنهم يتعرضون للتهديد الجسدي شهرياً، بينما قال 21% إنهم يتعرضون للمضايقة. وقال أكثر من نصفهم بقليل، نحو 51%، إنهم غير راضين عن الطريقة التي يتعامل بها المسؤولون المنتخبون على المستوى الفيدرالي مع العنف ضد مجتمعاتهم.
يعيش حوالي 5.5 مليون شخص من أصل صيني في الولايات المتحدة، وفقاً لمكتب الإحصاء الأميركي، وهو ما يمثل أكبر مجموعة ديموغرافية آسيوية تم قياسها في البلاد.
وقال ثلاثة أرباع ممن شملهم الاستطلاع في الدراسة الأخيرة، إنهم يتوقعون التصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وذكر أقل من نصفهم أنهم ديمقراطيون.
وقالت أغلبية كبيرة، نحو 81%، من الأميركيين الصينيين إنهم "قلقون" بشأن الخطاب الذي يستخدمه مرشحي الرئاسة عند الحديث عن الصين أو العلاقات بين واشنطن وبكين، وذكر الاستطلاع أن 61% إن خطاب وسائل الإعلام الإخبارية الأميركية بشأن هذا الموضوع "يؤثر سلباً على كيفية تعامل الغرباء معهم".
كما وجد الاستطلاع أن العديد من الأميركيين الصينيين يعانون على الأرجح من مشكلات في صحتهم العقلية.
وقال نصف المستجيبين إنهم شعروا بـ"اليأس" في الشهر الذي سبق الاستطلاع، وقال 43% إنهم شعروا بالاكتئاب، وقال 39% إنهم شعروا بأنهم "لا قيمة لهم".
وقالت منظمة Committee of 100 غير الربحية، في بيان، "إن مشكلات الصحة العقلية واضحة بشكل خاص بين الشباب والنساء والأميركيين الصينيين الذين يتعرضون بانتظام للتمييز العنصري". وأضافت: "المعاملة السيئة (أي التمييز) تؤثر سلباً على الصحة العقلية والإحساس بالقبول في المجتمع الأميركي".