وزير الخارجية السعودي: ندعو لتضافر الجهود لإيقاف التصعيد الخارج عن السيطرة في المنطقة

time reading iconدقائق القراءة - 7
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يترأس الاجتماع الوزاري الطارئ لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في نيويورك. 27 سبتمبر 2024 - x/KSAMOFA
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يترأس الاجتماع الوزاري الطارئ لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في نيويورك. 27 سبتمبر 2024 - x/KSAMOFA
دبي-الشرق

دعا وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الجمعة، إلى تضافر الجهود في هذه "اللحظة الحاسمة" لإيقاف التصعيد الخارج عن السيطرة في المنطقة، مشدداً على ضرورة إيجاد "طريق لحل سياسي في إطار جامع لكل هذه المشكلة".

وعن المقترح الأميركي-الفرنسي لوقف إطلاق النار في لبنان، والذي تم الإعلان عنه في بيان مشترك، قال الأمير فيصل بن فرحان: "ليس لدي تعليق على المعلومات الأولية، لكن المؤكد أن الموقف الموحد هو أن التصعيد يجب أن يتوقف، ويجب أن نجد طريقاً إلى وقف القتال، ويجب أن نجد طريقاً لحل سياسي في إطار جامع لكل هذه المشكلة".

واعتبر وزير الخارجية السعودي في مؤتمر صحافي بنيويورك، أن "أساس هذه المشكلة الحرب في قطاع غزة، وغياب الأفق السياسي للقضية الفلسطينية، ويجب أن نركز على هذا الجانب، فهذا السبب الذي جعلنا ننضم للبيان مع الولايات المتحدة وفرنسا الداعي لوقف إطلاق النار".

وتعمل الولايات المتحدة وفرنسا من أجل وقف إطلاق النار على الحدود بين لبنان وإسرائيل، فيما انضم إليهما كل من الاتحاد الأوروبي والسعودية والإمارات وقطر وألمانيا وإيطاليا واليابان وأستراليا وكندا، في بيان مشترك أعربوا خلاله عن دعم كافة الجهود الدبلوماسية لإنهاء الأزمة.

"الحرب الشاملة"

وقال الأمير فيصل بن فرحان، إن "الحرب والدمار لن يأتي إلا بمزيد من الحرب، وليس في مصلحة المنطقة"، مشدداً على ضرورة "التكاتف والعمل سوياً لتحقيق ما هو الحق، والحق هو قيام الدولة الفلسطينية، وهذه هي الفكرة الأساسية للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين الذي تم الإعلان عنه البارحة (الخميس)، وحضره ما يقارب 90 دولة منهم 60 على المستوى الوزاري".

ولفت الوزير السعودي خلال المؤتمر الصحافي، إلى أن "هناك تضافر ورغبة لإيجاد سبيل لتحقيق تسوية حقيقية للقضية في منطقتنا، وذلك بقيام الدولة الفلسطينية"، واصفاً ذلك بـ"المسار الصحيح".

وأكد على أهمية "تعزيز الإجماع الدولي، وهذا لا شك سيؤثر على الأطراف التي لا زالت تتردد في هذا الجانب"، واصفاً اللحظة الحالية في المنطقة بـ"الخطيرة للغاية".

وأضاف: "سننقل موقف اللجنة العربية الإسلامية الحازم بضرورة أن يقوم مجلس الأمن بدوره في وقف الحرب" في قطاع غزة، لافتاً إلى أنه "من غير المعقول ارتهان القرار الدولي لطرف واحد يتعنت للتصعيد غير مبال بالقوانين والمواثيق الدولية".

وأشار إلى أن "انطلاق اللجنة الوزارية العربية-الإسلامية المشتركة مع شركائها في الاتحاد الأوروبي والنرويج للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، جاء بقناعة منّا بعدم وجود مجال في انتظار جاهزية الطرف الآخر للتفاوض في ظل تصاعد الانتهاكات الجسيمة"، في إشارة إلى إسرائيل.

وعند سؤاله عن إمكانية التواصل مع إيران لتجنيب المنطقة "الحرب الشاملة"، وذلك بعد احتمالية استهداف الأمين العام لجماعة "حزب الله" اللبنانية، حسن نصر الله، قال وزير الخارجية السعودي: "نحن نتواصل مع الجميع لتجنيب المنطقة مزيداً من الحروب، ومزيداً من الأسى، وسنعمل دوماً على تجنب أي شيء يزيد من هذا الاقتتال".

وفي وقت سابق الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف المقر المركزي لـ"حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت، فيما ذكرت مصادر أن المستهدف كان حسن نصر الله.

أداء مجلس الأمن

وفي كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط، قال وزير الخارجية السعودي، إن "القضية الفلسطينية تتصدر الأزمات التي تستدعي اهتمام مجلسكم، في ظل استمرار التجاوزات الإسرائيلية الجسيمة، وتردي الأوضاع الإنسانية".

وأشار إلى "الآثار الخطيرة لإطالة أمد الأزمة، وتوسيع نطاق الصراع من خلال التصعيد العسكري المستمر"، موضحاً أن بلاده "طرحت هذه القضية الملحة أمام هذه المجلس، دون أن يقابل ذلك تحرك جاد".

ولفت إلى أنه "منذ أكتوبر الماضي، تم نقض 6 مشاريع قرارات من أصل 10 مطروحة، والقرارات المعتمدة لم تنجح لحد الآن في تحقيق وقف إطلاق النار، ولا معالجة الوضع الإنساني الكارثي، ولا تمهيد الطريق لمسار سياسي موثوق نحو السلام".

وأردف: "إننا نتساءل متعجبين عما يحتاجه المجلس لإنهاء هذه المعاناة، وتطبيق القانون الدولي"، موضحاً أن هناك "فجوة متزايدة بين التوافق الدولي والاختلافات داخل المجلس؛ مما عطل أداءه وأضعف مخرجاته".

وذكر أن "الجمعية العامة عبّرت في قرارات متتالية عما تنادي به دولنا، الحاجة الماسة لوقف إطلاق النار، وتوفير مساعدات إنسانية بلا انقطاع، وحق الفلسطينيين في تقرير المصير".

واعتبر أن "تحقيق السلام يتطلب تمكيناً من مؤسسات المجتمع الدولي وتحديداً مجلسكم، كما يتطلب الشجاعة في القرار، والالتزام بالتنفيذ، حيث أن المسؤولية القانونية والأخلاقية لوضع حد لهذه الأزمة تقع على عاتق مجلسكم".

وأشار الأمير فيصل بن فرحان، إلى أن مجلس الأمن "ارتهنت نقاشاته لاعتبارات سياسية حالت دون ممارسته لمسؤولياته"، مضيفاً: "لمن يقول أن علينا انتظار التفاوض لقيام دولة فلسطينية وعدم اتخاذ خطوات أحادية، أقول: ما العمل عندما ترفض إسرائيل حتى الاعتراف بمبدأ حل الدولتين، وتستمر في الإجراءات الأحادية التي تقوض آفاق السلام".

وأكد أن الوقت حان لـ"إطلاق شراكة جادة من أجل السلام"، داعياً "أعضاء المجتمع الدولي وخاصة دول مجلس الأمن التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى المضي قدماً بذلك، دعماً لحل الدولتين، وحفاظاً على فرص تحقيق التعايش والسلام المستدام".

وأعرب عن "إيمان المملكة بأن إنهاء الاحتلال وتنفيذ حل الدولتين هو الأساس لإيقاف دوامة العنف ورفع المعاناة وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة"، مؤكداً على "تمسك المملكة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".

التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين

وكان الأمير فيصل بن فرحان أعلن، الخميس، إطلاق تحالف دولي لإقامة دولة فلسطينية وتنفيذ "حل الدولتين"، مشيراً إلى أن الاجتماع الأول  لهذا التحالف سيعقد في المملكة.

وأضاف الأمير فيصل بن فرحان، خلال اجتماع وزاري في نيويورك بعنوان "الوضع في غزة وتنفيذ حل الدولتين كطريق إلى سلام عادل وشامل": "باسم الدول العربية والإسلامية وشركائنا الأوروبيين نُعلن إطلاق التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، ويطيب لي أن أدعوكم لحضور أول اجتماع في السعودية للإسهام في تحقيق السلام".

وشدد على ضرورة "التحرك بشكل جماعي في اتخاذ خطوات عملية ذات أثر ملموس للدفع باتجاه الوقف الفوري للحرب، وتنفيذ حل الدولتين، وفي مقدمة ذلك تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة".

تصنيفات

قصص قد تهمك