مع اقتراب الموعد النهائي لتسجيل الناخبين في العديد من الولايات الأميركية، وبدء التصويت المبكر في عدد من الولايات الأخرى، تتسابق حملتا المرشح الجمهوري دونالد ترمب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس لتعزيز نقاط قوتهما بين المجموعات السكانية المختلفة في البلاد، على أمل العثور على ميزة في منافستهما المحتدمة.
وترى كلتا الحملتين فرصة بين الناخبين الأميركيين الآسيويين، الذين يُعتبرون الأسرع نمواً في صفوف الناخبين بين أي مجموعة عرقية أو إثنية رئيسية، مع تزايد أعدادهم في جورجيا ونورث كارولينا وغيرها من الولايات المتأرجحة، وفق CNN.
ولا يشكل الناخبون من أصل آسيوي كتلة واحدة، إذ ينحدرون من أكثر من 20 جنسية مختلفة، ولكل منهم رؤاه السياسية الخاصة.
وقال جيمس وو من منظمة Asian Americans Advancing Justice وهي مجموعة غير حزبية في أتلانتا بولاية جورجيا، تساعد في تسجيل الناخبين من جميع الأحزاب، وتشجع على المشاركة في الانتخابات: "أعدادنا لا تزال صغيرة، لكن يمكن أن نكون عاملاً حاسماً في نتائج الانتخابات".
وأشار إلى أن "كل صوت يمكن أن يحدث فرقاً، وهذا ما نذكره دائماً لأعضاء مجتمعنا".
"كل صوت مهم"
وتُظهر نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة في جورجيا، والتي فاز فيها بايدن بفارق يقل عن ربع نقطة مئوية من بين نحو 5 ملايين بطاقة اقتراع، أهمية المقولة التي تقول إن "كل صوت مهم".
وقال وو: "قد يكون هناك ولاء أقل بكثير للأحزاب السياسية بين العديد من الأميركيين الآسيويين، ومع ذلك فإن خلفيات الناس غالباً ما تؤثر على قراراتهم الانتخابية.
وأضاف وو: "الاقتصاد قضية كبيرة، والكثير من أعضاء مجتمعنا، الذين نعمل معهم، هم من أصحاب الأعمال الصغيرة. ويعملون سبعة أيام في الأسبوع في متاجرهم الصغيرة، لذا فإن الاقتصاد يؤثر عليهم مباشرة".
وقال وو: "الأمر ليس واضحاً تماماً، إذ يصوت المهاجرون بطريقة معينة أو أخرى. يجب علينا أيضاً النظر في الكثير من القضايا والمناطق المحددة التي تهمهم".
وتظهر الاستطلاعات الوطنية أن الناخبين الأميركيين من أصول آسيوية يميلون إلى الحزب الديمقراطي.
وأظهر استطلاع نُشرته الأسبوع الماضي، AAPI Data، وهي شركة تحليل بيانات تركز على الأميركيين الآسيويين، أن 66% من الناخبين الأميركيين من أصول آسيوية يخططون لدعم هاريس، بينما يعتزم 28% دعم ترمب.
ووجد الاستطلاع نفسه أن 62% من الناخبين الأميركيين الآسيويين لديهم رأي إيجابي تجاه هاريس، مقارنة بـ 35% لديهم رأي غير مؤيد.
15 مليون ناخب من أصل آسيوي
ومن المتوقع أن يكون حوالي 15 مليون أميركي من أصول آسيوية مؤهلين للتصويت في عام 2024، وفقاً لمركز بيو للأبحاث، بزيادة قدرها 15% مقارنة بانتخابات 2020.
ويوجد في ولاية جورجيا حوالي 328 ألف ناخب مؤهل من الأميركيين الآسيويين وسكان جزر المحيط الهادئ، وفقاً لبيانات AAPI، وهو عدد كبير بالنظر إلى الهوامش المتوقعة الضيقة في السباق الرئاسي.
وقال وو إن هذا يوفر فرصاً لكلا الحزبين السياسيين، على الرغم من أنه لاحظ فارقاً كبيراً في جهود الديمقراطيين والجمهوريين للتواصل مع هذه الفئة.
وقال ستيفن تشيونج، كبير مستشاري حملة ترمب في بيان: "إن حملة 2024 تستعد للبناء على قوة ونجاحات الأميركيين الآسيويين خلال الولاية الأولى للرئيس ترمب لدفعه نحو تحقيق انتصار تاريخي في الولاية الرئاسية الثانية".
وتضم حملة هاريس ثلاثة موظفين بدوام كامل في المقر الرئيسي للحملة، مخصصين للتفاعل مع الناخبين الأميركيين الآسيويين، حسبما ذكرت متحدثة باسم الحملة، مع نشر موظفين إضافيين في جورجيا والولايات الأخرى المتأرجحة.
وهاريس، التي ستكون أول امرأة أميركية من أصل إفريقي وجنوب آسيوي تُنتخب رئيسة، تستغل أيضاً جذورها الهندية الأميركية من خلال الإعلانات التلفزيونية المدفوعة. ويتضمن إعلانها الأخير صوراً لوالدتها، والتي وصفتها هاريس بأنها "امرأة رائعة، بطول خمسة أقدام ذات بَشَرة سمراء ولهجة مميزة".
محاولات ديمقراطية لتحقيق اختراق في جورجيا
وتعد مقاطعة فورسيث في جورجيا منطقة ذات توجه جمهوري قوي، وصوتت لترمب في انتخابات 2020 بفارق كبير بلغ 30%. ولكن هذا كان أقل مما حصل عليه في انتخابات 2016، حيث تفوق فيها بأكثر من 50 نقطة.
ولأول مرة منذ سنوات، قام الديمقراطيون بترشيح مرشحين في جميع المناصب الانتخابية، بما في ذلك أشوين راماسوامي، الذي نشأ في المنطقة، لمنصب سيناتور في الولاية.
وينافس راماسوامي السيناتور الجمهوري شون ستيل في مجلس الشيوخ في ولاية جورجيا، وهو الذي تم اتهامه العام الماضي، مع ترمب بمحاولة قلب نتائج انتخابات 2020. وأثناء قيامه بطرق الأبواب في أحد الأيام الأسبوع الماضي، قال راماسوامي إن الحماسة مع وجود هاريس على قمة البطاقة الانتخابية الديمقراطية ستنعكس على الناخبين الآسيويين الأميركيين وما وراءهم.
وقال: "الضواحي والمناطق الخارجية في جورجيا كانت القاعدة التقليدية للجمهوريين لفترة طويلة. إنها ليست مسألة ما إذا كانت جورجيا ستصبح ديمقراطية، بل مسألة متى؟".
مجتمع صغير "مؤثر"
وعلى مدى الأسابيع الخمسة المقبلة، تعمل سونجوي كومار ومجموعة "جنوب آسيويون من أجل هاريس" ليل نهار لمحاولة انتخاب هاريس وبقية الفريق الديمقراطي في جورجيا.
وبينما كانت ترأس مركزاً افتراضياً للاتصال الهاتفي من مطبخها ليلة الأسبوع الماضي، قالت سونجوي كومار إنها تعتقد أن الناخبين الأميركيين الآسيويين يمكن أن يصنعوا الفرق في ولايتها الجنوبية المتنازع عليها.
وقالت كومار: "مجتمعنا ليس كبيراً، إنه يمثل 4% من سكان الولاية، ولكن في بعض المقاطعات، هناك 122 ألفاً و60 ألف شخص. هذا العدد كافٍ تماماً لإحداث فرق عندما نتحدث عن هذه الأرقام".
ومع اقتراب الموعد النهائي لتسجيل الناخبين الجدد في جورجيا في السابع من أكتوبر، وبداية التصويت المبكر بعد أسبوعين، يقسّم أودياراجان وقته بين شركته في مجال تكنولوجيا المعلومات ومقر الحزب الديمقراطي في مقاطعة فورسيث.
وقال أودياراجان: "تقدم مقاطعة فورسيث فرصة كبيرة للديمقراطيين. إنها ذات أهمية استراتيجية، بمجرد النظر إلى البيانات".
وبعيداً عن البيانات، فإن الاستهزاء باسم هاريس، كان أول ما دفعه إلى السياسة قبل أربع سنوات، وازداد منذ أن وصلت إلى قمة البطاقة الانتخابية الديمقراطية.
قال إن ذلك يشكل قوة دافعة له وللكثير من الهنود الأميركيين الآخرين.
وقال أودياراجان: "العديد من الأشخاص هنا، قد يكون لديهم عمة أو جدة أو أم تحمل ذلك الاسم. تحفيز الناس من خلال استهجان الاسم أثار مشاركة المجتمع في العملية السياسية. وبدأ المزيد والمزيد من الأشخاص في الظهور".