إيران وإسرائيل.. "مفاجأة أكتوبر" التي قد تؤثر على الانتخابات الأميركية

أحداث الأسابيع الأخيرة كلفت هيلاري كلينتون الرئاسة.. ومنحت نيكسون وأوباما فترة ثانية

time reading iconدقائق القراءة - 16
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يصافح نائبة الرئيس  كامالا هاريس، وإلى جانبه الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال حضور ذكرى هجمات 11 سبتمبر في نيويورك. 11 سبتمبر 2024 - Reuters
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يصافح نائبة الرئيس كامالا هاريس، وإلى جانبه الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال حضور ذكرى هجمات 11 سبتمبر في نيويورك. 11 سبتمبر 2024 - Reuters
واشنطن-رشا جدة

 حمل شهر أكتوبر، على مدار التاريخ السياسي الأميركي، مفاجآت غيرت مسار الانتخابات الرئاسية التي تجرى عادة في الثلاثاء الأول من نوفمبر، وأدى تكرار الأحداث غير المتوقعة في شهر أكتوبر، والتي تؤثر بشكل جذري على نتائج السباق إلى صياغة مصطلح "مفاجأة أكتوبر" المخيف بالنسبة لحملات المرشحين، ووسط التصعيد الإسرائيلي في لبنان، والهجوم الصاورخي الإيراني، يخشى محللون من مفاجأة أكتوبر أخرى في 2024.

وقبل أقل من شهر على يوم الانتخابات في عام 2016،  تعرضت المرشحة الرئاسية الديمقراطية هيلاري كلينتون، لـ"مفاجأة أكتوبر" كلفتها السباق الرئاسي، عندما بدأ موقع ويكيليكس في نشر رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بها.

ولكونها على دراية تامة بكيفية تأثير مفاجأة أكتوبر، حذّرت هيلاري كلينتون من أن "مفاجأة أكتوبر" قد تسبب مشكلات للمرشحة الديمقراطية في سباق 2024 كامالا هاريس، لكن أولى أحداث أكتوبر جاءت من نصيب المرشح الجمهوري، دونالد ترمب.

واعتبر أستاذ التاريخ السياسي بجامعة ويسكونسن، جوناثن كاسباريك، أن إصدار الملف المتعلق بالقضية الجنائية ضد ترمب بشأن محاولاته المزعومة لقلب نتائج انتخابات 2020، يعد "مفاجأة أكتوبر" محتملة.

والأربعاء 2 أكتوبر، أصدرت محكمة جزئية وثيقة عمل عليها المحقق الخاص جاك سميث، وتحتوي على معلومات جديدة بشأن تصرفات دونالد ترمب في 6 يناير 2021، وفي حيثيات قرارها شرحت القاضية تانيا تشوتكان، لماذا لم تمنح الرئيس السابق الحصانة من الملاحقة القضائية، مؤكدة أن تصرفات ترمب المتعلقة بالانتخابات كانت "شخصية، وليست جزءاً من دوره الرسمي كرئيس".

تغيير قواعد اللعبة

وبينما يشير مصطلح "مفاجأة أكتوبر"، وفقاً لأستاذ التاريخ السياسي بجامعة بينجهامتون في نيويورك دونالد نيمان إلى حدث غير متوقع يحدث في وقت متأخر من الحملة، وقد يلحق الضرر بأحد المرشحين أو كليهما، أو قد يغير اختيار الناخبين إلى حد ما، استبعد نيمان في حديثه مع "الشرق" وقوع أحداث بهذا التأثير في الدورة الانتخابية الحالية.

وقد تشكل أحداثاً مختلفة "مفاجأة أكتوبر"، إذ قد تأتي في صورة تطور دبلوماسي مفاجئ على الساحة الدولية، أو فضيحة سياسية قديمة يتم تسليط الضوء عليها عبر تسريبات صوتية أو مقاطع فيديو أو حتى من خلال تقارير ووثائق، أو حدث محلي كبير مثل كارثة طبيعية، أو جائحة، أو تحقيق جنائي جديد، أو إضرابات واحتجاجات، كما قال ريتشارد بنسل، أستاذ الشؤون الحكومية في "جامعة كورنيل".

وبينما أشار بنسل في حديثه مع "الشرق" إلى أن "مفاجأة أكتوبر" يمكن أن تؤدي إلى تغيير قواعد اللعبة في الانتخابات، استبعد استعداد المرشحين لمواجهتها، موضحاً أن الأحداث الأكثر تأثيراً وغير المتوقعة، كتصرفات الحكومات الأجنبية، تظل خارج سيطرة المرشحين.

وقال: "لا توجد وسيلة للمرشحين لتوقع معظم هذه الأحداث، وبالتالي لا توجد وسيلة للاستعداد لها أو مواجهتها".

ويدعم حديث بنسل ما حدث في عام 1980، وكيف أن تصرفات دولة أخرى أثرت في الانتخابات الأميركية. وكانت، حينها، أزمة الرهائن في السفارة الأميركية في إيران قضية رأي عام.

وحاول الرئيس جيمي كارتر، الذي كان متراجعاً في استطلاعات الرأي، التفاوض خلال شهر أكتوبر 1980، لإطلاق سراح الرهائن الأميركيين المحتجزين لأكثر من عام من أجل تحسين أرقامه الانتخابية، لكنه فشل في تحقيق ذلك قبل الانتخابات.

في الوقت نفسه، كان منافسه الجمهوري رونالد ريجان يحاول الترويج لأن ما يفعله كارتر قبل أسابيع قليلة من الانتخابات ما هو إلا دعاية انتخابية، واكتسب ذلك التأصيل السياسي الذي عُرف لاحقاً بمصطلح "مفاجأة أكتوبر".

وأطلقت إيران سراح الرهائن الأميركيين، ولكنها لم تفعل ذلك إلا بعد أن أدى ريجان اليمين الدستورية في 20 يناير 1981، كرئيس بدقائق معدودة.

وقبل ذلك الحدث بـ8 سنوات، كان التصريح الشهير لمستشار الأمن القومي هنري كيسنجر، الذي أُدلي به في أكتوبر من عام 1972، تحديداً، قبل أسبوعين من الانتخابات، وقال فيه إن "السلام في متناول اليد" في فيتنام، مثالاً واضحاً على "مفاجأة أكتوبر".

ووعد الرئيس ريتشارد نيكسون بإنهاء حرب فيتنام خلال حملته الأولى، ولكن مع نهاية ولايته الأولى، استمر الصراع. وقبل شهر من الانتخابات في نوفمبر 1972، وافق المفاوضون الفيتناميون الشماليون على شروط السلام الأميركية، ولكن المحادثات انهارت في 22 أكتوبر. ورغم ذلك، أعلن كيسنجر، في مؤتمر صحافي أواخر أكتوبر أن "السلام بات قريباً".

وساعد هذا الإعلان نيكسون على تعزيز موقعه في استطلاعات الرأي، وصرف انتباه الرأي العام عن فضيحة ووترجيت التي كانت تحاصر نيكسون، وفاز بالانتخابات بفارق كبير. واستمرت الحرب لعامين بعد الانتخابات، ووصلت فضيحة ووترجيت إلى ذروتها؛ مما أدى إلى استقالته في 1974.

لا يمكن التنبؤ بها

كونها مفاجأة، يصعب التنبؤ بها، ولذلك يرى معظم الخبراء الذين تحدثوا مع "الشرق" أنه لا توجد جاهزية لمواجهتها من قبل الحملات الانتخابية، لكن كاسباريك لديه رأي آخر، مرجحاً أنه بسبب الانتخابات الرئاسية متقاربة جداً هذا العام، فإن كلتا الحملتين تتوقع الأحداث المحتملة، وتخطط لكيفية الرد عليها.

اقرأ أيضاً

وثيقة قضائية تكشف "خطة" ترمب للتشكيك بانتخابات 2020 قبل خسارته

أظهرت وثيقة قضائية جديدة أن ترمب وضع الأساس لمحاولة قلب نتائج انتخابات 2020 حتى قبل خسارته.

وتوقع كاسباريك أن لدى حملة ترمب استراتيجيات جاهزة للتخفيف من أي تصريحات محرجة، أو تطور في إحدى المحاكمات، مشيراً إلى صمود ترمب عام 2016، رغم دعوات بعض الجمهوريين له بالانسحاب بعد تسريب في 8 أكتوبر 2016، لتسجيل صوتي قديم لترمب يعود لعام 2005، يتفاخر فيه بالتحرش بالنساء.

وأضاف كاسباريك، "رفض حينها ترمب الانسحاب رغم مفاجأة أكتوبر القوية. والغريب أنه فاز بالرئاسة، وربما لو كانت  هيلاري كلينتون مرشحة أكثر جاذبية، كان ذلك ليكلفه الانتخابات، لكنني أعتقد أن العديد من الناخبين لديهم وجهة نظر سلبية للغاية عن كلينتون لدرجة أنهم لم يتمكنوا من إجبار أنفسهم على التصويت لها".

وبينما نجا ترمب من "مفاجأة أكتوبر" في 2016، لم تستطع منافسته كلينتون تجاوزها رغم فوزها بالتصويت الشعبي. تعرّضت كلينتون لـ "مفاجآت أكتوبر"، كان موقع ويكيليكس، قد بدأ في منتصف أكتوبر نشر رسائل إلكترونية تم اختراقها من حملة كلينتون.

وتضمنت هذه الرسائل مقتطفات من خطب مدفوعة ألقتها كلينتون أمام مجموعة من المؤسسات المالية الكبرى، حيث بدت وكأنها تتبنى وجهات نظر الأثرياء، وتؤيد خطط ميزانية قد تؤدي إلى تقليص الضمان الاجتماعي. كما اعترفت في تلك الخطب بأنها تشعر "بالانفصال" عن الطبقة المتوسطة.

أما "المفاجأة الكبرى" التي أطاحت بها، يذكرها نيمان قائلاً إنه في عام 2015، ذكرت الصحافة أن هيلاري كلينتون استخدمت حساباً خاصاً لتلقي وتخزين رسائل البريد الإلكتروني بعضها يحتوي على معلومات حساسة وحتى سرية للغاية.

 وخلص مكتب التحقيقات الفيدرالي في يوليو 2016 إلى أن كلينتون لم تنتهك القانون الفيدرالي، على الرغم من أن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي انتقدها علناً بسبب الإهمال في التعامل مع الوثائق الحساسة. وأضاف نيمان أن القضية برزت في الحملة، وفي المناقشات بين المرشحين، مما ساهم في تصور العديد من الناخبين أن كلينتون غير جديرة بالثقة.

وفي 28 أكتوبر، قبل 10 أيام من يوم الانتخابات، أعلن كومي أنه اكتشف أدلة جديدة دفعته إلى إعادة فتح التحقيق، "ورغم أن مكتب التحقيقات الفيدرالي أعلن قبل يومين من الانتخابات أنه لم يجد أي مخالفات، فإن الضرر كان قد وقع. ففي نقطة حرجة في سباق متقارب للغاية تزايدت المخاوف بشأن نزاهة كلينتون. وربما كان ذلك بمثابة حسم مصيرها وتحويل الانتخابات لصالح ترمب".

بن لادن.. مفاجأة أكتوبر السعيدة

في حين توقع كاسباريك استعداد حملة ترمب لـ"مفاجأة أكتوبر" وأنه سينجو منها كعادته، فإنه لفت إلى أن حملة هاريس في وضع أكثر ضعفاً في مواجهة "مفاجأة أكتوبر"، مفسراً ذلك بأنها نائبة الرئيس الحالية، وأن بعض الأخبار الاقتصادية السيئة مثل زيادة البطالة أو زيادة معدل التضخم - من شأنها أن تنعكس بشكل سيء على الإدارة، واستطرد كاسباريك "لكنهم بحاجة أيضاً إلى توخي الحذر، حتى لا يظهروا وكأنهم يتلاعبون بإعلانات الإدارة لتحقيق منفعة سياسية".

وعلى عكس الوضع الضعيف لحملة هاريس الذي يعزوه كاسباريك إلى كونها نائبة الرئيس، فإن الرئيس الجمهوري الأسبق جورج دبليو بوش استفاد من "مفاجأة أكتوبر" في حملته الانتخابية الثانية 2004، رغم تراجعه في استطلاعات الرأي بناءً على فترة ولايته الأولى.

إذ رفعت "مفاجأة أكتوبر" 2004، من حظوظ بوش أمام الديمقراطي جون كيري. وجاءت تلك الانتخابات بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، وفي أواخر أكتوبر ظهر زعيم القاعدة آنذاك، أسامة بن لادن في مقطع فيديو أعلن فيه مسؤوليته عن هجمات 11 سبتمبر، وانتقد فيه إدارة بوش.

وأكد المراقبون حينها، أن حظوظ بوش انتعشت بعد انخفاض شعبيته بسبب ولايته الأولى، وأن مقطع الفيديو كان له تأثير على الانتخابات، وساهم في ارتفاع دعم بوش بحوالي ست نقاط في استطلاعات الرأي قبل حلول نوفمبر.

وتعد هذه النجاة الثانية لبوش، إذ شهد أكتوبر عام 2000، تسريب معلومات تفيد بأنه اعتُقل سابقاً عام 1976 بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول. لكن بوش قلب "المفاجأة" لصالحه، واعترف بأنه ليس فخوراً بهذا الحادث، وأكد في مؤتمر صحافي قبل الانتخابات بأيام، أنه ارتكب أخطاء في الماضي وأنه تعلم درساً من تلك التجربة.

وعلى الرغم من أن هذا الخبر أثار جدلاً واسعاً، تمكن بوش من الفوز بالرئاسة، رغم خسارته التصويت الشعبي، بعد أن أصدرت المحكمة العليا قراراً في ديسمبر بإعلان فوزه بعد إعادة فرز الأصوات المتنازع عليها مع منافسه الديمقراطي آل جور في فلوريدا.

المفاجآت تتحالف مع "أوباما"

في عام 2008، قبل أيام من انتخاب باراك أوباما، نشرت أسوشيتدبرس تقرير عن أن عمة أوباما زيتوني أونيانجو عاشت بشكل غير قانوني في بوسطن لسنوات بعد أن رفض قاضي الهجرة طلبها للجوء من بلدها الأصلي كينيا، وأصدرت وزارة الأمن الداخلي قراراً بمغادرتها البلاد في عام 2004. ونفى أوباما علمه بأن عمته تعيش في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، وقال إنه يجب اتباع القوانين المتعلقة بهذا الوضع.

ورغم تسريب تلك المعلومات قبل أيام من الانتخابات، فإنها لم تؤثر على حظوظه الانتخابية، وفاز بالانتخابات. وبعد 4 سنوات، أنقذت "مفاجأة أكتوبر" أوباما، حين تحالف عدد من الأحداث ضد المرشح الجمهوري ميت رومني الذي كان قد حقق تقدماً كبيراً من خلال المناظرات والاستطلاعات.

وضرب إعصار ساندي، الساحل الشرقي في الأيام الأخيرة من أكتوبر 2012، وأعطى دفعة كبيرة لأوباما الذي فعّل حالة الطوارئ، وتعامل مع الكارثة بطريقة فعالة، كما كان لمقطع فيديو يظهر حاكم نيو جيرسي الجمهوري كريس كريستي، وهو يتفاعل إيجابياً مع أوباما بعد الإعصار تأثيراً سلبياً على رومني.

من جهة أخرى، أدت تسريبات صوتية لمنافسه رومني، متحدثاً لمجموعة من المانحين، حيث قال إن 47% من الأميركيين يعتمدون على الحكومة المسؤولة عن رعايتهم، وأنهم سيصوتون لأوباما على كل حال، إلى استغلال حملة أوباما لهذه التصريحات قبل أسابيع من الانتخابات بدعوى أن رومني يقلل من الناخبين، وأقر رومني بعد خسارته أن هذه التصريحات أثرت سلباً على حملته.

مفاجآت انتخابات 2024

كانت انتخابات 2020، متقاربة للغاية. وفي أكتوبر 2020 أُعلن عن إصابة الرئيس دونالد ترمب بفيروس كورونا. ورغم أنه تعافى بسرعة، وعاد إلى الحملة الانتخابية، أثرت الجائحة على حملته الرئاسية، وخسر الانتخابات أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن.

وبعد 4 سنوات شهد السباق الرئاسي في 2024 سلسلة من الأحداث المفاجئة التي أثرت بشكل كبير على مساره. وبدأ ذلك بعودة التقارب الشديد في المنافسة مرة أخرى بين بايدن ترمب، في ظل محاكمات ترمب المتعددة بتهم جنائية. ثم جاءت المناظرة الكارثية لبايدن في يونيو، والتي زادت من تراجعه في استطلاعات الرأي، مع انخفاض شعبيته بسبب دعمه القوي للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي قتلت أكثر من 42 ألف فلسطيني، وأدت إلى تصاعد الاحتجاجات داخل الجامعات الأميركية.

وتصاعدت الضغوط على بايدن بشكل كبير، إلى أن أجبر على الانسحاب من السباق الرئاسي في يوليو بعد مطالبات من المشرعين والسياسيين الديمقراطيين الذين دعوا إلى استقالته. في تلك اللحظة، برزت نائبة الرئيس، كامالا هاريس، كمرشحة الحزب الديمقراطي الرئيسية لمواجهة ترمب.

هل هناك مفاجأة في أكتوبر 2024؟

في هذا السياق السياسي المشحون، أشار المحللون إلى أن "مفاجأة أكتوبر" لعام 2024 قد تكون نتيجة لأحداث غير متوقعة على الصعيدين الدولي أو الداخلي، القدرة على قلب السباق الرئاسي رأساً على عقب.

ويرى ريتشارد بنسل، أن السيناريو الأكثر احتمالاً لـ "مفاجأة أكتوبر" هذا العام يتضمن "تصعيداً كبيراً في الأعمال العدائية" في أحد المناطق الساخنة مثل الشرق الأوسط، أو أوكرانيا، أو بحر الصين الجنوبي.

اقرأ أيضاً

منشآت نفطية ومواقع استراتيجية في بنك أهداف رد إسرائيل "القوي" على إيران

قال مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل تخطط لتوجيه "رد قوي" على الهجوم الصاروخي الضخم الذي شنته إيران، الثلاثاء، في غضون أيام، ربما يستهدف منشآت نفطية داخل إيران.

ووضح بنسل أن التصعيد في حالة روسيا أو الصين، يدفع الرأي العام الأميركي للالتفاف حول الرئيس الحالي، مما قد يضعف فرص ترمب في الفوز. لكن في المقابل، يشير بنسل إلى أن إسرائيل قد ترى في تصعيد النزاع في الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بإيران، فرصة لتعزيز موقف ترمب، حيث يفضل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رؤية ترمب يعود إلى البيت الأبيض.

من جانبه، اتفق كاسباريك مع بنسل أن الوضع الحالي في الشرق الأوسط يزداد تعقيداً، حيث أدى الغزو الإسرائيلي للبنان والهجوم الصاروخي الإيراني إلى تفاقم الأمور، وربما تحدث مفاجأة تؤثر على مجريات السباق الرئاسي بشكل كبير.

ولفت كاسباريك إلى أن إدارة بايدن لم تتفاعل بسرعة مع هذه التطورات، وتبدو غير قادرة على التأثير بشكل فعّال في المشهد، وهو ما ينعكس سلباً على هاريس، ومن جهة أخرى، يركز ترمب بشكل كبير على دعم إسرائيل ومواجهة إيران بحزم، مما يعزز موقفه في هذا السياق".

في السياق نفسه، أكد نيمان أن المواجهة بين إيران وإسرائيل لديها أكبر احتمال لقلب الأمور في عام 2024. مشيرا إلى أنه إذا شنت إسرائيل هجوماً على القدرات النووية الإيرانية، فمن المحتمل أن يفيد ذلك دونالد ترمب، لأنه ليس ملزماً باتخاذ أي إجراء، وسيكون بإمكانه انتقاد كيفية تعامل بايدن ونائبته.

وأضاف نيمان أنه كلما اقتربت الأزمة من موعد الانتخابات، قل الوقت المتاح أمام بايدن وهاريس لحلها بنجاح، "وقد يبدو للمصوتين أن الإدارة الحالية تسمح بانزلاق العالم نحو الحرب".

ومع ذلك، أشار نيمان إلى الاستقطاب في السياسة الأميركية، وكيف سيؤثر ذلك على الرغم من حدوث أزمة، قائلاً "هناك عدد قليل من الناخبين الذين قد يغيرون رأيهم، وربما ينظر أنصار كل جانب إلى الأحداث من منظور حزبي ويدعمون قائدهم. ومع ذلك، نظراً لمدى تقارب هذه الانتخابات، قد يكون تغيير بضع آلاف من الناخبين حاسماً في النتيجة"

تصنيفات

قصص قد تهمك