قال رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، إنه تم العثور على جهاز تنصت في حمامه الشخصي بمقر وزارة الخارجية بعد أن استخدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال إلى العاصمة لندن قبل 7 سنوات من الآن.
وأشار جونسون، في مذكراته التي أطلق عليها اسم Unleashed، وسيتم نشرها في 10 أكتوبر الجاري، إلى أنه عندما زار رئيس الوزراء الإسرائيلي مكتبه في مقر وزارة الخارجية البريطانية عام 2017، عثر فريق الأمن الخاص به على أجهزة تنصت في المرحاض بعد استخدام نتنياهو له.
وأضاف جونسون في المذكرات أن نتنياهو استأذن للذهاب إلى الحمام، والذي يصفه رئيس الوزراء البريطاني السابق بأنه يشبه "الحمامات الموجودة في النوادي الفاخرة في لندن" ويقع داخل "ملحق سري" في المقر.
وكتب جونسون: "ذهب بيبي (نتنياهو) إلى هناك لفترة من الوقت، وقيل لي لاحقاً أنهم عثروا على جهاز تنصت في المرحاض، عندما كانوا يقومون بالمسح الدوري للبحث عن أجهزة التنصت، وقد يكون الأمر مجرد مصادفة أو لا".
ولدى سؤاله خلال مقابلة مع صحيفة "التليجراف" البريطانية عما إذا كان يستطيع تقديم المزيد من التفاصيل حول ما حدث، قال جونسون: "أعتقد أن كل ما تحتاجون إلى معرفته بشأن تلك الواقعة موجود في الكتاب".
وليس من الواضح ما إذا كانت إسرائيل قد تعرضت للاستجواب أو التوبيخ بشأن الواقعة، رغم أنها اتُهمت في نفس الفترة تقريباً بزرع أجهزة تنصت في البيت الأبيض أيضاً.
ونقلت "التليجراف" عن مسؤولين أميركيين، لم تكشف عن هوياتهم، أن واشنطن خلصت إلى وقوف إسرائيل على الأرجح وراء وضع أجهزة مراقبة الهواتف المحمولة التي تم العثور عليها قرب البيت الأبيض وأماكن حساسة أخرى حول العاصمة.
ورغم أن بنيامين نتنياهو لم يعمل أبداً في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، إلا أنه من المعروف عنه أنه عمل بشكل وثيق معه، وباعتباره ثاني أكبر جهاز تجسس في العالم الغربي بعد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، فإن "الموساد" يُركز على جمع المعلومات الاستخباراتية الأجنبية والعمليات السرية.
ويقول جونسون، الذي كان وزيراً للخارجية البريطانية آنذاك، إنه شعر خلال الاجتماع مع نتنياهو وكأنه "ويلي ونكا" ( شخصية خيالية ظهرت في رواية الأطفال تشارلي ومصنع الشوكولاتة للكاتب البريطاني روالد دال" عندما أظهر له مكان عمله في أول زيارة له لمقر وزارة الخارجية البريطانية، مشيراً إلى أنه مازح رئيس الوزراء البريطاني بشأن امتلاكه نفس المكتب المصنوع من خشب الجوز الذي كتب عليه وزير الخارجية السابق آرثر جيمس بلفور رسالة وعد بلفور (لدعم إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين)، وبحسب زعم جونسون، فإن نتنياهو رد على ذلك بقوله: "واو" (أي رائع)، كما بدا "مذهولاً بشكل حقيقي".
ثم ادّعى جونسون خلال مذكراته التي ستنشر بواسطة دار "وليان كولينز،"أنه يمتلك "نفس القلم الذي استخدمه (بلفور)"، لكنه أخرج بعد ذلك قلم حبر عادي من درج مكتبه، ثم أقر بأنه لا يعرف كيف كتب بلفور الرسالة، مشيراً إلى أنه من غير المرجح أن يكون المكتب المصنوع من خشب الجوز هو المكتب الذي كتب عليه وزير الخارجية السابق الرسالة أيضاً.