هدف لإسرائيل.. من هو هاشم صفي الدين ابن خالة حسن نصر الله؟

time reading iconدقائق القراءة - 8
دبي/بيروت-الشرقرويترز

استهدف الجيش الإسرائيلي خلال غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، صباح الجمعة، القيادي الكبير في جماعة "حزب الله" اللبنانية هاشم صفي الدين، والذي كان يوصف بالخليفة المحتمل لأمين عام الحزب السابق حسن نصر الله.

ونقلت القناة الإسرائيلية الـ14 ومراسل موقع "أكسيوس" الأميركي في تل أبيب باراك رافيد، عن مصادر أمنية، أن الغارة العنيفة التي شنتها إسرائيل على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، صباح الجمعة، استهدفت صفي الدين.

ونقل "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي لم يكشف عن هويته، أن صفي الدين كان في مخبأ عميق تحت الأرض، ولم يتضح بعد ما إذا كان قد قُتل في الغارة.

وبعد اغتيال حسن نصر الله في غارات جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، سُلطت الأضواء مؤخراً على صفي الدين الذي يتولى رئاسة المجلس التنفيذي للجماعة. 

وأكدت الجماعة اغتيال نصر الله في ضربة جوية، الجمعة، وذلك بعد أن قاد "حزب الله" لمدة 32 عاماً، في حين لا تزال تواجه تحدياً يتمثل في اختيار أمين عام جديد لها بعد أعنف ضربة واجهتها في تاريخها الممتد 42 عاماً.

صهر قاسم سليماني

ورغم السرية والغموض اللذين يكتنفان عملية اختيار القيادات في التنظيمات الشبيهة بـ"حزب الله"، تصدر الأسماء المرشحة لقيادة التنظيم الحليف لإيران بعد اغتيال نصر الله، هاشم صفي الدين، ابن خالة نصر الله وصهر قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" السابق في "الحرس الثوري" الإيراني، الذي اغتيل بغارة أميركية في بغداد في 3 يناير 2020، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.

ويُشبه صفي الدين، ابن خالته، في الشكل والجوهر، وحتى في لثغة الراء. وأُعد لخلافته منذ عام 1994، وجاء من قُم إلى بيروت، ليتولى رئاسة المجلس التنفيذي الذي يعتبر حكومة الحزب. وأشرف على عمله القائد الأمني السابق للحزب عماد مغنية.

ووفقاً للصحيفة، كان صفي الدين "ظل" نصر الله بامتياز، والرجل الثاني داخل الحزب. وعلى مدى 3 عقود، أمسك الرجل بكل الملفات اليومية الحساسة، من إدارة مؤسسات الحزب إلى إدارة أمواله واستثماراته في الداخل والخارج، تاركاً الملفات الاستراتيجية بيد نصر الله.

وبصفته رئيساً للمجلس التنفيذي للجماعة، يشرف صفي الدين على الشؤون السياسية لـ"حزب الله"، وهو أيضاً عضو في ما يعرف بـ"مجلس الجهاد" الذي يدير العمليات العسكرية للجماعة، بحسب وكالة "رويترز".

ويدير المجلس التنفيذي الذي ترأسه صفي الدين أيضاً مجموعة استثمارات هائلة الحجم، تهدف إلى تأمين الاستقلالية المالية للتنظيم وتمويل جسده الهائل الذي لا يخضع لتمويل "الأموال الشرعية" المرصودة أساساً للعمل العسكري، وفقاً للصحيفة.

وفيما يقدر البعض هذا الرقم بمليارات الدولارات، تشكك أوساط مطلعة على أوضاع الحزب في هذا رغم اعترافها بضخامة حجم استثمارات الحزب، والتي تنتشر في لبنان والعالم العربي وإفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة وأميركا اللاتينية.

قوائم الإرهاب

وضعت وزارة الخارجية الأميركية صفي الدين على قوائم الإرهاب في عام 2017. وفي يونيو، هدد بتصعيد كبير ضد إسرائيل بعد اغتيال قيادي آخر في "حزب الله" وقال حينها: "فليجهز نفسه (العدو) للبكاء والعويل".

اقرأ أيضاً

قيادة جماعية أم خليفة لنصر الله؟ "حزب الله" يبحث سيناريوهات القيادة

لم تترك إسرائيل "حزب الله" يلتقط أنفاسه، فبعد أيام قليلة من نجاحها في التخلص من أحد أبرز أعدائها، أمينه العام، حسن نصرالله، أعلنت إطلاقها عملية برية

تربطه كذلك علاقات ممتازة بطهران، حيث قضى سنوات في حوزة قم يتعلم فيها، إلى أن استدعاه نصر الله إلى بيروت لتحمل مسؤوليات في الحزب. كما تزوج ابنه رضا في 2020 بزينب سليماني، ابنة العقل المدبر للمشروع الإقليمي لإيران قاسم سليماني، بحسب الشرق الأوسط.

وذكرت الصحيفة، أن اسم صفي الدين طرحته صحيفة إيرانية لخلافة نصر الله قبل 16 عاماً. لكن مطلعين على كواليس الحزب يقولون إن القرار اتخذ قبل ذلك بكثير.

ووفقاً لما أكده قيادي سابق بارز في "حزب الله" لصحيفة "الشرق الأوسط" آنذاك، فإن اختيار صفي الدين تم بعد نحو سنتين من تولي نصر الله منصب الأمين العام في 1992، خلفاً لعباس الموسوي الذي اغتالته إسرائيل.

يحدد القيادي السابق توقيت الاختيار بلحظة "استدعاء" صفي الدين من مدينة قم في إيران إلى بيروت على وجه السرعة عام 1994 لتسلم مركزه الذي مكنه السيطرة على كل المفاصل المالية والإدارية والتنظيمية في الحزب.

وما زاد من حظوظ اختيار صفي الدين لخلافة نصر الله مؤخراً، هو المسار المتشابه إلى حد الغرابة بين الرجلين داخل الحزب. غير أن نصر الله الذي لا يكبر ابن خالته بأكثر من عامين، يبدو أكبر منه بكثير من حيث الشكل، ناهيك من الحضور السياسي والشعبي.

وغالباً ما تعكس تصريحات هاشم العلنية موقف "حزب الله" وتضامنه مع القضية الفلسطينية، بحسب "رويترز".

وفي فعالية أقيمت مؤخراً في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل "حزب الله"، قال صفي الدين: "تاريخنا وبنادقنا وصواريخنا معكم"، في إظهار للتضامن مع المقاتلين الفلسطينيين.

ويرى فيليب سميث، الخبير في شؤون الفصائل الشيعية المسلحة المدعومة من إيران، أن نصر الله "بدأ في تجهيز المناصب له (لصفي الدين) داخل مجموعة من المجالس المختلفة في (حزب الله)".

وهناك عوامل تصب في مصلحة صفي الدين منها قرابته لنصر الله، والتشابه في الشكل بينهما فضلاً عن مكانته الدينية.

يبدي صفي الدين انتقاده للسياسة الأميركية علانية، وفي رده على الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على "حزب الله"، قال عام 2017: "هذه الإدارة الأميركية المعاقة والمجنونة بقيادة (الرئيس السابق) دونالد ترمب، لن تتمكن من المقاومة، ولن يحصلوا على شيء "، معتبراً أن مثل هذه الإجراءات "لن تثبط عزيمة (حزب الله).

تصنيفات

قصص قد تهمك